في زاويته "أضعف الايمان" المنشورة في "الحياة" العدد 13850، الصادر في 20/11/1421 الموافق 14/2/2001 سخر الكاتب داود الشريان من جهود الجهات المختصة بالمملكة لمنع الاحتفال بما يسمى "عيد الحب". ولقد وصل في التندر من هذه الاجراءات الى حد التمادي. اقول للأخ الكاتب داود الشريان، وهو الذي دأب على المناداة بفتح الأبواب لكل جديد وعدم حجب اي وارد، ان خطورة التلوث الفكري اشد من خطورة التلوث البيئي الذي ترصد لمحاربته والقضاء عليه المبالغ الطائلة. وكل ما عارض تعاليم الاسلام هو تلوث فكري تجب على كل مسلم محاربته بمقدار استطاعته، وما قامت به الجهات المسؤولة في المملكة في ما يتعلق بما يسمى "عيد الحب" انما هو استشعار لمسؤوليتهم التي سيسألهم الله عنها، كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته"، الحديث. حذر صلى الله عليه وسلم من غش رعيته ولم ينصح لها كما في الحديث الشريف: "ايما راع غش رعيته فهو في النار". ومن القيام بهذه المسؤولية ان يحفظ ولي الامر رعيته من كل ما يتعارض مع تعاليم الاسلام كالتشبه بغير المسلمين. وهو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى" الحديث. ولا شك ان تقليدهم في اعيادهم تشبه بهم. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل ان يهنئهم بأعيادهم وصومهم" الى ان قال: "فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة ان يهنئه بسجوده للصليب، بل إن ذلك اعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل". أ ه. لقد كان الاجدر بالأخ الشريان ان يثني على ما اتخذ من اجراءات، لا الاستهزاء والتندر. فذلك مسلك من يريد إشاعة الشر، واني اختم كلامي بدعوة الأخ الكاتب لتدبر الحديث الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "عند الله خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال فطوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وويل لمن جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير".