سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهراوي يطلع من الحريري على اجواء محادثاته في دمشق وبري يشير الى دورة استثنائية للمجلس في حزيران . جونز يعلن امكان ترجمة الاقتراح الاسرائيلي بطرق مختلفة ويشجع على المشاركة في الانتخابات ويسأل عن المخيمات في البقاع
تداخل الشأنان المحلي اللبناني والإقليمي في اهتمامات المسؤولين اللبنانيين، في ضوء المشاورات الجارية بين لبنان وسورية وفي غير عاصمة معنية بالوضع اللبناني لمواجهة الاقتراح الاسرائيلي الانسحاب المشروط من الجنوب، ومع قرب المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية. وكانت لافتة امس جولة السفير الاميركي ريتشارد جونز على رؤساء الجمهورية الياس الهراوي والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، وإشارته الى امكان ترجمة الاقتراح الاسرائيلي بطرق مختلفة واستبعاده تعديل مهمة قوات الطوارئ في الجنوب مع قرب موعد التجديد لها، وحضّه اللبنانيين على المشاركة في الانتخابات البلدية. بري والحريري واطلع الرئيس الهراوي امس من الرئىس الحريري على حصيلة محادثاته في دمشق. وقال الحريري "ان الوضع في الجنوب لا يزال على حاله ولا تطورات فيه"، موضحاً ان إلغاء لقائه والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في باريس سببه "التزامه الحريري مواعيد في دمشق"، ولم يستبعد الاجتماع معه في نيويورك. ونقل نواب زاروا الرئىس بري امس عنه ان لقاء الحريري وأنان لم يحصل في باريس "لارتباط رئيس الحكومة بموعد مسبق وتأخر وصول الامين العام". وأوضح ان لقاءه ورئىس الحكومة في دمشق اول من امس تم بناء على موعد مسبق ولم يتطرق خلاله الى امور داخلية لبنانية "كان يفترض اثارتها بعد الغداء" مع نائب الرئىس السوري عبدالحليم خدام، "إلا ان توعك الرئىس الحريري حال دون ذلك". وأكد بري "ان الانتخابات البلدية والاختيارية ستجرى في مواعيدها ولو وقعت هزة ارضية"، لافتاً الى "ان الاشكالات البسيطة والعوائق التي ترافق التحضيرات لن تمنع حصولها". وأشار الى "امكان فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي في حزيران يونيو المقبل لانشغال النواب بالانتخابات البلدية، وإلى عقد جلسة تشريعية هذا الشهر لإقرار مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام". جولة جونز وأعلن السفير جونز بعد لقائه الرؤساء الثلاثة انه اطلعهم على اجواء محادثات اجراها في واشنطن لمراجعة التطورات في المنطقة. وقال انه هنأ رئىس الجمهورية "بالدعم الكبير للانتخابات البلدية التي تلقى تجاوباً من اللبنانيين للمشاركة فيها. وهذا يظهر في وضوح المقدار الكبير لالتزامهم الديموقراطية في بلدهم". وأوضح ما قاله في محاضرة في جامعة اللويزة قبل ايام عن دعوته الشباب الى المشاركة في الانتخابات لتغيير النظام. فقال "ان البعض ذهب بعيداً في تفسير ذلك. كنت اشجع الطلاب على المشاركة في عملية ديموقراطية، كما اشجع اي شخص على المشاركة في مثلها. فاذا كان الشباب غير راضين عن الوضع، وهذا الامر يصح في كل بلد، وحتى في الولاياتالمتحدة، فهذه هي الطريقة الفضلى لهم لتغيير الوضع من خلال المشاركة في العملية الديموقراطية. وهذا ما يجعل الديموقراطية مختلفة عن سائر اشكال انظمة الحكم. ففي الديموقراطية نهج منظم ليتمكن اطراف المجتمع من المشاركة والتعبير عن آرائهم، واختلافاتهم بطريقة لا عنفية. وفي لبنان، النظام ديموقراطي وأنا اشجع الناس على المشاركة ضمن نظام دولتهم ولست اشجعهم على الانقلاب على حكومتهم او اي شيء في هذا الاطار. انا اشجعهم على العمل وتقوية حكومتهم وتحسينها". وأشار الى "ان الاجتماعات التي يعقدها رئىس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن مع مسؤولين اميركيين هدفها تحقيق تقدم لتطبيق اتفاق اوسلو الفلسطيني - الاسرائيلي وتحديد السبل للبدء بمفاوضات المرحلة النهائية للحكم الذاتي. وثمة تركيز الآن على المسار الفلسطيني، ونعمل جاهدين في هذا الاطار". وأضاف "ان هناك اقتراحاً اسرائيلياً لتطبيق القرار الدولي الرقم 425، ولكن قد لا يناقش في الاجتماعات. ولكن نحن نجهد للمساعدة في تطبيق كل القرارات الصادرة عن الاممالمتحدة"، موضحاً "ان في الامكان ترجمة اقتراح الحكومة الاسرائيلية بطرق مختلفة". وتوقع "ألا يحصل تعديل في مهمة قوة الطوارئ في الجنوب"، موضحاً انه لا ينظر الى الامر على انه مرتبط بتعديل القرارين 425 و426. وأضاف "ان تمديد مهلة عمل الطوارئ ضروري، ولا اريد وصفه بالروتيني. لكنه اصبح متكرراً من دون ان يثير قلقاً من تحوله مدخلاً لتعديل القرارين المذكورين. ولا أرى موجباً لإبداء مخاوف الآن". وعن الرفض الاسرائيلي للاقتراحات الاميركية في شأن عملية السلام ومدى تأثيره في دور واشنطن كراعية لها، اجاب "اعتقد ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت اوضحت انها ماضية في الاقتراحات الاميركية، وليس ضرورياً ان تقابل بالرفض اذ لا يزال هناك شيء للبحث فيه ومناقشته. وافضل شيء لنا هو الترقب وانتظار ما ستسفر عنه الاجتماعات". وعن ابداء فرنسا قلقاً حيال الوضع في المنطقة، قال جونز "كلنا معنيون بهذا الوضع. وليس واضحاً لدي هل هناك اسباب خاصة لزيادة القلق. ونحن نعمل في جهد لإحلال السلام. ولكن هل هناك امر خاص طارئ يتعلق بالموضوع؟ لست على علم بذلك". ونفى جونز ان يكون نقل رسالة اميركية الى الرئىس الحريري، رافضاً التعليق على الغارة الاسرائيلية امس على البقاع الاوسط، وقال "ان ما حدث امر ذو اهمية. وأعتقد ان الناس يجب ان يسألوا عن سبب وجود مخيمات فلسطينية في تلك المنطقة". واضاف "لا اعلم ماذا يفعلون". وكان جونز التقى مساء اول من امس طلاب الجامعة اللبنانية - الاميركية في جبيل، ووصف الاقتراح الاسرائيلي الاخير بالتطبيق المشروط للقرار 425 بأن "فيه شيئاً من الغموض خصوصاً في الشق المتعلق بالترتيبات الامنية، اذا لم توضح نوعية الترتيبات الامنية التي تطلبها". وذكّر بأن بلاده "دعت دائماً الى تطبيق القرار 425 حتى قبل انتهاء مفاوضات السلام بين اسرائيل والدول العربية". ونفى "الدور الاميركي في اختيار رئىس للجمهورية في لبنان"، وقال "ان واشنطن تسعى الى ان تكون الانتخابات الرئاسية محكومة بالديموقراطية". الموقف المصري وفي القاهرة، اكد الوكيل الاول لوزارة الخارجية المصرية السفير عادل الصفطي بعد لقائه الامين العام لوزارة الخارجية اللبنانية السفير ظافر الحسن موقف بلاده "الداعم لبنان في شأن القرار 425 والمؤيد الموقف اللبناني الذي يعتبر هذا القرار ملزماً وغير قابل للتفاوض ولا يمكن اي دولة ان تضع شروطاً لتنفيذه".