وصل رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود بعد ظهر امس الى طهران في أول زيارة رسمية لرئيس لبناني لها، وهي المحطة السادسة في جولته الخليجية التي حظي فيها بدعم لموقف لبنان من التطورات الجارية في جنوبلبنان. وفور وصوله الى طهران انتقل لحود والوفد المرافق الى قصر سعد آباد حيث أقام له الرئيس الايراني محمد خاتمي استقبالاً رسمياً، على أن يلتقي اليوم مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي. وعلمت "الحياة" من مصادر ايرانية ان طهران ترى ان على اسرائيل قبول كل المطالب اللبنانية بما فيها التعويضات عن الاضرار التي الحقها عدوانها على لبنان، وحل قضية اللاجئيين الفلسطينيين. وتعتبر ان اسرائيل اضطرت الى الخروج من الجنوب نتيجة مقاومة الحكومة والشعب، وان زيارة لحود لطهران "نقطة محورية لتطوير العلاقات". وعلمت "الحياة" ان موضوع الانسحاب الاسرائيلي وما حققته المقاومة ابرز القضايا المطروحة خلال المحادثات، اضافة الى مواجهة استحقاقات ما بعد الانسحاب وتأكيد التعاون بين البلدين ومع سورية. وفي البحرين، جدد أمير الدولة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس خلال المحادثات التي اجراها مع الرئيس اميل لحود موقف بلاده الداعم والمتضامن مع لبنان رئيساً وحكومة وشعباً في مطالبه العادلة ببسط سيادته على الجنوب وفقاً للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي خصوصاً 425 و426، حتى يتسنى للشعب اللبناني تعزيز أمنه واستقراره وصولاً الى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأقام أمير البحرين غداء على شرف لحود والوفد المرافق له حضره الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بالنيابة وكبار افراد العائلة الحاكمة والوزراء ورئيس مجلس الشورى وعدد من المدعوين. وأشاد الشيخ حمد خلال جلسة المحادثات بالعلاقات الطيبة بين البلدين وحرصهما على تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينهما في كل المجالات، مؤكداً اهمية زيارة لحود للبحرين وما ستسهم فيه من دعم وتعزيز لأواصر العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين. ووجه لحود دعوة الى الشيخ حمد لزيارة لبنان، وتبادل الجانبان الأوسمة. وقام الشيخ حمد والرئيس لحود بزيارة لسفينة البحرين الفرقاطة "صبحا" الراسية في ميناء سلمان والتابعة لسلاح البحرية الأميري البحريني. وكان الرئيس لحود وجه برقية الى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعد مغادرته الدوحة، مختتماً زيارة لها استمرت يومين. وشدد فيها على "ان لبنان الذي تمكن بفضل شعبه وجيشه ومقاومته من تحقيق انتصار جعل العدو الاسرائيلي ينصاع لإرادة التحرير، لا يزال يعوّل على المساندة العربية لاستكمال استرجاع كل الحقوق والتوصل الى السلام العادل والشامل والدائم". وأضاف "ان ثوابت هذا السلام لا يمكن أن تتجزأ من حيث ضرورة التزام اسرائيل القرارات الدولية المتعلقة بكل الأراضي العربية المحتلة وبحق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم". ونوه "بموقف قطر الداعم للبنان" معتبراً "ان هذا الدعم لم ينقطع في أحلك الظروف وتجلى إثر العدوان الاسرائيلي الأخير في مشاركة ولي العهد القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت أخيراً". وعبر لحود لأمير قطر عن "التقدير الغالي لدعملكم لبنان في محنته وتعزيز صموده واقتصاده" وخص بالشكر "مبادرة قطر الطيبة تقديم قطعة أرض لبناء مدرسة للجالية اللبنانية في الدوحة، دليلاً اضافياً الى رعايتكم الكبيرة للبنانيين المقيمين في بلدهم الثاني قطر". وكان الرئيس اللبناني خاطب حشداً من أبناء الجالية اللبنانية في فندق شيراتون - الدوحة ليل أول من أمس، وطلب منهم "دعماً أكبر للبنان اقتصادياً واستثمارياً"، معرباً عن "شعور بالفرح الكبير عندما يتم سحب آخر جندي اسرائيلي من أرض لبنان"، ومعتبراً "ان هناك مسؤولية دولية لتنفيذ القرار الرقم 425، وان على الأممالمتحدة أن تتولى مسؤوليتها في هذا المجال".