سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استشهاد رجل في البيرة بقذيفة مدفعية وإصابة طفلة بجروح خطرة قرب خان يونس . باراك يتوقع تصاعد الصراع واستمراره مدة طويلة ويدعو الى"الفصل" والعمل بقوة ضد السلطة الفلسطينية
} دخلت الانتفاضة الفلسطينية شهرها السادس بتصعيد عسكري غير مسبوق وسط تهديدات مباشرة من قبل هيئة اركان الجيش الاسرائيلي للسلطة الفلسطينية وفي ظل توقعات لرئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته ايهود باراك باستمرار المواجهات "لاشهر في احسن الاحوال وربما لسنوات" ودعوة صريحة لتنفيذ خطة "الفصل الاحادية الجانب". وقوبلت هذه الدعوة بمعارضة شديدة من خلفه ارييل شارون الذي دعا بدوره الى جلب مليون يهودي من مختلف انحاء المعمورة خلال الأعوام العشرة المقبلة. وفي غضون ذلك لمح مسؤولون عسكريون اسرائيليون إلى نيتهم اضفاء صبغة قانونية على "دوريات الحراسة" التابعة للمستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية. اصيبت الطفلة فاطمة ابو صلاح خمس سنوات صباح أمس بجروح خطرة جراء اصابتها بشظايا قذيفة مدفعية اسرائيلية أثناء وجودها في ساحة روضة للأطفال في قرية عبسان شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان إن القصف الإسرائيلي طاول مسجد خليل الرحمن في البلدة، وقتلت قذيفة إسرائيلية أخرى نعيم البدارين 54 عاماً أحد سكان مدينة البيرة، واطلقت تلك القذيفة من مستوطنة "بسغوت" الواقعة على اراضي البيرة فأصابت البدارين إصابة مباشرة وحولت جثته اشلاء. واطلقت ثلاث قذائف بشكل متلاحق على منزل الشهيد البدارين بعد توقف الاشتباك المسلح الذي تواصل نحو ثلاث ساعات حسب افادات شهود عيان. وقال حسين احد انجال البدارين العشرة ل"الحياة" ان والده توجه الى البيت بعد ان توقف اطلاق النار من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتفقد الاضرار التي لحقت بالمنزل الذي غادروه اثناء القصف. وفي اللحظة التي وقف فيها البدارين امام نافذة المنزل المواجهة للمستوطنة اطلقت القذيفة الاولى مدمرة "حماية" النافذة، ثم اعقبتها قذيفتان اصابت احداهما جسد والده. وخيم ظلام دامس على بعض احياء مدينة البيرة جراء تقطع اسلاك التيار الكهربائي بسبب القصف غير المسبوق في شدته. واصيب حارس اسرائيلي جراء اطلاق النار عليه من قبل مسلحين فلسطينيين شمال مدينة قلقيلية في الضفة الغربية. وفرضت القوات الاسرائيلية حصاراً مشدداً على المدينة بعد الحادث، فيما عمدت الى هدم منزل مكون من اربع طوابق في بلدة رافات القريبة من رام الله صباح امس ردا على عملية اطلاق نار جرت في المنطقة وادت الى اصابة خمسة مستوطنين يهود باصابات طفيفة بالقرب من مستوطنة "جبعات زئيف" شرق غربي القدس. وقالت مصادر فلسطينية ان الجنود الاسرائيليين قاموا بتجريف وهدم مزرعة تعود للمواطن مصطفى حباش ودمرتها تدميراً كاملاً للسبب نفسه. في هذه الاثناء، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية ان الاجهزة العسكرية الاسرائيلية بصدد "اعطاء صفة قانونية لدوريات الحراسة التي يقوم بها المستوطنون" في شوارع الضفة الغربية. ونقلت "هآرتس" عن مصادر عسكرية قولها إن "من الأفضل ان تجري هذه الدوريات بالتنسيق مع الجيش الاسرائيلي وموافقته لأنه لا يوجد للجيش قدرة عملية على منعها". وقال المصدر العسكري ان "على الجيش ان يسلم بذلك وان يحاول تنظيم الامر واخضاع الدوريات الى سرايا "الدفاع المناطقي"، مضيفاً ان "ليس ثمة خوف من ان تتحول هذه الدوريات الى ميليشيات. هؤلاء الناس المستوطنون يعملون من منطلق الدفاع المستقل. بطبيعة الحال يصل سلاحهم من الجيش، وكثيرون منهم يخدمون كجنود احتياط". ووسط التصعيد العسكري المتزايد في الاراضي الفلسطينية، توقع رئيس الوزراء وزير الدفاع المنصرف ايهود باراك ان تتواصل المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين "لأشهر في احسن الاحوال وربما سنوات". وقال باراك في اطار جولة وداعية له للقوات الاسرائيلية المتمركزة في الضفة والقطاع ان اسرائيل "ستضطر الى ان تنفذ قريباً خطة الفصل من جانب واحد" مع الفلسطينيين. ورأى باراك ان الفلسطينيين "سيصعدون مستوى العنف والعمليات في محاولة لجر اسرائيل لردود صعبة وارتكاب اخطاء لتدويل القضية". ودعا الى "العمل بقوة اشد ضد السلطة الفلسطينية". وقال باراك ان هذه الخطوة "ليست سهلة لانها ستؤدي الى انهيار السلطة... وهذا ليس بالضرورة الخيار الافضل لان البديل عن عرفات سيكون احمد ياسين زعيم حركة حماس الروحي أو أي رجل حزبي ارتفعت مكانته". وقال باراك ان حكومة ارييل شارون المقبلة ستضطر الى تسريع خطة الفصل وتحديد سبع كتل استيطانية تمتد على نحو 10 في المئة من اراضي الضفة الغربية. اما باقي المستوطنات، حسب قول باراك، فيجب على اسرائيل تفكيكها من تلقاء نفسها ونقل سكانها الى اسرائيل او الى الكتل الاستيطانية مع الابقاء على محطات انذار مبكر في السلسلة الجبلية الوسطى. غير ان المحلل السياسي الرئىس لصحيفة "هآرتس" الوف بن نقل عن شارون نفسه معارضته الشديدة لمبدأ الفصل. وقال بن في تقرير نشر امس ان شارون وباراك يتفقان على أن الفصل ليس ممكناً في القدس، ولكن شارون لا يعتقد أيضاً ان الفصل ممكن في "الأماكن المفتوحة". واضاف انه "حسب نظرية شارون، ستسيطر إسرائيل، في أي تسوية، على المنطقة الامنية الشرقية في سفوح الجبال على طول غور الاردن وصحراء الضفة. ويشير الى ان حدود اسرائيل قبل حرب حزيران يونيو 1967 مع الضفة الغربية امتدت بطول 309 كيلومترات ولم تتمكن من اغلاقها.اما اليوم فهي بحاجة الى خط دفاع ثلاثي: بين الضفة واسرائيل، وعلى جانبي المنطقة الامنية بالاضافة الى محاور عرضية استراتيجية.وان حدود الفصل ستكون على طول 750 كيلومتراً". ويرى شارون انه حتى لو نصبت اسيجة الكترونية على امتداد الحدود فسيجد الإسرائيليون صعوبة كبيرة في حمايتها". ومقابل ذلك، اوضح شارون خطته المستقبلية للاراضي الفلسطينية وهي تتمثل بالعمل على جلب "مليون يهودي من روسيا والمكسيك واثيوبيا... خلال السنوات العشر المقبلة". وقال شارون خلال لقاء مع ممثلي مجلس امناء الوكالة اليهودية ان على اسرائيل في حلول العام 2020 ان تضمن جلب جميع اليهود في العالم إليها.