لمح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الى ان الولاياتالمتحدة لن تلجأ في حال فشل الجهود الديبلوماسية لحل الازمة مع العراق، الى اجراء عسكري من جانب واحد، مؤكداً ان واشنطن "تشاطر رأي الآخرين ان من المفيد ان يوافق الجميع وان يتم الحفاظ على وحدة مجلس الأمن". ولم يستبعد انان احتمال ان تفقد الأممالمتحدة صلاحية المراقبة البعيدة المدى لبرنامج التسلح العراقي نتيجة ضربة عسكرية. تحدث الأمين العام للأمم المتحدة الى "الحياة" قبل أيام من بدء جولة شرق اوسطية تقوده الى اسرائيل، في الزيارة السياسية الاولى التي يقوم بها امين عام المنظمة الدولية للدولة العبرية. ويبدأ انان جولته الاربعاء المقبل في القاهرة ويزور بعدها بيروت وعمان وتل أبيب والقدسالمحتلة وغزة، وتنتهي في دمشق في 21 الشهر الجاري. وقد تشمل الجولة بغداد ايضاً في حال اقتضت ذلك تطورات الجهود الديبلوماسية لحل الازمة بين العراقوالأممالمتحدة. وتناول انان في حديثه علاقة الأممالمتحدة باسرائيل وملف فلسطين والقرار الدولي الرقم 425 القاضي بانسحاب اسرائيل من جنوبلبنان في ضوء الطروحات الاسرائيلية الجديدة لشروط تنفيذه. وفي ما يأتي نص الحديث: وصفت مكالمتك الهاتفية مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز بأنها "بناءة". ماذا جعلك تصف المحادثات بأنها "بناءة"؟ - بحثنا في الحاجة الى البحث عن حل ديبلوماسي. ووصف لي الجهود التي يبذلها مختلف المبعوثين الى المنطقة. وهل اوشكوا على التوصل الى اتفاق؟ - لا اعتقد انني في وضع يمكنني من قول ذلك. لماذا اذن وصفت المحادثات بأنها "بناءة"؟ - طالما ان المحادثات قائمة، طالما يتم احراز تقدم. وهذا بحد ذاته صحي. وأحياناً تبرز افكار مثيرة للاهتمام عند تبادل الآراء. هل ترحب بعرض العراق السماح بزيارة ثمانية من القصور الرئاسية بالشروط التي رافقت العرض؟ - لم أدقق بتفصيل العرض لدرجة تخولني التعليق عليه بجدارة. انما اي تعبير يؤدي الى ازالة العراقيل يستحق التشجيع. ما هو مفهومك لجوهر المبادرات الروسية والفرنسية والتركية؟ - ان جوهر الجهود المبذولة هو اقناع العراق بأن عليه الامتثال لقرارات مجلس الأمن، والعمل مع بغداد لإيجاد وسائل وطرق لإزالة العوائق التي وضعتها في طريق المفتشين. فكل المبادرات تقوم على هدف مشترك واحد وهو اقناع العراق بالتعاون مع الأممالمتحدة. هل اجريت اتصالات بقادة الدول المجاورة للعراق؟ - تحدثت مع وزير خارجية تركيا الذي من جهته على اتصال بالدول المجاورة. كما كنت على اتصال بالرئيس المصري حسني مبارك الذي يعمل بدوره مع القادة العرب الآخرين. وعلى اساس مشاوراته هذه برزت فكرة قيام الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد بمهمة الى بغداد يحمل فيها رسالة من القادة العرب الى الرئيس صدام حسين. هل لمست في محادثاتك مع الرئيس مبارك قلقاً من عملية عسكرية ومقاومة كبيرة لها؟ - الجميع في المنطقة قلقون من احتمال توجيه ضربة عسكرية. والجميع، بما في ذلك واشنطن، اشاروا الى انهم يفضلون الحل الديبلوماسي. هل تعتبر مسألة القصور الرئاسية مفتاح الحل؟ ام تعتبرها العائق الأساسي الذي تحدثت عنه؟ - المسألة هي حرية الدخول، بلا قيود، الى اي موقع يُعتقد بأنه يحوي مواد محظورة يريد المفتشون دخوله. ومن هذا المنطلق، ان اي محاولة لعرقلة مهامهم من السلطات العراقية تصبح قضية. وهذا موضع تركيز بعض المحادثات الجارية. انما في الوقت ذاته، ان اللجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة المحظورة اونسكوم مستمرة حالياً بالقيام بعملياتها في العراق. ليس لديك، اذن، تعاطف مع الطرح العراقي والحجج ذات العلاقة بالسيادة والكرامة! - هذه المسألة مطروحة منذ زمن بعيد وبرزت للمرة الأولى عندما كان رالف اكيوس رئيساً لپ"اونسكوم". واضح ان علينا تنفيذ عملنا، انما علينا ان نكون حساسين لموضوع السيادة، بل ولم يسبق ان شككنا فيه. لكني اعتقد ان هناك مجالاً للقيام بعملنا مع احترام سيادة الدولة وكرامتها. وعلى الطرفين التعاون لتحقيق ذلك. أتبحث مع السلطات العراقية احتمال قيامك بزيارة بغداد اثناء جولتك على الشرق الأوسط؟ - اوضحت لمجلس الأمن، وفي المؤتمر الصحافي، اني على استعداد كامل للتدخل او للتوسط عندما يكون مثل هذا الدور مفيداً. واني على اتصال مع كل الدول المعنية والوفود على الساحة كي اتمكن من تقدير ما اذا تطلبت الظروف، في مرحلة ما، ان العب دوراً شخصياً. فاذا وجدت ذلك ضرورياً، لن اتردد. وليس لدى العراقيين اي اعتراض على ذلك. وقيامك بزيارة العراق اثناء جولتك الشرق اوسطية احتمال وارد الآن؟ - لا أريد الدخول في تفاصيل اضافية في هذا المنعطف. حسب تقويمك، وفي هذه المرحلة من الازمة والمحادثات الديبلوماسية، هل ترجح تغلب الحل الديبلوماسي او العمل العسكري ضد العراق؟ - بطبيعتي، انا رجل متفائل. وما زلت آملاً ان نتمكن من ايجاد حل ديبلوماسي، اذا بذلنا جميعاً قصارى جهدنا، لتجنب النزاع العسكري. وحتى اللحظة الاخيرة، والى ان يتبين اننا فقدنا الفرصة، لن افقد الأمل. تكلمت عن "عواقب وخيمة" لعمل عسكري. لماذا لا تحض الولاياتالمتحدة على الموافقة على الحوار مع العراق اذا كان من شأن الحوار ان يؤدي الى تجنب "العواقب الوخيمة"؟ - في كل اتصالاتي مع الحكومات، احض على مثل هذا الحوار. احض الدول الصديقة لبغداد، والتي لها نفوذ معها، والتي تعمل معها لتجنب النزاع. فأي اجراء وقائي يتطلب التوجه الى حيث يمكن الحصول على نتيجة. واعتقد، في هذا المنعطف، ان المحادثات المباشرة بين الولاياتالمتحدةوبغداد قد لا تكون السبيل الذي في الامكان سلوكه. لذلك اعتقد ان علينا ان نحض اولئك الذين يعملون مع بغداد الآن والسلطات العراقية للعمل معاً لايجاد حل. وأنا شخصياً، كما سبق وقلت، على اتصال مباشر. أترى فائدة في حضك على قيام حوار بين الولاياتالمتحدةوالعراق؟ هل انت على استعداد للدعوة الى قيام حوار بينهما؟ - اذا وصلت الى اقتناع ان التوقيت مناسب وان لمثل هذه الدعوة فائدة. تقصد ان التوقيت غير مناسب الآن؟ - اعتقد اني أجبت على هذا السؤال. ماذا يشكّل الوقت المناسب؟ متى الوقت المناسب؟ - كي يجري طرفان محادثات ويجلسان معاً لا بد ان تكون هناك علاقة معينة وان تكون هناك توقعات معينة لأن هذه المحادثات ستؤدي الى شيء بناء. ولا اعتقد ان الاجواء او التوقيت مؤاتيان الآن لقيام علاقة او حوار. أود ان اطرح امامك مفهوماً لما قلته في مؤتمرك الصحافي، والرجاء تصحيحه ان لم يكن صحيحاً: ان لدى الولاياتالمتحدة الصلاحية اللازمة لتوجيه ضربة عسكرية، انما تفضل الحفاظ على وحدة مجلس الأمن. ولكي افهمك بدقة، دعني اسألك، هل تمتلك الولاياتالمتحدة، في رأيك، الصلاحية القانونية لتوجيه ضربة عسكرية انفرادية ضد العراق؟ - ما تنقلينه عن لساني بالصورة التي ذكرتها خاطئ. انا لم اقل ذلك ابداً. قلت ان الحكومة الاميركية قالت ان لديها الصلاحية لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق من دون العودة الى مجلس الأمن لأن القرارات تعطيها هذه الصلاحية. ثم اضفت انه على رغم هذا الموقف المعلن، علينا النظر في الحقائق والوقائع التي تفيد ان المشاورات المكثفة قائمة بين اعضاء مجلس الأمن هنا في نيويورك وفي العواصم، ما يفيد ان الولاياتالمتحدة تشاطر رأي الآخرين ان من المفيد ان يوافق الجميع وان يتم الحفاظ على وحدة المجلس. الولاياتالمتحدة تقول ان لها حق القيام بعمل عسكري انفرادي لأنها تتمتع بالصلاحية في قرارات مجلس الأمن. روسيا تقول لا، هذه الصلاحية غير موجودة. ماذا تقول من جهتك؟ - لا يمكنني التحدث نيابة عن الولاياتالمتحدة. اسألك عن رأيك ان كان الاميركيون على حق او الروس على حق. بل ان السؤال هو: هل تعتقد ان الولاياتالمتحدة تمتلك الصلاحية القانونية والتخويل لتوجيه ضربة عسكرية؟ - قرارات مجلس الأمن تم تبنيها بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، كما يعني فرض التقيد بمجلس الأمن. وأعضاؤه معنيون بالتطورات في العراقوالولاياتالمتحدة تعمل مع اعضاء مجلس الأمن. السفير الروسي سيرغي لافروف اوضح ان قرارات مجلس الأمن لا تعطي هذا التخويل والصلاحية خارج نطاق غزو العراق للكويت. هل توافق معه؟ - مجلس الأمن مسؤول عن نفسه. اجبت على هذا السؤال. ولن ارضخ للضغط عليّ للقول اكثر مما قلت. كثيرون انتقدوا فحوى وأسلوب السفير ريتشارد بتلر، الرئيس التنفيذي لپ"اونسكوم"، بما في ذلك المسؤولون الفرنسيون والروس والصينيون. الفرنسيون قالوا انه خرج عن دوره وتعدى حدوده، أترى مبرراً لهذه الانتقادات؟ - دعيني اقول اولاً ان السيد بتلر رجل قدير جداً ومساهمته ثمينة. وهو يقوم بمهامه تحت ظروف مثقلة بالاجهاد لأشهر عدة بصورة متواصلة. وعندما نعمل تحت مثل هذه الظروف نعرض انفسنا لهفوات. ارتكب هفوة وحاول تصحيحها وإيضاحها. تقصد بقوله ان لدى العراق اسلحة بيولوجية تكفي لإبادة تل أبيب؟ - نعم. لكنه تقدم بإيضاحات لجهة ما قصد قوله. لذلك علينا ان ننظر الى الأمور في اطارها وأن نتفهم الظروف. ظروف العمل تحت ضغوط كبيرة. اتخشى ان يكون بتلر حرق اوراقه مع العراق لدرجة عدم التمكن من استئناف الحوار الضروري بينهما، خصوصاً ان الحكومة العراقية سجلت في رسائل اليك احتجاجها الرسمي على السيد بتلر؟ - مثل هذه الحوادث حصلت لعديد من المبعوثين الموفدين من الأممالمتحدة. فهم في الصف الأول، وهم يحترقون احياناً. انما احياناً، انها مجرد تعطيل موقت. وأنا اعتقد ان في امكانه استئناف عمله. يتساءل البعض لماذا لا يتخذ كوفي انان موقفاً حازماً مع ريتشارد بتلر ينطلق من عدم السماح بمواقف وتصريحات وتطورات قد تهدد مستقبل عمليات اللجنة الدولية في العراق نظراً الى اهميتها البالغة للأمم المتحدة؟ - ان الذين يقولون ذلك يتظاهرون انهم على معرفة بكل حديث بين بتلر وبيني. اننا نجري محادثات عدة في شأن كل الصعد في عملياتنا. ولا أتردد في الادلاء بنصيحتي كلما برزت الحاجة. تعتقد، اذن، انه مسؤول امامك على رغم انه عملياً ليس تابعاً لك وانما لمجلس الأمن؟ - اونسكوم لجنة خلقها مجلس الأمن وهي تقدم تقاريرها الى المجلس. انما كمسؤول تابع للأمم المتحدة، ابحث المواضيع معه وأتقدم بنصائحي وهو يتقبلها. هل تخشى ان تخسر الأممالمتحدة صلاحية المراقبة البعيدة المدى لبرامج التسلح العراقي نتيجة ضربة عسكرية، اذا تمت؟ - لا يمكن استثناء ذلك الاحتمال. فاذا ما وجهت ضربة عسكرية، ماذا ستكون اهدافها؟ - ليست لدينا خيارات بارعة. انما ماذا تحقق من اهداف؟ - اعتقد ان عليك توجيه هذا السؤال الى غيري. صحيح. لكنك من جهتك لم تتخذ موقفاً واضحاً من العمليات العسكرية. فاذا كنت ترفض استبعاد واستثناء الخيار العسكري، لا بد انك تعتقد ان للضربة العسكرية هدفاً تريد تحقيقه! - قلت، كآخر وسيلة. كمرجع اخير. حتى عندئذ، وكمرجع اخير، لتحقيق اي هدف؟ - اذا كان سؤالك لماذا الحديث عن القوة العسكرية سأجيب: لو نفذت السلطات العراقية القرارات وعملت بصورة بناءة مع اونسكوم لكنا لا نبحث الآن في الضربة العسكرية. بل لكانوا يتطلعون الى ذلك الضوء في نهاية النفق والذي يتحدثون عنه مراراً اشارة الى رفع العقوبات. شروط رفع الحظر النفطي، بموجب الفقرة 22 من القرار 687، باتت عائمة بسبب اقحام شروط خارجة عن القرار ذات الصلة باستمرار صدام حسين في السلطة. دعني اسألك اولاً، هل توافق على ان الفقرة 22 تربط حصراً بين امتثال العراق لمتطلبات اللجنة الخاصة وبين رفع الحظر النفطي عن العراق؟ - اعتقد ان امتثال العراق لقرارات مجلس الأمن يجب ان يؤدي الى رفع العقوبات. وأعتقد ان هذا هو رأي معظم اعضاء مجلس الأمن. أترى، اذن، ان الوقت حان لاعادة تأكيد الشروط بوضوح كي لا تبقى عائمة وكي توضح للعراق ان في تنفيذه كاملاً متطلبات اللجنة الخاصة سيؤدي الى رفع الحظر النفطي؟ - اعتقد ان ذلك اصبح واضحاً منذ المحادثات التي بدأت في تشرين الأول اكتوبر الماضي اثناء الازمة الاخيرة وعندما بعثت ثلاثة موفدين الى بغداد وعندما جاء السيد طارق عزيز الى نيويورك. بعد تلك المحادثات ظهر وضوح في صدد هذه المسألة. وضوح من قبل من؟ لجهة التزام الامانة العامة او مجلس الأمن؟ - تقديري ان اعضاء مجلس الأمن ابلغوا تلك الرسالة. هل اكدت الولاياتالمتحدة لك ان الشرط الوحيد لرفع الحظر النفطي هو تنفيذ مطالب لجنة اونسكوم، وان لا شرط آخر لها سوى الامتثال لمطالب اللجنة؟ - ان الولاياتالمتحدة لم تؤكد لي او تطرح في محادثاتنا في الاشهر القليلة الماضية ان هناك عناصر اخرى غير تلك الواردة في القرار. الفقرة 14 من القرار 687 تنص على ان تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل يشكل خطوة نحو تجريد المنطقة بكاملها من هذه الاسلحة. هل انت على استعداد لدعوة مجلس الأمن لتفعيل تلك الفقرة خصوصاً ان الشعور السائد في المنطقة ان اسرائيل معفاة من التساؤل في شأن امتلاكها اسلحة دمار شامل، وحتى ايران نسبياً معفاة، فيما يخضعون العرب للتدقيق الشديد، وفيما توجد آلية لقصف العراق بذريعة شكوك في امتلاكه قدرات لتصنيع هذه الاسلحة؟ - اعضاء مجلس الأمن يدركون الاوضاع في المنطقة وفي بعض الاحيان تكون معلوماتهم الاستخبارية افضل من تلك التي لدى الأممالمتحدة، وانا اعتقد ان المقارنة مشروعة مع فارق مهم وهو انه في حال معينة العراق لدينا قرارات بموجب الفصل السابع من الميثاق، اي بمعنى فرض التنفيذ، فيما ليس لدينا مثل هذه القرارات في مناطق اخرى في المنطقة. لذلك، ان المقارنة التي تطرحينها ليست بالضرورة المقارنة الملائمة. الفقرة 14 جزء من القرار 687 وهي تتحدث عن امكان وضع دول اخرى في المنطقة تحت المجهر. فهل انت على استعداد لتفعيل البدء في النظر في ما تمتلكه الدول الاخرى من اسلحة دمار شامل، كما طلب القرار؟ - اعتقد انك تفرطين في تفسير ذلك القرار. أراك لا ترى داعياً، اذن، لوضع اسرائيل تحت التدقيق؟ - اعتقد ان القرار لا يطالب بذلك على الاطلاق. وعليه اعتقد انك تفرطين في تفسيره. لننتقل الى زيارتك للمنطقة. لماذا قررت زيارة الدول المعنية بعملية السلام للشرق الأوسط في حين ان الأممالمتحدة مستبعََدة عن العملية؟ - ان الأممالمتحدة لم تتخل عن بحثها عن السلام في الشرق الأوسط. اننا هناك منذ البداية، وقد حافظنا على دورنا، ونحن المنظمة الوحيدة التي لها وجود عسكري في الجولان وفي لبنان ومراقبون في القدس. ورغم ان الاطراف فوضت الولاياتالمتحدة للقيام بدور المفاوض والوسيط فانها توافق على استمرار اهتمام الأممالمتحدة ولعبها دوراً داعماً قوياً في البحث عن السلام. بماذا تذهب الى المنطقة؟ هل انت على استعداد لممارسة الضغوط عندما تبرز الحاجة للضغوط؟ - لست متأكداً. اذا كانت الضغوط هي الوسيلة سأحض الاطراف في النزاع على تطوير التفاهم والثقة لاحراز تقدم لحل النزاع والتغلب عليه. فمصلحة المنطقة تقتضي العمل على الحل السياسي كي يؤدي الى ازدهار اقتصادي لشعوب المنطقة. البعض يشير الى ان هذه اول زيارة سياسية لأي امين عام للأمم المتحدة لاسرائيل، علماً ان بطرس غالي زار اسرائيل في اطار مأتم رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين. ويتساءل هذا البعض لماذا يقوم كوفي انان بالزيارة في حين تقريره في شأن المستوطنات يكشف مدى استمرار اسرائيل باجراءات غير قانونية تتمثل في الاستمرار ببناء المستوطنات وفي حين ان اسرائيل تتحدى الارادة الدولية. والسؤال هو لماذا تقوم بزيارة اسرائيل الآن؟ - وردي هو لمَ لا؟ اذا كنت لا تنوي الضغط على الحكومة الاسرائيلية، فما هو هدف زيارتك خصوصاً انها اول زيارة سياسية لأي امين عام؟ - اذا تبنى المرء وجهة النظر هذه، لن يتمكن من الذهاب الى اي مكان، ولن يكون في الامكان الحصول على اتفاق سلمي، ولن يكون هناك داع لزيارة الشرق الأوسط. فمن المفيد العمل على انخراط الناس في المحادثات لشرح الاوضاع لهم وحضهم على الثقة والشجاعة لصنع السلام. هكذا يمكن تحقيق التقدم. واني دائماً اذكّر بأن تلك الاوضاع التي علينا معالجتها هي التي يجب ان نزورها. هل ستقول للسيد بنيامين نتانياهو انه ينتهك قرارات الأممالمتحدة، خصوصاً في شأن المستوطنات والتي هي قرارات لمجلس الأمن وليس فقط للجمعية العامة، علماً انك اتخذت موقفاً واضحاً من القيادة العراقية وقلت لها انها تنتهك القرارات؟ - ما سأقوله للسيد نتانياهو سأقوله له مباشرة وليس من خلال صحيفة. لكنك قلت للقيادة العراقية انها تنتهك القرارات في مؤتمر صحافي. الا تعتقد ان اسرائيل تنتهك القرارات ببناء المستوطنات؟ - اوضحنا موقفنا وقدمنا تقريراً الى مجلس الأمن ولا اعتقد ان هناك شكوكاً لجهة مواقفنا. واني في طريقي لاجراء محادثات مع قائد دولة وأود ان اتحدث معه مباشرة وليس عبر صحيفة. في رأيك، هل القرار 425 يتحدث عن انسحاب اسرائيلي من جنوبلبنان، بشروط؟ - ليس لديّ جميع التفاصيل لجهة الشروط التي بموجبها تنسحب اسرائيل من جنوبلبنان. لكن القرار 425 يطالب اسرائيل بالانسحاب الى حدودها. وفي الفترة الاخيرة، صدرت مواقف في اسرائيل تحدثت عن انسحاب انفرادي. لكني لم اطلع على اقتراحات مفصلة او شروط ترافق الانسحاب. ذكرت الشروط لأن السفير الاسرائيلي بعث اليك برسالة تحدثت عن شروط واردة في القرار 425 لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من لبنان. هل ستبحث هذه المسألة مع الاسرائيليين اثناء زيارتك؟ - سأبحث في الوضع بكامله والجهود الرامية لتحقيق السلام.