سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبروه ممثلا ل "العمل" وليس للوسط العربي في الحكومة اليمينية ... وعرفات هنأه . موقف العرب في اسرائيل من توزير طريف يراوح بين الانتقاد واللامبالاة والترحيب الحذر
فيما هنأ الرئيس ياسر عرفات النائب العمالي صالح طريف على توزيره، تراوحت ردود الفعل في الشارع العربي داخل إسرائيل على توزيره بين الانتقاد الشديد واللامبالاة، وارتفعت أصوات ترحب بحذر شديد بانضمام أول وزير عربي إلى حكومة إسرائيلية، لكن أحداً لم يخرج عن طوره فرحاً ومهللا. يطرح المواطنون العرب أسئلة كثيرة حول دوافع حزب "العمل" لاختيار "ممثل غير يهودي" حسب تعبيره في حكومة اليميني ارييل شارون المقبلة، كما يتساءلون ان كانت هذه الخطوة مجرد "ضربة معلم" سددها الحزب لشارون الذي أعلن عشية انتخابه أنه سيعين وزيراً عربياً في حكومته. لكن السؤال الأكثر تردداً على الألسنة يدور حول ما يمكن لوزير واحد أن يفعله في حكومة يمينية تضم 30 وزيراً وتغيب عنها حمائم "العمل". ومنذ لحظة انتخابه، يحاول أقطاب "العمل" استثمار هذا الانتخاب لصالح الحزب، اذ رأى فيه الوزير شمعون بيريز "انجازاً للدروز ولم يعد أمامهم ما يشتكون منه". ويصر على تسمية طريف "غير يهودي أو درزياً"، تمشياً مع نظرة المؤسسة الإسرائيلية إلى العرب كمواطنين ينتمون إلى ديانات وليس كأقلية قومية. أما طريف فيرى نفسه من "أبناء الاقليات" و"درزياً". ويؤكد النائب عبدالمالك دهامشة الحركة الإسلامية حقيقة أن حزب "العمل"، أكبر حزب صهيوني في إسرائيل، هو الذي انتخب طريف الذي "رغم أنه ينتمي إلى شعبنا، لكنه خدم في الجيش الإسرائيلي". وقال دهامشة ل"الحياة" إن "طريف ليس الوزير العربي الذي يتحدث عنه شارون. توقعنا تعيين وزير عربي مسلم يمثل حقاً المواطنين العرب وصالح ليس الممثل، لأنه لن يخرج عن دائرة سياسة حزبه. تربطني به، كإنسان، علاقات مودة، لكن لا يمكن أن يقال إنه يمثل الوسط العربي". ولفت النائب محمد بركة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة إلى حقيقة أنها المرة الاولى التي يجلس فيها وزير عربي في حكومة إسرائيلية "وهذا أمر جديد لا يمكن أن نمر عليه مرور الكرام". وأضاف: "لكن هذا يتزامن مع جلوس أكثر الشخصيات الصهيونية عدوانية على كرسي رئيس الحكومة، إضافة إلى انضمام أحزاب اليمين المتطرف إليها". وزاد: "لا نتعامل مع طريف كوزير للعرب، إنما وزير عن العمل وعضو في حكومة شارون، ووجوده لن يغير من موقفنا الأساسي الداعي إلى تقصير عمر الحكومة لما تحمله من برامج عدوانية ضد الشعب الفلسطيني والسلام العادل". وانتقد النائب أحمد الطيبي الحركة العربية للتغيير انضمام طريف إلى حكومة شارون، قائلاً إنه ليس ممثلاً عن الجماهير العربية، إنما لحزب "العمل" وفي حكومة رفض حمائم هذا الحزب الانضمام إليها. وحذر الطيبي الوزير الجديد من أنه سيتحمل جزءا من المسؤولية عن سياسات الحكومة تجاه المواطنين العرب والشعب الفلسطيني. وأصدر الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي عوض عبدالفتاح بياناً قال فيه إن طريف "ليس ممثلاً للجماهير العربية، لأنه ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي، أولاً، ولأن الجماهير العربية لا تطالب بممثل عنها في حكومة صهيونية، ناهيك عن حكومة يميني صهيوني". ونوه البيان إلى أن طريف شارك في حروب إسرائيل العدوانية ضد الدول العربية، وسيشارك في حكومة يمينية متطرفة لا تعد خطوطها العريضة بالسلام ولا بالمساواة. وتابع: "من الأجدر بالعربي ألا يقبل منصب وزير في مثل حكومة كهذه سيخدم سياستها وسيكون بمثابة ورقة تين في محاولة لاخفاء حقيقتها العدوانية والعنصرية، وإن كان هو نفسه بحاجة إلى ورقة تين". الى ذلك اف ب، قال الناطق باسم طريف ان "عرفات اتصل هاتفيا بطريف لتهنئته ووجه اليه دعوة لزيارة غزة الاسبوع المقبل".