مضت حركة "طالبان" الأفغانية امس في تدمير تماثيل ولاية باميان وسط البلاد، وأعلنت رويترز، اف ب انها أتت على ثلاثة أرباعها على رغم مناشدة دولية وإسلامية فشلت في انقاذ هذا الإرث التاريخي. وسيدفع هذا التصرف الحركة، من دون شك، الى مزيد من العزلة والى تقليص الاعتراف الدولي بها الذي لا يتعدى باكستان والامارات العربية. راجع ص8 وأعلن وزير الاعلام في حركة "طالبان" قدرة الله جمال ان اعمال تدمير تماثيل بوذا العملاقة لا تزال متواصلة وانها ستنجز بعد أربعة أيام على الأكثر. وأوضح ان تدمير التماثيل التي وصفها بأنها "شيء من الوحل والحجارة" سهل، وان على العالم "الا يتدخل في هذه القضية". وأضاف ان اعمال التدمير تتم "ب"البارود والفؤوس والمعاول". وأعلنت وكالة الأنباء الاسلامية الافغانية ان عناصر طالبان وضعوا متفجرات في تجاويف التماثيل التي نحتت قبل نحو 1500 عام. وحملت ايران على حركة "طالبان" الحاكمة في افغانستان واتهمتها "بالتصحر والتزمت بسبب قرار الحركة تفجير الآثار التاريخية في مقاطعة باميان" وذلك في اشارة الى تمثالي بوذا. واللافت ان الاعتراض الايراني كان رسمياً وعلى لسان الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي الذي اعتبر ان تلك الآثار هي تراث وطني وثقافي لافغانستان، وجزء من تاريخ حضارات الشعوب في هذه المنطقة وبالتالي فإنها ملك للبشرية جمعاء. واعرب آصفي عن الأسف لأن اجراء "طالبان" يأتي في عام الحوار بين الحضارات الذي صادقت عليه الاممالمتحدة باقتراح من الرئيس محمد خاتمي، وانه "جاء في وقت تسعى الشعوب الى إرساء التعايش السلمي والسلام الدائم على الساحة العالمية". ورأى ان "قرار الطالبان يمثلها وحدها وليس نابعاً عن ارادة الشعب الافغاني". واعطت وسائل الاعلام الايرانية حيزاً كبيراً للتنديد بقرار "طالبان" تفجير تمثالي بوذا، فعنونت صحيفة "ايران" الرسمية على صدر صفحتها الأولى امس ان الطالبان بدأت حرباً ضد الثقافة والحضارة الانسانية ولا تعترف ايران بالحركة بل تعتبرها مصدر تهديد لها. ودعت قطر، بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، "طالبان" إلى "إعادة النظر في قرار إزالة بعض الآثار القديمة الموجودة في أفغانستان". وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية "إن دولة قطر بصفتها رئيسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي تلقت مناشدات من جهات عدة حول قرار طالبان بشأن ازالة بعض الآثار القديمة الموجودة في افغانستان". ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن المصدر المسؤول في الخارجية قوله: "إن دولة قطر ترى بأن الآثار، بمعزل عن وجودها، هي ملك للإسنانية جمعاء، وينبغي الحفاظ عليها، وتناشد في هذا المجال الاخوة في أفغانستان في إعادة النظر في القرار.