} أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف ان المحادثات بينهما كانت ناجحة. واشاد الصحاف ب"الشفافية" التي سادت الاجتماعات، معلناً ان جولات لاحقة ستتبع الجولة الاولى التي انتهت امس. وكان واضحاً ان العراق يرفض القرار 1284 انطلاقاً من انه يميع القرار 687 الذي ينص على تجريد العراق ودول المنطقة، بما فيها اسرائيل من اسلحة الدمار الشامل. واعلن انان دعمه تنفيذ هذا القرار وقال ان انشاء منطقة آمنة في الشرق الاوسط "هدفنا جميعاً". وصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان المحادثات بينه وبين الوفد العراقي بأنها "تسير جيداً" واعرب عن امله ب"معالجة القضايا الرئيسية". وقال انان ان الترتيبات الامنية للمنطقة "يجب ان لا تكون محصورة بالعراقيين" واكد ان اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط يجب ان تكون "هدفاً لنا جميعاً". وفي رد على سؤال ل"الحياة" قال انان انه يدعم تنفيذ الفقرة 14 من القرار 687، وتعمّد تجنب شرح مفهومه لما يسمى "العقوبات الذكية" مشيراً الى ان مجلس الامن سيراجع جميع المسائل ليقرر خطواته اللاحقة. وكان متوقعاً انتهاء الجولة الاولى من المحادثات ليل امس الثلثاء بالاتفاق على جولة لاحقة لتطوير الحوار وان يقدم الامين العام تفاصيل ما حدث الى مجلس الامن اليوم. وقال الصحاف ل"الحياة" في معرض رده على اسئلة الصحافيين "ان نجاح الحوار هو في استمراره وكلانا انا والأمين العام، قلنا بوضوح اننا في حاجة الى الوقت وإلى اكثر من جولة فالملفات ضخمة والقضايا معقدة. ونحن نتعاطى بسجل عشر سنوات من الظلم. اذا توفرت الشفافية والنية وفي الواقع انها متوفرة. وشن الصحاف حملة على الحكومتين الاميركية والبريطانية لاعتمادها سياسة "عدائية" ضد العراق وفرضهما منطقتي حظر الطيران "غير شرعيتين" وقال "لا تنازل امام الاعتداء". وعلّق الصحاف على تصريحات وزير الخارجية الاميركي لتخفيف العقوبات فقال: "من المستحيل فهم مدى سطحية هذه البيانات ويمكن فهمها فقط في اطار الدعاية وليس عندما تصدر من وزير خارجية". وزاد: "هذه وسيلة لخداع الرأي العام وهذا اسلوب جديد من الغش. ويعني ان الوزير باول يقول إن حكومته مصرة على قتل العراقيين". وأضاف "ان المعنى الحقيقي" لتخفيف العقوبات، كما عبر عنها باول هو "انهم للأسف يصرون على استمرارها ويريدون تحويل القرار 687 إلى قرارات عدة كي يميعوا فقرتين منه، الفقرة 22 التي تنص على رفع العقوبات، والفقرة 14 التي تنص على أن ما تم تنفيذه في العراق في ما يتعلق بنزع السلاح يجب تنفيذه في الدول الأخرى في المنطقة، وبالذات في إسرائيل، فهم يريدون حذف هاتين الفقرتين وابقاء العقوبات مفروضة على العراق". وتابع ان باول "يحاول أن يلعب على الكلمات وبطريقة ساذجة. واني اشفق عليه في الحقيقة". وكرر الصحاف رفض العراق القرار 1284 ووصفه بأنه "يعقد المسألة بكاملها"، إذ أن "هدفه منع رفع العقوبات، وإعادة كتابة سيئة للقرار 687".