سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشاد باجراءات الحكومة اللبنانية الاقتصادية واعداً بالمساعدة . ووكر : مستقبل السلام صعب لكن شارون يرغب فيه نريد هدوءاً في الجنوب للتركيز على العنف في الضفة وغزة
رأى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ادوارد ووكر ان مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط "سيكون صعباً"، لكنه اعرب عن اعتقاده رداً على سؤال ل"الحياة" ان رئىس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون "يرغب في السلام وحكومته تريده". وكان ووكر وصل الى بيروت قبل منتصف ليل الخميس - الجمعة وباشر لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين باكراً امس، بلقاء استمر ساعتين مع رئيس الحكومة رفيق الحريري، ثم وزير الخارجية محمود حمود فرئيس المجلس النيابي نبيه بري، معرباً عن اسف وزير الخارجية الاميركي كاولن باول لعدم تمكنه من المجيء الى لبنان خلال جولته الشرق الاوسطية "لأنه اضطر الى العودة الى واشنطن بناء على طلب الرئىس جورج بوش لاجراء يتعلق بطرح الموازنة على الكونغرس"، مؤكداً انه سيزور لبنان في المستقبل. وأوضح ووكر الذي رافق باول في جولته الاخيرة، انه يزور دولاً لم تشملها الجولة الوزارية لمناقشة "الوضع الدراماتيكي في اراضي السلطة الفلسطينية والعنف الحاصل وحاجة الطرفين الفلسطيني والاسرائىلي الى وقف الانهيار، والوضع العراقي وكيف يمكن تحسين حياة الشعب العراقي وفي الوقت نفسه مواصلة منع إعادة بناء الجيش العراقي التي قد تهدد جيرانه والسيطرة على اسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية حتى لا يهدد العراق جيرانه كما هو الرئىس العراقي يعلن او ابنه على الملأ عن نياتهما للمستقبل". وقال بعد محادثاته مع الحريري: "انها تناولت تطورات الأمر وانعكاساته على المنطقة، لبنان والاردن وسورية وتركيا، لذا نحن نعمل على آلية لضمان عدم ايذاء اقتصاد هذه الدول نتيجة اي شيء نقوم به في هذا المجال". وسألته "الحياة" هل طلب من لبنان خفض علاقاته الاقتصادية مع العراق؟ اجاب: "تناولنا العلاقات الاقتصادية اللبنانية مع العراق من هذه الزاوية: كيف يمكن تشديد السيطرة على شيء وجعل البضائع ذات الاستخدام المدني تتنقل بحرية اكثر". وأوضح انه لم ينقل اي رسالة اسرائيلية الى لبنان "فأنا اعتقد ان الاسرائيليين قادرون بأنفسهم على نقل رسائلهم". وقال: "نريد ان نرى الوضع هادئاً في جنوبلبنان لأننا الآن نريد التركيز على العنف والأذى الحاصلين في الضفة الغربية وغزة ونعتقد ان هذه هي القضية الخطرة التي علينا التعاطي معها، ومن المهم ان يبقى الجنوب هادئاً، ونقلنا وجهة النظر هذه الى الحكومة الاسرائيلية والى رئىس الحكومة اللبنانية الذي اكد لنا ان لبنان سيقوم بكل جهد للمحافظة على ان يكون الوضع هادئاً ونعتقد ان هذا مهم". ورأى "ان مفتاح التهدئة منع الاستفزازات من الجانبين والتأكد ان لا اخطاء تحصل تؤدي الى اعمال تصعيدية". وإذ رأى ان عملية السلام ستكون صعبة، شدد على "العمل بجهد مع كل الاطراف، والحصول على الكثير من المساعدة من اصدقائنا الاوروبيين والعرب، والحاجة الى العمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة. فكما تعلمون لا نعرف حتى الآن من سيكون وزير الدفاع الجديد، وعندما يصبح كل شيء في مكانه يمكننا مباشرة هذا العمل". وقال: "لا اعتقد ان تحقيق السلام سيكون سهلاً لأن الامر يحتاج الى الامساك ببعض الامور التي تعد ملحة للحصول على سلام، لكنني اعمل في هذا المجال منذ 33 عاماً ولم استسلم قط، وعلينا مواصلة هذا الامر". وسئل عما سيحصل اذا قام "حزب الله" بعملية في مزارع شبعا، فهل يحق لاسرائيل ضرب لبنان؟ اجاب: "لا اريد الدخول في الحقوق، ما اريد فعله حث كل الاطراف على الحفاظ على الوضع هادئاً وعدم القيام بأي رد فعل على اي حادث معزول، وهذا ما نحاول فعله". وأشار ووكر الى انه بحث مع الحريري في "الخطوات التي تتخذها حكومته في ما يتعلق بالاقتصاد اللبناني والجهود التي يبذلها مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لدفع الاقتصاد قدماً". وقال: "كنت متأثراً جداً بالخطوات التي يتخذها ونعتقد انه التوجه الصحيح وسنؤيد جهوده في شدة، ونأمل ان تكون ناحجة، وأنا واثق انها ستكون كذلك اذا تواصل هذا التوجه". وهل بحث في موضوع الوجود العسكري السوري في لبنان؟ وهل توافق الولاياتالمتحدة عليه؟ اجاب ووكر: "العلاقة بين لبنان وسورية هي بينهما وليس لنا التدخل بطريقة او اخرى، ما تحدثنا عنه في دمشق هو القضايا نفسها التي تحادثت فيها مع رئىس حكومة لبنان، عن العنف الحاصل في الوضع الفلسطيني - الاسرائيلي، وخطر التصعيد فلا يعود في امكاننا السيطرة على العنف، والوضع العراقي وموضوع انابيب النفط التي تريد سورية وضعها وكيف يمكن الأممالمتحدة الاشراف عليها". وأوضح ووكر بعد لقائه الوزير حمود ان البحث تناول مقاربة الوزير باول من الشرق الاوسط "ورغبته في ان تأخذ سياستنا في الاعتبار تأثيراتها الاقليمية، فلا نحصر انفسنا بالتعاطي مع قضية واحدة، كما فعلنا ربما في الماضي، ورغبته في سياسة عادلة قائمة على المصالح الاميركية، والطريقة للتوصل الى ذلك استشارة اصدقائنا في المنطقة قبل وضع سياساتنا وسنجمع حصيلة الجولة ونبني سياستنا في ضوء النصائح والاهتمامات وبعض الاحيان العوائق التي نجدها ثم نرفعها الى الرئىس الاميركي". وهل اثار المسؤولون اللبنانيون معه ما تضمنه تقرير "هيومان رايت ووتش" عن لبنان، قال: "لم يثر احد هذا الموضوع ولم أفعل، ولأكن صريحاً، انا لم اقرأه بعد". وهل هناك شروط لمساعدة لبنان؟ اجاب: "لا شروط، سأعود الى واشنطن وأجري محادثات مع اشخاص متخصصين بقضايا مالية ونقدية وغير ذلك لنعرف كيف ندعم جهود لبنان حيال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، نحن مرتاحون الى التوجه الذي تسلكه الحكومة اللبنانية في شأن عمليتها الاصلاحية، واذا عملت الحكومة مع البنك والصندوق على صيغ الاصلاح الهيكلي وغيرها سنكون مرتاحين اكثر في التحرك قدماً للمساعدة". وهل يعتقد ان المنطقة تتجه نحو الحرب ام السلم في ضوء زيارة باول؟ قال: "انا متفائل ومقتنع اننا إذا قمنا بعملنا بطريقة صحيحة وعملنا معاً نستطيع تجنب الحرب، ويمكننا العودة الى مسالك عملية السلام. فهو ليس سلاماً فلسطينياً - اسرائىلياً فقط، انه سلام سوري - اسرائيلي ولبناني - اسرائيلي، وكل هذه الجهود مهمة جداً لمصلحة المنطقة وعافيتها وعندما يحصل هذا النوع من السلام يمكننا العمل معاً على الفرص التي ستتوافر في شأن النمو الاقتصادي والانفتاح وتقليص مخاطر الحرب". وسئل عن تهديد رئىس الاركان الاسرائىلي شاول موفاز سورية ولبنان اخيراً، فقال: "شعورنا ان الجميع خفف من حدة لهجته وبدأ يفكر بالحلول لا بالتهديدات، وهذا ينطبق على الجميع". وفي مقر الرئاسة الثانية تركزت محادثات ووكر على الاستمرار في تأجيل مؤتمر الدول المانحة. واذ شدد بري على "وجوب عقده"، وعد ووكر بتحريك الموضوع والبحث فيه مع الاوروبيين والفرنسيين خصوصاً. وأثار بري خلال اللقاء موضوع الالغام التي تركتها اسرائيل في الجنوب وعدم تسليمها خرائطها. ورأى ضرورة اتخاذ مواقف اميركية وأوروبية تؤكد التزام عملية السلام وفقاً للقرارات الدولية. وذكرت مصادر بري انه استهل اجتماعه "باستنكار الضربة الجوية الاميركية الاخيرة للعراق وانتقاده المساعدات العسكرية الاميركية المستمرة لاسرائيل في مقابل ضآلة المساعدات التنموية للبنان". وقال ووكر بعد اللقاء: "ناقشنا الوضع في الجنوب والاحتياجات الاقتصادية الضاغطة واتفقنا على ان تطور الوضع فيه جزء من الاستقرار في المنطقة وسنتحدث مع اصدقائنا في العالمين العربي والاوروبي لمعرفة ماذا يمكن عمله لتطوير الموارد المتعلقة بالقطاع الصحي فيه". وتوقع العودة خلال شهرين الى بيروت.