تبدأ القمة العربية الدورية الأولى في العاصمة الأردنية عمان وسط تفاعلات صاخبة ليس اقلها تواصل الانتفاضة في الفترة الواقعة بين قمتي القاهرةوعمان. مرت مياه كثيرة تحت الجسر لكن العرب يأملون في الغد ان يكون في وضع أفضل للسلام. قبل قمة القاهرة استبقت سلطنة عمان الموقف العربي بإغلاق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في مسقط واغلاق المكتب العماني في تل أبيب، في هذه القمة يبدو ان الهدوء سيمثل الموقف العماني من القضايا المطروحة. فالمشكلات العالقة التي سيطرحها جدول الأعمال لن تتجاوز الأطروحات المعلنة سابقاً. بالنسبة الى القضية الفلسطينية تحمل عمان في موقف عربي موحد لمواجهة الصلف الإسرائيلي. وبالتالي فمن السهل دعم مثل هذه المواقف من معظم الدول العربية. ولن ينسى العرب ردود الفعل التي صاحبت قمة القاهرة، اسرائيل ومن خلفها واشنطن اعتبرتا ان القرارات استفزازية. والشعوب العربية رأتها انها لم تصل الى مستوى الطموحات ولم يتردد الكثيرون عن مهاجمتها، لذلك فإن الموقف العماني سيكون مع ما تراه الدول العربية مجتمعة لأن المصالح واحدة، وهي كثيراً ما تأتي قبل الأهداف والطموحات. وعن الورقة العراقية هناك جدل كبير بين رفع الحصار عربياً ومطالبة بغداد بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، إذ ان العقدة لا تزال في المنشار. والطرفان العربيان الكويتوالعراق يتجاذبان "شعرة معاوية" التي اعيدت أكثر من مرة حفاظاً على ما تبقى في المنطقة. وعمان التي طالبت مراراً برفع الحظر عن العراق تؤيد أي موقف عربي ايجابي من رفع الحظر لكنها لن تخرج عن الموقف الخليجي الموحد الذي استبق القمة منذ أسبوع، وردت عليه العراق بتصريحات عنيفة. يبدو ان جدول اعمال القمة لن يخرج عن الملف الفلسطيني والحال بين العراقوالكويت وسيكون الموقف العماني مشابهاً لغالبية المواقف العربية ولن يخرج عن تأكيد مواقف سابقة، ولو من باب اتخاذ موقف عربي موحد يطالب اسرائيل باستئناف العملية السلمية ويطالب العراق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة باحتلاله الكويت. وفوق هذا وذاك تأكيد الرغبة في مساعدة السلطة الفلسطينية معنوياً ومادياً. حتى اذا انفض سامر القوم، عادت حليمة... الى عادتها القديمة.