عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن انزعاجه من انتقادات وزارة الخارجية الايرانية لمواقفه نحو التطورات الأخيرة في طهران، وقال إن «الانتقاد الذي جاء على لسان الناطق باسم الوزارة الخارجية الإيرانية ليس في محله، ولا يجب انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة حين يؤدي واجبه كأمين عام»، مؤكداً «لن اتراجع خوفاً» أمام هذه الانتقادات. واعتبر بان في حديث إلى «الحياة» أنه كان سبّاقاً إلى مواقف قوية نحو إيران، وكذلك نحو كوريا الشمالية والاجراءات الإسرائيلية في غزة، وأن قادة الدول الأخرى هم الذين ساروا في خطاه وليس العكس، و «التصريح الذي قمت به جاء قبل تصريح الرئيس (الاميركي باراك) أوباما». وقال الأمين العام إنه «لشرف لي أن أكون أحد القادة في هذا العالم الذي كان لهم تأثير ايجابي وأحدثوا فرقاً في (تحقيق) الديموقرطية في لبنان»، مشيراً إلى «جهد حثيث» بذله مع القادة في لبنان والعالم، و «الحال أن لبنان كان في أعلى سلم الأولويات على صعيد المشاكل الاقليمية. وعندما أرى التقدم في لبنان، أتوقع أن تشهد بقية دول الشرق الأوسط بعض التقدم أيضاً، إلا أنني خائب الأمل لجهة عملية السلام في الشرق الأوسط في شكل عام، وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شكل خاص، إذ أنها لم تبل بلاء حسناً حتى في وقت نشهد تطوراً في الوضع في لبنان، بما في ذلك العلاقة بينه وبين سورية». وفي ما يأتي نص الحديث: وجهت وزارة الخارجية الإيرانية انتقادات اليك وقالت انك تتدخل في شؤونها الداخلية بسبب تصريحك الأخير، هل جعلك ذلك تميل إلى التراجع خوفاً؟ - لا، لن أتراجع خوفاً. أعتقد أنني قمت بواجبي كأمين عام للأمم المتحدة، فالانتقاد الذي جاء على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ليس في محلّه. ولا يجب انتقاد أمين عام الأممالمتحدة حين يؤدي واجبه كأمين عام. والحال أنني أعربت عن رغبتي العميقة في أن تحترم إرادة الشعب الإيراني المستقلّة والحرّة بأكثر الطرق شفافيةً وموضوعية، ألا وهي حرية التعبير، وحرية التجمّع، وحرية الإعلام، أي باختصار، الحريات الأساسية التي يتمتّع بها المرء. وينبغي حماية حقوق الشعب الإيراني السياسية والمدنية. من جهة أخرى، انتقدك البعض الآخر من الناس بسبب تأخرك في التعبير عن موقفك هذا، معتبرين أن من الطبيعي ان يتخذ الأمين العام هذا الموقف وأنك تأخرت في اتخاذه. - لا، لا أعتقد ذلك. في الواقع، كنت أول من أعلن عن موقفه في اليوم التالي من صدور نتيجة هذه الانتخابات، لا بل أعتقد أن العديد من تصاريح قادة الدول جاءت بعد تصريحي. أليس العكس صحيحاً؟ فالبعض يقول انك اتبعت خطى الرئيس أوباما، وليس خطى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ولا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. هل تقول أن القادة الآخرين هم من اتبعوا خطاك؟ - لا. أظن أن التصريح الذي أدليت به جاء قبل تصريح الرئيس أوباما. وفي كثير من الحالات، لاحظت أن العديد من قادة دول العالم أعربوا عن موقفهم بعد تصريحي. فعندما أجرت كوريا الشمالية التجارب النووية أخيراً، كنت أول من أصدر تصريحاً في الأمر، على رغم تواجدي في أوروبا بداعي السفر. وأعتقد في حينها أنكم تابعتم تصريحات الولاياتالمتحدة. ولا شك أنك تتذكرين أنه عندما اندلعت الحرب في غزة كنت من بين أكثر الأشخاص الذين تطرقوا إلى الأمر، مديناً إسرائيل ومطالباً بحماية المدنيين الفلسطينيين ومندداً بالوضع الإنساني في غزة. إذاً في هذه الحال، وتعقيباً على ما قلته للتوّ، في رأيك ما الذي يجب أن يقوم به المجتمع الدولي اليوم؟ نظراً إلى ما تشهده الشوارع الإيرانية، هل أنت ممن يعتبرون ان الوقت قد حان لتشديد العقوبات ضد طهران؟ - الانتخابات مسألة سياسية داخلية، وأطلقت الجدال في الداخل الإيراني، إلا أننا اليوم نتحدث عن مسألة أخرى. وأول ما نطلبه من الحكومة الإيرانية هو معالجة كل الاختلافات بالرأي والجدالات وحلّها بالطرق السلمية، بعيداً من اللجوء إلى استخدام القوة من قبل قوى الأمن المسلحة، واعتقال المتظاهرين وقادة المعارضة من دون تهمة. لكن هذه الممارسات ما زالت مستمرة على رغم كل هذه النداءات. - صحيح. لست متأكداً من موقف مجلس الأمن حيال هذا الموضوع. فثمة قرارات صادرة عن مجلس الأمن تفرض العقوبات على إيران في المسائل المتعلّقة بالبرنامج النووي. ونحن نتوقع ونحض الإيرانيين على معالجة الوضع الراهن في أقرب وقت ممكن، من دون اللجوء إلى القوة، عملاً بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. هل شاهدت بعض أشرطة الفيديو التي تنقل صورة الناس المتظاهرين في الشوارع؟ - نعم. شاهدتها مرات. ماذا شعرت عندما رأيت ذلك؟ - شعرت بالحيرة وبقلق شديد، سيما عندما رأيت تلك الشابة التي قتلت: ندا. إنه لأمر محزن للغاية بالنسبة لي. هل تعتبر ان المرأة الإيرانية تصرفت بشكل مختلف لم تكن تتوقعه؟ - رأيت في أشرطة الفيديو العديد من النساء اللواتي شاركن في التظاهرات للدفاع عن حريتهن والمطالبة بالعدل. هل اتصل بك أحد من المعارضة، أكان من الإصلاحيين في إيران أو من تيار المعارضة؟ - تلقيت بعض الاتصالات، رغم أنه ليس مفترضاً بي أن أكشف عن الأسماء. وقد أكدت لي هذه الاتصالات ما كنت أظنه بأن ثمة شائبةً في الانتخابات. هل تعني السيد موسوي؟ - لا، بل بعض الأشخاص الإيرانيين. ألن تقول لي ما الذي طلبوه منك؟ - طلبوا أن تتخذ الأممالمتحدة الموقف أو الإجراءات المناسبة، كما قالوا انني أدليت بالتصريح المناسب. ضرورة استمرار المفاوضات يبدو ان الإيرانيين يقولون انه لن تلغى الانتخابات ولن يعاد فرز الأصوات، وأن الرئيس أحمدي نجاد سيكون هو الرئيس. في ضوء التطورات الجديدة على الساحة الإيرانية، هل سيؤثر ذلك على المحادثات في الملف النووي؟ - مبدئياً، لا أظن أن المسألتين مترابطتان. فالمسألة النووية الإيرانية ومسألة حظر انتشار الأسلحة والبرامج النووية هي مسائل خطيرة جداً وغايةً في الأهمية. وأنا أحض الأطراف جميعها على المضي قدماً في المفاوضات. إذاً، هل تؤمن بمتابعة سياسة الانخراط؟ - نعم. قال الرئيس أوباما في آخر تصريح له انهم قد يعودون إلى نقطة الصفر ويعيدون النظر في السياسة التي كان ينوي انتهاجها مع إيران بعد الذي رآه. هل تظن ان سياسة الانخراط لا تزال صالحة؟ - أعتقد ذلك، وأشجّع على متابعة الحوار، وهذا هو بالتحديد ما قلته على حد سواء إلى السلطات الإيرانية، بما فيها الرئيس أحمدي نجاد ووزير الخارجية (منوشهر) متقي، والمفاوضون الأوروبيون والأميركيون. بالتالي، يجب المضي قدماً بالمفاوضات حول المسألة النووية من دون ربطها بهذه المسائل السياسية الداخلية. أنا أتحدث عن الانخراط مع إيران حول المسائل الأخرى كلها. بشكل أساس، يبدو الآن ان النظام في إيران هو أكثر ضعفاً أو تفككاً أو معارضةً. هل يجب إعادة النظر في ما إذا كانت هذه هي الحكومة التي يتطلع العالم إلى احتضانها من دون شروط مسبقة، لا سيما بعد انتهاك الحقوق وقمع التظاهرات ووسائل الإعلام؟ - سيعتمد الأمر على القادة الوطنيين. إلا أنني أدعم ما قاله الرئيس أوباما ومفاده ضرورة الحوار والانخراط حول المسائل كافةً. مبدئياً، ما من بديل عن الحوار، وحلّ الأمور كافةً عبر الحوار والانخراط. أوباما ندد بأعمال الحكومة الإيرانية. هل تدين بدورك إيران؟ - فعلت ذلك، وهذا ما فعله الرئيس أوباما أيضاً حيال هذه المسألة (قمع المتظاهرين). ولكنني أعتقد أن هذه المسألة يجب أن تكون منفصلة عن (المسألة النووية). نقل التصعيد الى المنطقة؟ هل تخشى تصعيداً إيرانياً في العراق أو في لبنان يهدف إلى تحويل الأنظار عن الضغوط على المستوى الداخلي؟ هل أنت قلق بهذا الشأن؟ - طلبت إلى الإيرانيين في كل مرة التقيت بهم وحضيتهم على الاضطلاع بدور بناء في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. أما في ما يخص العراق ولبنان، فعلى إيران الاضطلاع بدور مهم لتعزيز السلام. العراق ومراجعة القرارات الدولية طلب مجلس الأمن توصياتك في شأن إخراج العراق من طائلة الفصل السابع. هل تظن أنه يجب فعل ذلك؟ - أعرف أن الحكومة العراقية كانت تريد مراجعة قرارات مجلس الأمن كلها المتخذة ضد العراق. واجتمعت مرات عدة مع قادة عراقيين طلبوا مني أخيراً مراجعة كل القرارات المتخذة من قبل مجلس الأمن. وأعتقد أن مع مرور الوقت وتغير الوضع، قد يكون من الضروري مبدئياً مراجعة كل هذه القرارات، حالة بحالة، كلّ على حدة. أما بالعودة إلى السؤال حول إزالة شروط الفصل السابع، فللحكومة الكويتية موقف مختلف. وثمة دول في المنطقة تنظر إلى الموضوع من منظار مختلف أيضاً. بالتالي، آمل أن تستمر الحكومة العراقية بالتشاور مع الأطراف المعنية بالمسألة، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن. ولكن من المفترض أن ترفع تقريراً بهذا الشأن إلى مجلس الآمن. - منذ فترة قصيرة، أجرى وزيرا الخارجية في كلا البلدين (العراق والكويت) محادثات بناءة جداً في هذا الخصوص. وآمل في أن يستمرا في بذل هذه الجهود. لست في موقع يدفعني في الوقت الراهن إلى قول أي شيء حول هذه المسألة بالتحديد، ولكنني لم أرفع تقريري بعد. لكنك سوف تتخذ قراراً؟ - لا. قد لا أتمكن من ذلك. فالأمر قد يحتاج إلى المزيد من الوقت. «الرباعية» والمستوطنات الاسرائيلية دعنا ننتقل إلى اجتماع اللجنة الرباعية الذي ستحضره في إيطاليا. اسمح لي بشرح الوضع بوضوح: رفضت إسرائيل دعوتك إلى تجميد بناء المستوطنات، كما رفضت دعوة مماثلة للرئيس أوباما. والعالم بأسره يطالب بوقف بناء المستوطنات إلا أن إسرائيل تستمر في بنائها. اجتمعت بالعديد من المسؤولين الإسرائيليين وطلبت منهم تجميد بناء المستوطنات. ولكنهم يقولون أنهم لن يقوموا بذلك. ماذا بعد الآن؟ ما الذي ستقوم به الآن؟ - أولاً، سأستمر في حض الإسرائيليين على تجميد بناء المستوطنات بما في ذلك النمو الطبيعي لتلك القائمة. وفي بداية الأمر، يجب أن يدعموا تصوّر إقامة الدولتين. وشعرت بالتقدّم عندما أعلن رئيس الوزراء نتنياهو دعمه لهذا التصوّر... دعمه المشروط... - نعم، المشروط ... الكثير من الشروط. فهذه مسألة مؤسفة. سأحضر اجتماع اللجنة الرباعية وآمل في أن تتمكن من إعادة التأكيد بحزم على كل هذه المبادئ الأساسية التي يجسدها قرار مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية... هل هذا كافٍ؟ - لا، ليس كافياً. حان الوقت لكل الفلسطينيين والإسرائيليين لاغتنام الفرصة، وهذا هو الاتجاه الذي سنحض الجميع على السير فيه. بالمناسبة، أجريت صباح اليوم (الأربعاء) اتصالات هاتفية مع القادة الإسرائيليين. وأمس، تكلّمت مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وأعمل جاهداً طيلة الوقت على هذه المسألة. هل حان الوقت للتفكير بعقوبات تجبر إسرائيل على الاستجابة واحترام القرارات ومواقف الأسرة الدولية؟ - في الوقت الحالي الحوار والمفاوضات يجب أن تستمر. ماذا عن المساءلة؟ ماذا لو استمرت إسرائيل في رفض دعوات أعضاء اللجنة الرباعية؟ - يعقد اجتماع اللجنة الرباعية الحالي في وقت مصيري ومهم جداً. ما هي رؤيتك إذاً؟ أعني أنه يجب أن يكون لك تصور في ضوء المواقف الإسرائيلية وتحدي حكومة نتانياهو للأسرة الدولية. - على هذا التصوّر أن يأتي من إسرائيل والفلسطينيين أولاً. فرؤيتنا متوافرة للمساعدة ولتسهيل المفاوضات القائمة. فينبغي أن يبدأ الطرفان بمفاوضات ثنائية. ما رأيك بتصريح رئيس الوزراء الفلسطيني فياض حول بناء المؤسسات الضرورية لقيام الدولة الفلسطينية بعد سنتين؟ - دولة فلسطين المستقلة؟ فلطالما سعينا إلى هذه النتيجة منذ سنوات عديدة. وخير البرّ عاجله. اقترح فياض أن يتم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية خلال سنتين. هل ستقدم الأممالمتحدة المساعدة في هذا المجال؟ - بكل الطرق الممكنة. فنحن هنا لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هل حصلت على جواب على الاقتراح الذي قدّمته إلى وزير الدفاع إيهود باراك في شأن إطلاق عملية إعادة إعمار غزة في أقرب وقت ممكن عبر فتح المعابر لمرور مواد البناء من أجل استكمال أعمال الأممالمتحدة التي عُلقت في العام 2007؟ - أجريت اتصالاً مطوّلاً معه في هذا الصباح تناول فيه هذه المسألة بشكل خاص. وماذا جرى؟ - يجدر بنا الاستمرار في بذل الجهود والضغط ... لقد أراد الحصول على المزيد من الوقت. إذاً، ليس الردّ إيجابياً بعد؟ - لا، ليس الرد إيجابياً بعد. ولكنهم يميلون بشكل إيجابي إلى إطلاق مشروع الأممالمتحدة. ماذا في جعبتك من إسهام خاص بك تحضر به اجتماع الرباعية، بغض النظر عن إسهام الآخرين؟ - آمل هذه المرة أن يكون لنا مع اللجنة الرباعية وأعضاء لجنة المتابعة العربية المزيد من الرؤى المعززة والأفكار الملموسة بهدف دفع عملية السلام قدماً. سيحضر العرب الاجتماع ومعهم أفكارهم الخاصة حول خطوات تدفع بمبادرة أوباما قدماً. - نعم، سيكون الأمر جيداً جداً. أي نوع من الخطوات تأمل في أن ترى؟ - يجب أن أناقش الموضوع مع الأعضاء الآخرين. فاليوم ثمة ضرورة في أن تشهد غزة بعض التغيرات الجذرية لإعادة الإعمار والمسائل الإنسانية. فمن دون تحسين كل هذه الأوضاع المعيشية في غزة، أخشى أن نعود تقريباً إلى «الوضع المجمد» الذي ساد في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، أي قبل انفجار هذا الوضع في غزة. ويفترض ان تشهد الضفة الغربية تخفيفاً لبعض القيود لكي يتمكن الشعب من تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية. صحيح، ولكن الحال هي ان الإسرائيليين يستمرون في تدمير المنازل الفلسطينية، إضافة إلى جدار الفصل والتسييج، الخ. ويمكن عندئذٍ توجيه السؤال التالي إلى اللجنة الرباعية وبمن فيها أنت: ما هو تصوركم حيال كيفية خرق هذا الحائط المسدود في ظل استمرار إسرائيل بتجاهل مطالباتكم؟ - لا تتجاهل إسرائيل مطالبي فحسب، بل أيضاً مطالب الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية. ولهذا السبب تحديداً نعقد اجتماعاً. فأنا أيضاً محبط على هذا الصعيد، سيما أنه ما من تقدم محرز بعد. وعلى رغم كلّ ذلك، ما زلتم لا تفكرون بعقوبات؟ ولا بمساءلة لدفع المسار قدماً؟ - قبل التحدّث عن عقاب أو مساءلة - أو حتى عقوبات – يجب انتهاز فرصة الحوار والمفاوضات في هذا المنعطف. نجاح في لبنان قد يعتبر البعض أن لبنان هو قصة النجاح الخاصة بك، لأنه تم تطبيق غالبية قرارات الأممالمتحدة في عهدك. هل تشعر بعد الزخم الذي شهده لبنان ان الوضع هشّ أم أنك ترى فيه فرصةً. - إنها فرصة. هل هي فرصة لتطبيق أحكام القرارات كلها؟ ما رأيك بالملف اللبناني؟ وبكلمة مختصرة، كيف تعتبر أنك ساهمت فيه، والى أين تأمل أن يفضي؟ - إنه لشرف لي أن أكون أحد القادة في العالم الذين كان لهم تأثير إيجابي وأحدثوا فارقاً في عملية دمقرطة لبنان. لقد أمضيت وقتاً طويلاً وبذلت جهداً حثيثاً في التحدث إلى قادة العالم، وإلى القادة اللبنانيين. وزرت لبنان ما لا يقل عن ثلاث مرات. والحال أن لبنان كان في أعلى سلّم الأولويات على صعيد المسائل الإقليمية. وعندما أرى التقدّم في لبنان، أتوقّع ان تشهد بقية دول الشرق الأوسط بعض التقدّم أيضاً. إلا انني خائب الأمل لجهة عملية السلام في الشرق الأوسط بشكل عام، وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل خاص، إذ أنها لم تبل حسناً حتى في وقت نشهد تطوراً في الوضع في لبنان، بما في ذلك العلاقة بينه وبين سورية. عملت جاهداً، وقلت للرئيس السوري (بشار) الأسد انه يجدر به بذل قصارى جهده بشكل بناء لتحسين العلاقة (مع لبنان). والآن، تبادل البلدان السفراء وهذا أمر مشجّع حقاً. وكانت الانتخابات النيابية الأخيرة جيدة جداً، والآن نحن بانتظار تشكيل الحكومة. فهذا أمر غايةً في الأهمية. وتطبيق القرار 1701 من قبل الحكومة المقبلة سيكون بدوره مهماً جداً. فالمحكمة الدولية تجري على خير ما يرام. وكل هذا يشكّل إطاراً جيداً نجحنا في إرسائه.