القبض على شخصين في تبوك لترويجهما الحشيش و(9000) قرص "إمفيتامين"    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    6 فرق تتنافس على لقب بطل "نهائي الرياض"    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفض مقارنة إسرائيل بالعراق والحلول الوسط لأزمة لوكربي . ريتشاردسون ل "الحياة": لا حوار مع صدام ولنا تفسيرنا للقرار 687
نشر في الحياة يوم 15 - 03 - 1998

أكد عضو الحكومة الاميركية سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون في حديث الى "الحياة" ان الحوار مع نظام الرئيس صدام حسين ليس وارداً وان لواشنطن تفسيرها الخاص للقرار 687 الذي تضمن شروط وقف النار في حرب الخليج. وأقرّ بأن كلاً من الدول الاعضاء في مجلس الأمن لها تفسيرها لعبارة "اوخم العواقب" التي وردت في قرار المجلس المصادقة على الاتفاق الخاص بتفتيش المواقع الرئاسية العراقية.
وشدد ريتشاردسون على ان الادارة الاميركية تريد "ايجاد وسائل فاعلة لمساعدة المعارضة العراقية"، وكرر ان لديها التفويض الكافي لاتخاذ اجراءات عسكرية ضد العراق. وذكر ان "اسرائيل حليف قوي" لأميركا و"لا مجال للمقارنة بينها وبين العراق. هي تطبق قرارات مجلس الأمن، والعراق نادراً ما امتثل". ورأى ان لا ضرورة للحلول الوسط لأزمة لوكربي، واعترف بأن واشنطن تقدم "معدات دفاعية" لدول "صديقة" مجاورة للسودان "لمواجهة أي محاولة عدائية"، من جانبه.
وهنا نص الحديث:
سمح العراق لفرق التفتيش التابعة للجنة الخاصة بدخول كل المواقع من دون شروط بعد توقيعه مذكرة التفاهم مع الامين العام للأمم المتحدة. هل تعتقد ان صفحة جديدة تُفتح بين العراق والامم المتحدة؟
- الولايات المتحدة مسرورة برؤية الاتفاق بين العراق والامين العام يبدو انه ينفذ. وتم الدخول الى مواقع "حساسة" مثل وزارة الدفاع العراقية وهذا مشجع. وتمسك العراق بالاتفاق، وهذا تطور ايجابي، لكننا نريد اختبار الاتفاق فترة.
وما مدى هذه الفترة؟
- يجب ان نتأكد من وجود امتثال، وحتى الآن نشعر بالتشجيع بسبب استكمال عمليات تفتيش وموقف اونسكوم والعراقيين. نشعر ان بعض الغموض الوارد في الاتفاق مع الامين العام اوضح، ونريد التأكد من ان اللجنة الخاصة ورئيسها التنفيذي ريتشارد بتلر يتمتعان بالصلاحية التي يحتاجانها لتنفيذ المهمة. ونرى ان اجراءات تفتيش المواقع الرئاسية مناسبة، تبدو متماسكة مع الاتفاق. اننا نتحرك في الاتجاه الصحيح.
ما هي الفترة المعقولة لاختبار التصرف العراقي وابقاء التعزيزات الاميركية في المنطقة؟
- لا نريد الدخول في مسألة المواعيد الحاسمة، وقواتنا ستبقى الى ان نتوصل الى اقتناع مرضٍ بأن هناك امتثالاً كاملاً متواصلاً. الاتفاق يجب اختباره وحتى الآن، كل شيء على ما يرام.
اتشعر الادارة الاميركية بالارتياح الى عدم اضطرارها لاستخدام القوة؟
- الولايات المتحدة ارادت منذ البداية حلاً ديبلوماسياً، وبالطبع هو الحل الافضل، ولكن ليس هناك حل بعد. احرز تقدم، وسجل امتثال حتى الآن، لكن عمر الاتفاق لا يتجاوز اسبوعين.
باختيارها الحل الديبلوماسي وتجنبها الحل العسكري، هل رسالة الولايات المتحدة انها مستعدة للتعايش مع نظام الرئيس صدام حسين؟
- نريد احتواء صدام، وسياستنا لن تتغير. نحن نعتقد انه يشكل تهديداً للمنطقة، وان عليه النأي عن اسلحة الدمار الشامل.
وفي اعتقادي يجب عدم النظر الى الاتفاق باعتباره حالة تعايش او يشكل علاقة جديدة مع صدام، فما زالت لدينا تحفظات كثيرة جداً عن قيادته. الا ان الامتثال للاتفاق يشكل وسيلة للعراق للخروج من الازمة التي حشر نفسه فيها.
وماذا لو التزم صدام تعهداته الواردة في مذكرة التفاهم وواصل التعاون؟ أليس في موقفكم رسالة فحواها ان الامتثال سيبدد الرغبة في تغيير النظام في العراق وان هناك استعداداً للتعايش معه؟
- سياستنا هي الاحتواء، لا سياسة ازالة النظام، وفي الاسابيع المقبلة سنراقب مدى الامتثال للاتفاق. نحن لم نخفِ اننا نفضل نظاماً يخلف صدام، وأننا حاولنا ايجاد وسائل لمساعدة قوى المعارضة العراقية.
لكنكم تشعرون بخيبة امل من قوى المعارضة.
- نريد ان نجد وسائل فاعلة لمساعدة المعارضة العراقية، ولم نقل شيئاً عن خيبة أمل.
وهل تشعرون بثقة ان هذه القوى المعارضة في الخارج هي التي ستحدث تغييراً في النظام؟
- نحاول ان نجد وسائل فاعلة لمساعدة المعارضة.
هل تعتقدون ان تغيير النظام في العراق ممكن عبر الشيعة او الاكراد؟
- لن اخوض في هذا الامر. سياستنا قائمة على الاحتواء.
وماذا يعني الاحتواء؟
- سياسة الاحتواء تعني: بقاء العقوبات، منع صدام من تهديد جيرانه، ايجاد وسائل لتقييد قدرته على تطوير او اعادة امتلاك اسلحة الدمار الشامل ووسائل اطلاقها، واستمرار فرض الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه.
الى متى؟
- ستبقى العقوبات الى ان ينفذ صدام متطلبات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل، ويمتثل للقرارات، المتعلقة بحرب الخليج والتي تتناول مسائل الممتلكات الكويتية واسرى الحرب الكويتيين وحقوق الانسان. اي الى ان يمتثل لكل قرارات مجلس الامن.
القرار الاخير للمجلس في شأن العراق كان واضحاً لجهة ربط رفع العقوبات بالقرار 687 وحده، ولم يشر الى القرارات الاخرى. الولايات المتحدة صوتت لمصلحته.
- لكننا اوضحنا ان القرار لا ينطوي على لغة "رفع العقوبات"، بل انني بذلت جهداً كبيراً لتسجيل لغة "مدة" بقاء العقوبات. ولا نفسر ذلك بأن العقوبات ستُرفع اذا تم الامتثال في مسألة واحدة فقط مطالب اونسكوم رأينا ان على العراق الامتثال لكل قرارات المجلس، وكما تعرفين، كل من اعضاء مجلس الامن يفسر القرارات بطَريقته، ونحن نمارس هذا الحق.
لكن هناك فقرة واضحة من القرار 687 تربط رفع الحظر النفطي بتنفيذ العراق كل مطالب اللجنة الخاصة.
- لنا تفسيرنا الخاص، ونعتقد ان رفع اي نوع من العقوبات يجب ان يسبقه تنفيذ كل قرارات مجلس الامن.
الولايات المتحدة لم تتمكن من اغلاق ملف اسرى الحرب الاميركيين لسنوات عديدة، نظراً الى ما تستغرقه هذه المسائل من وقت. فكيف يمكنكم اتخاذ قرار اخضاع الشعب العراقي لعقوبات طويلة الامد علماً انكم تدركون، من خلال تجربة، كم من الوقت تتطلب مسائل اسرى الحرب مثلاً؟
- العراق يحصل على اغذية وأدوية، ولو كف عن التذمر وبدأ تنفيذ صيغة "النفط للغذاء" بعد توسيع الاتفاق وضخ النفط لحصل على كميات كبيرة من الاغذية والأدوية بموجب القرار 986. ولكن، لأسباب غير مفهومة، لا يفعل ذلك، وهذا يؤدي الى الاعتقاد انهم العراقيين لا يريدون مساعدة شعبهم.
ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الامن روسيا وفرنسا والصين وربما بريطانيا تشعر ان مجلس الامن ملتزم تنفيذ الجزء المتعلق به في القرارات. انتم تتحدثون عن "تفسير" يعطيكم "الحق" في منع تنفيذ نص القرارات. هل هذا موقف سليم للدولة الوحيدة العظمى في العالم؟
- هذا هو موقفنا. رأينا ان لدينا التفويض القانوني الكافي لاتخاذ اجراءات عسكرية ضد العراق بموجب القرارات الموجودة. وفي القرار الاخير لنا تفسيرنا لعبارة "اوخم العواقب" بينما للدول الاخرى تفسيرها. لسنا معزولين ونشعر ان هناك دعماً كبيراً لسياستنا في العالم، وفي النهاية، اتفاق انان وبغداد نجح بسبب سياسة الرئيس بيل كلينتون المستندة الى الديبلوماسية المدعومة بالقوة.
اتفاق انان وبغداد نص على تعزيز التعاون بين العراق وبين اونسكوم من أجل تفعيل الفقرة 22 من القرار 687، التي ربطت رفع الحظر النفطي بالامتثال لمطالب "اونسكوم". هذا واضح في الاتفاق ولا غموض في شأنه.
- انه اتفاق انان واتفاق الامم المتحدة، نحن ندعمه ولكن لنا مصالحنا القومية، كأي دولة عضو في مجلس الامن وسنحافظ على مصلحتنا الوطنية بما يتلاءم مع تفسيرنا القانوني للاتفاق ولقرارات مجلس الامن.
أين دوافع تشجيع العراق على مواصلة التعاون وتنفيذ الالتزامات اذا كانت الولايات المتحدة مصرة على العقوبات بصرف النظر عما يفعله؟
- اولاً، على العراق الامتثال للاتفاق مع الامين العام في شكل دائم. السجل ايجابي لفترة الاسبوعين لكن هناك عدداً من المواقع الحساسة والمواقع الرئاسية التي ستخضع للتفتيش، والعراقيون، في الماضي، لم ينفذوا التزاماتهم، لذلك يجب اختبار نياتهم وأفعالهم.
وماذا لو اعطت "اونسكوم" شهادة بنظافة سجل العراق في مجال الاسلحة المحظورة؟
- هذه مسألة افتراضية الآن، وسنقوّم الاوضاع بعد ستة شهور او سنة، فاذا كان هناك امتثال كامل ستنظر الولايات المتحدة في الخيارات المتوافرة. الآن موقفنا هو ان على العراق تنفيذ كل قرارات مجلس الامن.
"الملك حسين شريك"
الملك حسين شجع على فتح حوار بين الولايات المتحدة والعراق. هل هناك استعداد لدى الادارة الاميركية للنظر في المسألة؟
- الملك حسين شريك لنا في عملية السلام في الشرق الاوسط وفي مواضيع تتعلق بمنطقة الخليج، ونحن نقدِّر قيادته. لكننا لا نعتقد ان الحوار مع العراق سيخدم أي هدف. فالعراق استخدم سابقاً مثل هذه الفرص لمجرد الترويج الدعائي. لسنا في حاجة الى حوار، نحن في حاجة لامتثال العراق.
وما الخطأ في الحوار؟ اميركا فتحت حواراً مع اعداء لها في السابق حتى مع "الامبراطورية الشريرة" بحسب وصف الرئيس السابق رونالد ريغان للاتحاد السوفياتي.
- لا نرى اي احتمال لفتح حوار، هذه ليست سياستنا.
لكنكم مستعدون لحوار مع ايران التي تنتهجون سياسة "احتواء" لها كما مع العراق، وهي كانت اهانت اميركا والأميركيين.
- نحن مستعدون لحوار مع الحكومة في ايران. نريد من الايرانيين تغيير تصرفهم، ولعب دور بناء في عملية السلام ووقف شراء اسلحة دمار شامل، ووقف الدعم للارهاب. نريد حواراً على مستوى الحكومة بينما ايران لا ترغب في ذلك وتريد حواراً على المستوى الشعبي. في كل الاحوال هناك امور اكثر ايجابية، لكن سياسة "الاحتواء المزدوج" ما زالت سارية.
ولماذا لا تقدمون للعراق ما تقدمونه لايران علماً ان "الاحتواء المزدوج" يطاولهما معاً؟
- لأن تصرف نظام العراق يستند الى عدم التنفيذ، ونظرته الى جيرانه وشعبه لا تؤهله لحوار.
أدت سياسة الولايات المتحدة نحو العراق الى تآكل في الدعم الرسمي العربي لها ومشاعر شعبية معادية للولايات المتحدة. ألا يقلقكم ذلك؟
- اننا مقتنعون بأن العالم العربي مهم جداً لمصالح اميركا، ونريد علاقة قوية مع الدول العربية وسنلعب دوراً لايجاد وسائل لتحسين الاتصال والتفاهم بيننا. اعتقد ان العالم العربي يفترض ان يكون مسروراً لأن سياسة الرئيس كلينتون التي قامت على الديبلوماسية المدعومة بالقوة اثمرت، وهي التي ادت الى الحل السلمي للأزمة العراقية اخيراً. اجرينا مشاورات مع الحكومات العربية وأخذنا آراءها في الاعتبار.
نحن لم نستخدم القوة على رغم ان استخدامها ما زال وارداً، اصغينا الى الحكومات العربية ورغبتها في حل ديبلوماسي، وآمل بأن تدرك ان الولايات المتحدة استمعت الى نصائحها.
وماذا عن اتهامكم بپ"الازدواجية" بسبب استثناء اسرائيل حتى من التدقيق في ما تمتلكه من اسلحة دمار شامل، على رغم رفضها وضع منشآتها تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية... واتهامكم بالتساهل الكامل مع رفضها تطبيق القرارات الدولية؟
- يوجد فرق بين اسرائيل والعراق بالنسبة الينا. فهي حليف قوي وشريك ثمين، تطبق قرارات مجلس الأمن. في رأينا لا مجال للمقارنة، ونريد حل مسألة الشرق الأوسط وهي مسألة منفصلة عن مسألة العراق. الآن نعدّ لإيجاد الوسائل لاحياء عملية السلام.
قلت ان اسرائيل تطبق القرارات، فهل امتثلت للقرارات التي طالبتها بوقف الاستيطان؟
- اننا مقتنعون بأن لا مجال للمقارنة بين الامتثال الاسرائيلي والامتثال العراقي. فالعراق نادراً ما امتثل.
وكيف يمكن القول ان اسرائيل تمتثل في شأن الاستيطان؟
- نؤمن بأن اسرائيل دولة قوانين قائمة على الديموقراطية، ولو عاملتها الأمم المتحدة بطريقة اقل عدائية من دون اصدار هذا العدد من القرارات المعادية لها لكانت هناك اجواء افضل لمحادثات السلام وغيرها من القضايا المهمة للشرق الأوسط.
ما قراءتكم للقرار 425؟
- لن أدخل في التفاصيل. طرحتِ سؤالاً في شأن اسرائيل والعراق، والجواب ان لا مقارنة بينهما. اسرائيل دولة مسؤولة، والعراق ليس كذلك.
رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يمعن في تحدي عملية السلام التي تشكل مصلحة للأمن القومي للولايات المتحدة، وتكادون في الادارة لا تقولون شيئاً له، وان قلتم فشلتم.
- في الأيام او الأسابيع القليلة المقبلة سيكون هدفنا معاودة تنشيط عملية السلام. نعتقد ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس ياسر عرفات سيدخلان مجدداً في عملية بناء الثقة والحوار، وهذا قابل للتنفيذ.
دور مباشر
وماذا ستفعلون لاحياء عملية السلام؟
- لدينا بعض الافكار، وفي الأيام القليلة المقبلة ستجدد الولايات المتحدة، عبر وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، دورها المباشر، ونأمل بأن تؤدي هذه الجهود الى معاودة اطلاق.
تقصد الافكار المكتوبة كما تردد؟
- لا أريد الدخول في التفاصيل، لكننا نأمل بأنه سيكون هناك زخم جديد قريباً، وهذا ما يعمل من اجله الآن الرئيس كلينتون.
على المسار الفلسطيني أم كل المسارات؟
- لنتوقع الزخم في المسار الايجابي.
يكثر الكلام على القرار 425 ومعظمه مصدره اسرائيل، فهل هذا جزء مما سيؤدي الى ذلك الزخم؟
- الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية سيكشفان المبادرة خلال الأيام المقبلة.
جولة انان
الأمين العام كوفي انان سيزور الشرق الأوسط في غضون ايام، فهل ترى ان له دوراً مسانداً لعملية السلام والولايات المتحدة؟
- نعم، فهو قائد عظيم ذو وزن اخلاقي كبير. الرئيس كلينتون والأمين العام بحثا في واشنطن في نوع الدور الذي يمكن ان يلعبه انان. وهو سيأخذ معه رسائل قوية كي يعود الطرفان الى المحادثات.
اعتقد ان بامكان الأمين العام ان يلعب دوراً بناء. سيزور دولاً مهمة جداً في الشرق الأوسط بعد توقيع اتفاقية في شأن العراق، ويمكنه ان يلعب دوراً بناء جداً في دفع الاطراف الى التفاوض. هذا هو الدور القيّم الذي نراه له في هذه الزيارة.
وهل يحمل معه رسائل تندرج في اطار المبادرة التي تستعد الادارة الاميركية لطرحها؟
- هو يعزز رسائل من الادارة، وسيكون له تقويمه الخاص للأوضاع ووسائل تحسينها.
قبل مغادرة انان نيويورك الى بغداد التقته اولبرايت وشرحت الخطوط الحمر وهامش المناورة الذي توافق الولايات المتحدة عليه. هل كان لأولبرايت طرح مشابه خلال لقائها الاخير انان في واشنطن عشية جولته على الشرق الأوسط؟
- لا. بحث الرئيس والأمين العام جولة انان في شكل ايجابي جداً. الأمين العام رجل مستقل، ونحن ندعمه ونساند زيارته، لكننا لم نحمّله خطة سلمية اميركية محددة، فالرئيس ووزيرة الخارجية هما الطرفان اللذان يقومان بطرح الخطة الاميركية.
هل ستتطرق الافكار الاميركية الى الموقف السوري المتمسك باستئناف المفاوضات من حيث توقفت، والموقف الاسرائيلي القائل بمفاوضات من الصفر؟
- لا يمكنني الخوض في تفاصيل مبادرة الرئيس.
لوكربي والسودان
تواجه المواقف الاميركية انتقاداً لاذعاً من جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الافريقية وحركة عدم الانحياز بسبب تجاهل اميركا وبريطانيا كل طروحات حل ازمة محاكمة الليبيين المشتبه في تورطهما بتفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي. لماذا تقفلون الباب امام حل؟
- اذا امتثلت ليبيا لقرارات مجلس الأمن ستحل المشكلة. والقرارات تحدثت عن تسليم ليبيا المتهمَين الى العدالة الاميركية او البريطانية.
وفي هذه الحال هل ترفع العقوبات؟
- نعم، هذا موجود في قرار مجلس الأمن.
ما المانع من محاكمة المتهمَين بموجب القانون الاسكتلندي في دولة ثالثة او في محكمة العدل الدولية؟
- يمكن ليبيا ارسال مراقبين الى المحكمة في اسكتلندا. لا ضرورة للحلول الوسط. فمحكمة العدل الدولية اكدت ان المحاكمة العادلة يمكن اجراؤها في الولايات المتحدة او بريطانيا او اسكتلندا.
محكمة العدل في قراريها الاجرائيين الاخيرين ساندت موقف ليبيا.
- لا، بل اعتبرت ببساطة ان هذه مسألة يجب بحثها. ومجلس الأمن هو المعني.
المحكمة اكدت العكس.
- هذا رأيها. رأينا ان مجلس الأمن هو الذي يتحكم بهذه المسألة.
اعلنت الادارة الاميركية تقديم مساعدات للدول المجاورة للسودان من اجل اسقاط النظام في هذا البلد. كيف يمكنكم الدفاع عن تحريض دول مجاورة على عمليات عسكرية عبر الحدود لاسقاط نظام؟
- سياستنا ازاء السودان مبنية على قلقنا من دعمه الارهاب، وفشله في التعاون في اطار قضية محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا. فعندما يلتزم السودان قواعد القانون الدولي سندرس هل هناك حاجة لتغيير في سياستنا.
وكيف تبررون تزويد دول مجاورة للسودان اسلحة لتغيير نظامه؟
- لم نفعل ذلك. اعطينا جيران السودان الاصدقاء لنا تجهيزات دفاعية، ولا نزرع بذور اطاحة النظام. هذه ليست سياستنا. علاقاتنا متوترة جداً مع السودان، ولنا اصدقاء في المنطقة قلقون من نشاطاته، وما نريد التأكد منه هو امتلاكهم معدات دفاعية لمواجهة اي محاولة عدائية من جانبه. نحن لا نحرّض على أي شيء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.