قال نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ان بلاده "شجعت" الرؤساء اللبنانيين الثلاثة "على الاتفاق على عدم البحث" في موضوع الانتخابات الرئاسية قبل منتصف تشرين الأول اكتوبر المقبل. وأيد "وجوب اجراء الانتخابات البلدية في موعدها مئة في المئة" ذلك لأن "لا مصلحة للبنان في تأجيلها" ولوجود مشكلة أهم هي "مشكلة الجنوب" وذلك في اشارة الى الاقتراح الاسرائيلي بالانسحاب من جنوبلبنان وتنفيذ القرار 425. وكان خدام يتحدث الى "الحياة" في دمشق التي يصل اليها اليوم رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري للاطمئنان الى صحة رئيس هيئة الأركان السوري العماد أول حكمت الشهابي. ويزور دمشق أيضاً رئيس مجلس الوزراء السيد رفيق الحريري. وسيقيم نائب الرئيس السوري مأدبة غداء لهما يتخللها حديث عن تطورات المنطقة وتنسيق الجهود الديبلوماسية المشتركة في شأن الاقتراح الاسرائيلي، اضافة الى التشاور حول نتائج زيارة رئيس الوزراء اللبناني الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال خدام رداً على سؤال: "يجب أن تجرى الانتخابات البلدية في موعدها مئة في المئة. ليست هناك مصلحة بتأجيل موعدها. ويجب أن تجرى لأنها جزء من هيكلة الدولة اللبنانية"، مشيراً الى وجود "اتفاق بين الرؤساء الثلاثة على عدم البحث في موضوع الانتخابات الرئاسية لوجود موضوع أهم هو قضية الجنوب". وسئل هل نصحت دمشقاللبنانيين بذلك، فأجاب نائب الرئيس السوري: "شجعناهم على الاتفاق"، وزاد "خلافاً للصورة التي يعطيها بعض الناس، نحن بالفعل غير مندمجين بالوضع الداخلي في لبنان. ان 99 في المئة من الكلام الذي يحكى غير صحيح. هناك بعض اللبنانيين يتحدث عن هذا الموضوع ضمن تجاذباتهم، لكن ليس هناك أمر داخلي كانت لسورية علاقة به. اننا نتحدى أي انسان ان يقول ان مسؤولاً سورياً تدخل في شأن داخلي لبناني"، لكنه استدرك ان "البلدين ينسقان في شأن موضوعين هما: عملية السلام والوضع الأمني. حصل مرات عدة ان سورية سلمت أشخاصاً ارتكبوا جرائم قتل في لبنان الى الأمن اللبناني في اطار معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق للعام 1991". وأضاف انه "نتيجة إلحاح اللبنانيين وقّعنا معهم اتفاقاً لإزالة الحواجز الجمركية. لذلك كنا رافضين للتورط في الوضع الداخلي اللبناني. كانت تقلقنا الحرب الأهلية وهي انتهت وصارت هناك مؤسسات للدولة اللبنانية وهي في وضع جيد. ليس هناك الآن أي خطر على وحدة البلد". وبعدما أشار الى وجود دعوة من الرئيس الفرنسي الى الرئيس حافظ الأسد لزيارة باريس قال: "لكن موعدها لم يحدد". وأوضح ان موضوع القرار 425 والاحتلال الاسرائيلي "سيكون موضوعاً أساسياً، في اللقاء المرتقب بين الأسد وشيراك، لكني اعتقد كما أني واثق من أن لا الحكومة الفرنسية ولا سورية تريد زج نفسها في الوضع الداخلي اللبناني". وأوضح نائب الرئيس السوري انه سيبحث اليوم على مأدبة الغداء مع بري والحريري في "آخر تطورات الوضع في المنطقة والتطورات على المسار الفلسطيني وما حصل في لندن وزيارة رئيس الوزراء اللبنانيلباريس، اضافة الى التنسيق للقيام بنشاطات لفضح المناورات الاسرائيلية".