بيروت - "الحياة" ينتظر لبنان عودة البطريرك الماروني الكاردينال صفير بعد ظهر غد، في نهاية جولة على أميركا الشمالية، وسط شعورين متناقضين: الأول فرح بعودته تأييداً للمواقف التي أطلقها خلال زيارته عدداً من الولايات الأميركية والكندية، وركزت على "السيادة والاستقلال والقرار الحر"، فخرق بها "هدنة" غير معلنة على هذا الصعيد كان هدفها اتاحة المجال امام مبادرة الوزير السابق فؤاد بطرس لمعالجة العلاقات اللبنانية - السورية... والثاني قلق مما يمكن ان يترتب على استقباله الذي سيكون حاشداً، نظراً الى كثرة الجهات الداعية الى المشاركة فيه. ولهذا القلق جانبان: تخوف من ان "تندس" بين جموع المستقبلين جهات متضررة تجهض الغاية التي أقيم الاستقبال من أجلها، وتحدث فتنة، ربما. وحذر من أن يُعتبر الاحتفال الحاشد استفزازاً للسلطة ولأطراف لا تؤيد طرح البطريرك، خصوصاً في ما يتعلق بالوجود السوري في لبنان. وتلافياً لكل هذه المخاوف والتأويلات، تمنى صفير، خلال احدى محطات جولته، ان يحصر الاستقبال ببكركي، حيث سيقام احتفال رسمي، وكرر الدعوة ذاتها عدد من المطارنة الموارنة في بيان أصدروه الأسبوع الماضي، وأمانة سر البطريركية أمس. وشددت الجهات الداعية الى الاستقبال على التزام الرغبة البطريركية، بل ان "التيار الوطني الحر" الذي يقوده العماد ميشال عون ناشد جميع اللبنانيين المشاركة في هذا الحدث، واعطاءه طابعاً "وطنياً لا طائفياً"، لأن مواقف صفير "تعبر عنهم جميعاً لا عن فئة منهم". وعلم ان عشرة آلاف كرسي ستوضع في ساحة بكركي الخارجية، حيث سيقيم صفير فور وصوله قداساً، علماً ان مصادر الداعين الى الاستقبال توقعت ان يشارك فيه عشرات الألوف. وأصدرت أمانة سر البطريركية بياناً عن وصول صفير في الساعة الرابعة بعد ظهر غد الى مطار بيروت، حيث سيقام له استقبال رسمي، وينطلق مع المستقبلين مباشرة الى بكركي في الرابعة والنصف، ويترافق ذلك مع قرع أجراس في المناطق وتراتيل في باحة بكركي. وطلب البيان من المشاركين في الاحتفال "حفاظاً على النظام والسلامة العامة" التقيد بتوجيهات رجال قوى الأمن والتعاون مع الكشافة واللجنة المولجة بالتنظيم، و"حرصاً على الطابع الروحي والوطني للاستقبال وعدم استغلاله لغايات شخصية أو فئوية أو حزبية" تمنت أمانة السر على المشاركين "الاكتفاء برفع الاعلام اللبنانية وصور البطريرك دون سواها، والمشاركة في الصلاة تعبيراً عما نتحلى به من روح حضارية وتعلق بالقيم الروحية". وكررت "هيئة التنسيق" المنبثقة من لقاء "حزب الوطنيين الأحرار" و"التيار الوطني الحر" وتيار "القوات اللبنانية" دعوة اللبنانيين الى المشاركة في الاستقبال، مؤكدة ان المواقف التي أعلنها صفير أثناء جولته "كانت من اجل كل لبنان، مسلمين ومسيحيين"، داعية الى "ان يكون طابع الاستقبال وطنياً بامتياز" ومتمنية على "سائر التنظيمات السياسية الملتزمة التيار السيادي الاستقلالي الاكتفاء برفع الشعارات الوطنية دون سواها". ولفت البيان الى ما "تبيته جهات معروفة الأهداف من نيات لتحويل المناسبة ظاهرة طائفية نرفضها ولا يريدها البطريرك"، وشدد على ان "الاساءة الاعلامية السافرة التي تعرض لها غبطته على لسان مصدر سوري في احدى الصحف، لم تكن موجهة الى شخصه بمقدار ما كانت بسبب مواقفه الوطنية". واعتبرت الهيئة ان "الخيار السيادي للبنانيين المحسوم في ضمائرهم، سيعبر عن نفسه الثلثاء بأرقى الطرق وأبلغها وأكثرها سلمية وحضارية، وما على الأسرة الدولية وفي مقدمها الدول العربية ودول القرار سوى ان تلمس لمس اليد ارادة الشعب اللبناني، فتمد اليه يد المساعدة، وهي واجبة عليها لتحقيق تطلعاته في وطن حر يقرر مصيره بنفسه".