قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ان "مؤتمرنا اليوم محاط بمشاعر الأمل والاستبشار التي تملأ كل قلب عربي وتتابعه عن كثب مختلف الدوائر السياسية مترقبة ما سيصدر عنه مما يزيد من ترسيخ وتفعيل التضامن العربي ويترجم الالتزام القومي تجاه قضايانا المصيرية وفي مقدمها دعم صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة بغية تحرير أراضيه المحتلة، ويرتقي بالعمل العربي المشترك الى المستوى الذي تطمح اليه شعوب أمتنا العربية". واعتبر، في خطاب أمام الجلسة الافتتاحية لقمة عمّان، ان الأمة العربية تتوقع من القمة "خطوات عملية تعزز التضامن العربي والقومي تجاه القضية الفلسطينية وتجسد التحرك وفق خطة عربية تمكن من انهاء العدوان ورفع الحصار، وتوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتعلن للعالم أجمع أنه لا سبيل لإرساء قواعد الأمن والتعايش السلمي في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وفي الجولان السوري المحتل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، وانسحاب اسرائيل الى ما وراء خط الرابع من حزيران يونيو 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحرير الاجزاء المتبقية في جنوبلبنان بما فيها مزارع شبعا". وقال انه تحمل "مسؤولية العمل العربي المشترك طيلة عشر سنوات في ظل ظروف تاريخية دقيقة وصعبة على المستوى العربي وتحولات عامة على الصعيد الدولي. وكان سلاحي للتعامل مع هذا الوضع المعقد في كل جوانبه هو الالتزام بمبادئ وأهداف ميثاقي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وقرارات مؤتمرات القمة العربية ووزراء الخارجية العرب، فضلاً عن ايماني المطلق بقدرة أمتنا على مواجهة المحن وتجاوز الصعاب". وأوضح انه ركز جهوده في أداء مهماته على ثلاثة محاور رئيسية هي أولاً "تأصيل هوية بيت العرب والمحافظة عليه وتحديث آلياته والتوصل الى أن يكون مؤتمر القمة السنوي مرجعية عليا وهو أمر تمكنا من تحقيقه. وثانياً: الايمان بأن المصالحة القومية العربية تشكل جوهر العمل العربي المشترك والأساس الحقيقي للبناء على قواعد صلبة، ورفعت الى مقام حضراتكم منذ أكثر من ثماني سنوات مبادرة لإجراء حوار هادئ وعقلاني قوامه المصارحة والمكاشفة خدمة لأهدافنا وتعزيزاً لمسيرتنا. ثالثاً: ان استعادة التضامن العربي لا تتم عن طريق التمني بل بالعمل والممارسة الواعية في كافة المجالات وبالاقدام على اتخاذ القرارات التي تتطلع اليها جماهير أمتنا من المحيط الى الخليج"، مشيراً الى قرار قمة القاهرة في حزيران يونيو 1996 اقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى كخطوة تسبق اقامة السوق العربية المشتركة". وتابع: "اليوم ونحن نرى بشائر المصالحة القومية أجد نفسي على ثقة بأن استمرار عمل لجنة المتابعة والتحري العربية يساهم كثيراً في تقريب وجهات النظر والعمل على اصلاح ما قد يطرأ من خلل في العلاقات العربية من خلال التنسيق والتشاور والتحري وبما يحقق الأهداف المنشودة لأمتنا العربية". وقال: "أقف بينكم اليوم بعد أن أديت مهمتي ويتملكني الشعور بالقناعة والرضا عما قمت به في اطار المسؤولية القومية التي حملتموني اياها، وأتوجه الى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو بصادق الشكر وفائق التقدير على الثقة الغالية والتوجيهات السديدة والدعم المتواصل الذي كان يأتي في أصعب الأوقات، والذي ما كنت بدونه أحقق ما ترضى عنه نفسي ويرتاح له ضميري". وتمنى للمرشح لمنصب الأمين العام وزير الخارجية المصري عمرو موسى "التوفيق والسداد في مهمته القومية الجديدة"، وأكد ثقته بأن "ما يتمتع به من كفاءة عالية وحنكة واقتدار سيمكنه من قيادة العمل العربي المشترك نحو مزيد من الانجازات لبلوغ غايتنا وأهدافنا القومية".