بدت حركة "طالبان" مصممة على تجاهل التحذيرات الاقليمية والدولية، وسط تقارير عن مضيها في وضع متفجرات ونصب مدافع لتدمير تمثالين لبوذا احدهما الاكبر من نوعه في العالم، موجودين في مدينة باميان وسط افغانستان. وفي المقابل، حذرت الاممالمتحدة الحركة من أنها "ستدفع ثمناً باهظاً" لتدمير التمثالين التاريخيين اللذين عرضت الهند، امس، ان تأخذ على عاتقها مهمة وتكاليف استردادهما، وناشدت المجتمع الدولي التدخل لانقاذ كل التماثيل الاثرية في افغانستان من "البربرية". وارسلت يونسكو مبعوثاً خاصاً الى "طالبان" لثنيها عن خطتها، فيما جددت ايران ادانتها لخطوة الحركة واعتبرت انها "تسيء الى سمعة الاسلام في العالم". ودعت باكستان الحركة لليوم الثاني على التوالي امس، الى التراجع عن قرارها، مشيرة الى انها تشارك في الرأي، سائر الدول الرافضة لهذا القرار. واعلنت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو انها ارسلت مبعوثاً للتحادث مع "طالبان" في هذا الشأن، فيما دعت المجموعة العربية في المنظمة الى "تعبئة دولية لوضع حد لهذه العملية التي لم يسبق لها مثيل". واعتبرت المجموعة العربية في اليونسكو ان "سلوك جماعة طالبان الهمجي، مسّ خطير بكرامة الانسان في قيمه الروحية والاخلاقية"، معتبرة ان خطوة الحركة محاولة فاشلة لتلطيخ سمعة الاسلام وتشويه قيم التسامح والاحترام في الحضارات جميعها. ورأت تايلند ان الحل يتمثل في شراء اليونسكو تمثالي بوذا نظراً الى ان "طالبان تحتاج الى المال لتمويل نشاطاتها التنموية، فيما ترغب اليونسكو في الحفاظ على التراث العالمي". وتزايدت المخاوف من تدمير التمثالين وتماثيل اخرى، بعدما بثت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية القريبة من الحركة والتي تتخذ من باكستان مقراً لها، تقريراً صباح امس، افادت فيه ان "طالبان" استقدمت متفجرات من انحاء البلاد واجلت السكان من الاماكن القريبة من التمثالين. وذكرت الوكالة ان المتفجرات ستستخدم في نسف التمثالين الاثريين اللذين يبلغ ارتفاع احدهما 38 متراً والآخر 53 متراً. ولم يتضح موعد تفجير التمثالين اللذين اقيما قبل دخول الاسلام الى افغانستان بقرون. ولم يرد امس، اي تعليق من "طالبان" على النداءات الدولية لانقاذ التراث الثقافي الغني للبلاد، فيما قال المبعوث الخاص للامم المتحدة الى افغانستان فرنسيس فندرل في حديث لاذاعة "كادينا كوبي" الاسبانية: "آمل في ان تغير حركة طالبان رأيها وان تعي انها ستدفع ثمناً باهظاً جداً لتدمير التمثالين في باميان"، الامر الذي "سيدينه المجتمع الدولي بالاجماع". وقال ان وزير الخارجية الافغاني وكيل احمد المتوكل اعطاه "بعض الامل في ان اعمال التدمير ستتوقف ولكن من دون اي ضمان"، وذلك خلال مكالمة هاتفية بينهما اول من امس. وأشار الى ان تلك الخطوة ستكون "كما لو ان الحكومة الهندية قررت تدمير تاج محل". ووصفت الهند امس، خطة "طالبان" بأنها "ارتداد الى بربرية القرون الوسطى"، وعرضت رعاية تلك الآثار. وقال وزير الخارجية الهندي جاشوانت سينغ: "اذا كانت طالبان غير راغبة في الاحتفاظ بهذا التراث فإن الهند يسعدها ترتيب نقل كل هذه الاثار نيابة عن البشرية جمعاء، مع العلم والفهم الكاملين بأنها في المقام الاول وقبل كل شيء، كنوز تخص الشعب الافغاني". وبعث رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي برسائل الى قادة دول العالم وفي مقدمهم الرئيس الاميركي جورج بوش، طالباً منهم التدخل لانقاذ التماثيل الاثرية في افغانستان.