} نشرت السلطات الاسرائيلية مئات الجنود ورجال الشرطة في باحات الحرم القدسي الشريف في الساعات الاولى من صباح امس وكانوا مسلحين بالهراوات والدروع والغاز ورابطوا على البوابات المؤدية الى الاقصى لتأمين حماية لرئيس حزب ليكود اليميني ارييل شارون لدى دخوله المنطقة. ودان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ذهاب شارون الى الحرم القدسي. ووصف زيارته بانها "عملية خطيرة يقوم بها شارون ضد المقدسات الاسلامية اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي محمد ومهد المسيح". ورداً على سؤال عما هو المطلوب من العالم الاسلامي والعربي، اجاب عرفات: "المطلوب من العالم الاسلامي والعربي ان يتحرك بشكل سريع". منعت قوات الاحتلال المواطنين من الوصول الى المنطقة عقب صلاة الفجر وعملت على طرد الشبان الفلسطينيين. واصطف عشرات الجنود مشكلين سواتر بشرية تعلوها الدروع البلاستيكية لتوفير مسلك آمن لشارون الذي عبر في حوالي السابعة والنصف صباجا بالتوقيت المحلي من باب المغاربة فتصدى له ولمرافقيه وهم ستة برلمانيين ليكوديين، من استطاع من الفلسطينيين الوصول الى المكان ومن بينهم مسؤول ملف القدس فيصل الحسيني ومسؤول جهاز المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية العقيد توفيق الطيراوي وعدد من النواب العرب في الكنيست مثل عزمي بشارة واحمد الطيبي وعبدالمالك دهامشة اضافة الى مسؤولي الوقف الاسلامي. واشعل ذلك التصدي صداما مع القوات العسكرية في مشهد يؤكد عمق الصراع على القدس وتحديداً على منطقة الأقصى. واصيب حسب ما اعلنه ناطق اسرائيلي 25 من أفراد "حرس الحدود" فيما اصيب بهراوات الجنود 12 فلسطينيا من بينهم الطيراوي والحسيني وبشارة والطيبي. ومنع الفلسطينيون، على قلتهم، شارون من دخول المصلى المرواني الذي يقع تحت الارض بجوار المسجد الاقصى. وما ان غادر شارون حتى خففت الشرطة الاسرائيلية حصارها فاندفع الف وخمسمئة شاب الى ساحات الاقصى بعدما انتظروا مدة ساعات وراء البوابات المغلقة، وبدأوا على الفور اشتباكات مع الجنود الاسرائيليين استمرت زهاء ساعة وانتشرت في شوارع القدس. كما انطلقت مسيرة من جامعة بير زيت الى مدينة رام الله حيث اشتبك الطلبة مع قوات الاحتلال على مشارف المدينة في موقع المجابهة التقليدي قرب فندق "سيتي ان". وفي المواجهات جرح سبعة فلسطينيين بالرصاص المغلف بالمطاط. وأعرب شارون في نهاية جولته عن استغرابه لما سماه الكراهية التي يحملها العرب لزيارة من يهودي يحق له "زيارة اقدس مكان لدى اليهود في العالم... وهو يحمل رسالة سلام وتعايش مع العرب لتحقيق التقدم". وقال إنه يستغرب موقف النواب العرب ضد زيارته وتصادمهم مع الجنود. وأضاف شارون انه يرى الحجم الكبير للقوات التي وفرت له الحماية ما يدعو الى التساؤل عن العدد المطلوب لتأمين السيادة لليهود في القدس. ورد فيصل الحسيني معتبراً أن جولة شارون الاستفزازية فشلت اذ انه هدف الى الظهور في وسائل الاعلام في مواجهة بنيامين نتانياهو العائد الى المعترك السياسي "ولكنه شارون لم يتمكن من اظهار السيادة الاسرائيلية على الحرم بل اظهر الوجود الاحتلالي بجبروته العسكري". وتابع الحسيني قائلاً إن الفلسطينيين "لن يتوانوا عن التصدي لشارون وغيره ممن لا يمكن اعتبارهم زواراً، إذ ان الزائر ينسق مع صاحب البيت ولكن هؤلاء يقتحمون الموقع ويؤكدون الموقف الفلسطيني من ان القدس وليس الاقصى فقط تحت الاحتلال". وفي تعقيبه ل"الحياة" على ما قام به شارون ربط بشارة بين مزايدات باراك السياسية لجهة تركيزه المبالغ فيه على السيادة الاسرائيلية على الأقصى وبين تحرش شارون الميداني ورأى ان "جولة شارون التي حملت خسة ونذالة تصب في المعركة الانتخابية الداخلية في ليكود والانتخابات العامة التي باتت مؤكدة في اسرائيل". وقال: "إن من سمح لهم بالوصول الى الاقصى دافعوا عن هذا الموقع واثبتوا لشارون انه غير قادر على التحرك بحرية بل ومن دون الف جندي يوفرون له الحماية المسلحة". وزاد بشارة ان وجوده وغيره من النواب العرب يؤكد ان الخط الاخضر ليس الا خطا سياسيا لا يمكنه فصل ابناء الشعب الفلسطيني عن بعضهم عن بعض او ينال من وحدتهم في الدفاع عن رموزهم القومية والدينية والسياسية كالأقصى. الى ذلك، وصف اسماعيل هنية احد مسؤولي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس زيارة شارون الى باحة الحرم القدسي في القدس بأنها "استفزاز لمشاعر المسلمين". وقال "ان زيارة شارون للاقصى والحرم هي زيادة في التعنت والصلف الصهيوني وامعان في استفزاز شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية". ودان حزب الله اللبناني زيارة شارون للحرم القدسي وقال في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه: "ان اقدام الارهابي ارييل شارون جزار صبرا وشاتيلا على انتهاك حرمة المسجد الاقصى وسط حراسة مشددة وفرها له آلاف جنود الاحتلال الصهيوني يعتبر تدنيسا متعمدا للاماكن الاسلامية المقدسة في القدس الشريف وانتهاكا صارخا للمقدسات الاسلامية وهو عمل اجرامي بحد ذاته واستفزاز وقح لمشاعر وكرامات العرب والمسلمين في كل انحاء الارض".