} خرج وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين من لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، مطلع الاسبوع، بانطباع ان ادارة الرئيس جورج بوش لم تبلور خطتها إزاء العراق بعد. وأعلن مصدر في الخارجية الأميركية ل"الحياة" ان فيدرين رحب بالاتجاه الأميركي لتعديل العقوبات، وأنه لم يناقش مع المسؤولين الأميركيين قضية منطقتي الحظر ودعم المعارضة. علمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي فرنسي ان لقاءات وزير الخارجية هوبير فيدرين مطلع الاسبوع في واشنطن مع نظيره الأميركي كولين باول ومع نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الأمن القومي غوندوليسا رايس، اتاحت له الاطلاع على التفكير الأميركي في العقوبات المفروضة على العراق، لكنها لم تسمح له بالتحقق من الخطة النهائية التي ستتوصل اليها ادارة الرئيس جورج بوش. وقال المصدر ان باول وفيدرين اتفقا على أن الوضع القائم في العراق غير مرض وأنه لمصلحة الرئيس صدام حسين. وأضاف ان فيدرين خرج بانطباع مفاده ان الادارة الأميركية لم تبلور بعد، خطة موحدة بالنسبة الى مصير العقوبات، اذ ان رايس أبدت تشدداً حيالها واعتبرت ان لا حاجة لتغييرها أو تخفيفها، فيما كان تشيني أكثر ابهاماً بالنسبة الى الموضوع. وتابع المصدر ان الادارة الأميركية تعتبر أن السياسة تجاه العراق تستند الى ثلاثة محاور: العقوبات والعمل العسكري بما في ذلك القصف في منطقتي الحظر الجوي، وتعزيز دعم المعارضة الخارجية لقلب النظام. وتابع ان فيدرين تناول مع المسؤولين الأميركيين المحور الأول فقط، أي موضوع العقوبات للكشف عن النوايا الأميركية ولم يتطرق للمحورين الآخرين اذ انهما موضع خلاف بين فرنسا والولايات المتحدة. اما في واشنطن فقال مصدر مسؤول في الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان فيدرين رحّب بتعديل العقوبات كما تطرحه واشنطن، واكد ان الخلاف بين الطرفين حول منطقتي الحظر ودعم المعارضة ما زال قائماً. واشار المصدر الفرنسي الى ان فيدرين استمع الى المسؤولين الاميركيين من دون ان يعرض عليهم خطته. وقال ان هذا الموقف قد يتبلور في حزيران يونيو المقبل. وكان فيدرين صرح الى شبكة "سي. ان. ان" انه "منذ سنوات، تقول فرنسا ان العقوبات لم تعد فاعلة، فالشعب هو الذي يعاني من الحظر وليس النظام، على رغم ان ذلك مرده جزئياً الى النظام". وتابع ان فرنسا مقتنعة بأنه ينبغي التركيز على تشديد الرقابة الدولية على النظام لمنعه من تهديد شعبه وجيرانه. ودعا الى الغاء منطقتي الحظر الجوي "فقد شاركنا في المراقبة في البداية، لكن فرنسا اعتبرت بعد ذلك ان العمليات انحرفت عن هدفها". وعن الدعم الاميركي للمعارضة قال فيدرين انه "يضعف الوفاق على العقوبات، والشعب العراقي لن يثق بمسؤولين يخوضون معركة من الخارج".