قالت مصادر مالية ل"الحياة" ان شركة "لاسمير" النفطية، التابعة لمجموعة "كورال أويل" السعودية، حصلت نهاية الاسبوع الماضي على مستحقات بقيمة 950 مليون درهم نحو 94 مليون دولار من الخزانة العامة، تمثل جزءاً من التمويل لدعم اسعار المحروقات عام 2000 بلغت كلفتها نحو 250 مليون دولار. وأشارت المصادر الى ان هذه المبالغ التي تشكل جزءاً من ديون نفطية على الدولة تصل قيمتها الى 170 مليون دولار، تم تحويلها الى حسابات شركات التوزيع التي تولت بدورها تحويلها الى حسابات "لاسمير" التي تتخذ من المحمدية مقراً لها، وتنتج نحو 80 في المئة من الاستهلاك المحلي من زيوت الطاقة المقدرة بنحو 9 ملايين طن. وكان خلاف نشب بين شركات التوزيع و"لاسمير" حول تسديد فارق الاسعار الذي يضمنه صندوق المقاصة لدعم المواد الاساسية، وانتقل الى القضاء. وطالبت "لاسمير" بفوائد تأخير قيمتها 50 مليون دولار على ديون بقيمة 170 مليون دولار. وكانت الخزانة سددت في وقت سابق مبلغ 80 مليون دولار لشركات التوزيع التي تحصل على نفطها المكرر من الشركة السعودية - المغربية وتحصل على فارق الأسعار من صندوق المقاصة. وخصصت الحكومة بنداً للدعم بقيمة 300 مليون دولار في موازنة 2001 لمنع اسعار المحروقات من الارتفاع، في حال زادت الاسعار في السوق الدولية. ووضعت توقعاتها على أساس سعر برميل النفط في حدود 25 دولاراً مقابل 34 دولاراً العام الماضي. وقالت مصادر وزارة المال ل"الحياة" ان الخلاف السابق بين شركات النفط غير وارد السنة الجارية بسبب زيادة قيمة الدعم الى ثلاثة بلايين درهم من جهة، وانخفاض الاسعار الدولية من جهة اخرى. وتستورد "لاسمير" 47 في المئة من الحاجات النفطية من السعودية و17 في المئة من العراق في اطار اتفاق "النفط مقابل الغذاء". وهي تملك ميناء ومصفاة تكرير علماً ان النفط في المغرب لا يخضع للضرائب الا بعد تسويقه. وتحصل الخزانة على ايرادات جباية من هذه التجارة قدرت قيمتها العام الماضي بنحو 1.1 بليون دولار. من جهة اخرى، قالت مؤسسة "صفابورص" ان اسهم شركة "لاسمير" شهدت زيادة نسبتها 10 في المئة في الشهرين الأولين من السنة الجارية، حيث ارتفعت الى 848 درهم مقابل 774 درهم العام الماضي. وتوقعت المؤسسة المتخصصة في تحليل المؤشرات ان تزيد مبيعات "لاسمير" 23 في المئة في 2001، وان ترتفع ارباحها بنسبة 12 في المئة لتقترب من 120 مليون دولار. يذكر ان "لاسمير" و"الشركة الشريفة للبترول" اندمجتا عام 1999 في شركة واحدة بعد ان تملكتهما مجموعة "كورال" عام 1997 في صفقة قيمتها نصف بليون دولار. وتعتزم المجموعة السعودية استثمار 600 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتحديث المصفاة ورفع الانتاج الى 12 مليون طن وزيادة صادرات زيوت المحركات.