هل العلاج التماثلي أو التجانسي المعروف باسم "هوميوباثي" Homeopathy هو مجرد وعود ماكرة ينسجها أطباء أذكياء ليوقعوا مرضى يائسين في حبائلهم؟ هل هو محاولة للتوفيق بين حكمة الشرق وطبه وأساليب الطب الغربي "التقليدي" وتمرّسه العلمي؟ أم هو كالغراب الذي قلّد الحجل فأضاع مشيته ولم يكتسب رشاقة الحجلان؟ تتبادر هذه الأسئلة وغيرها الى أذهان العامة وبعض ذوي الاختصاص، يحفزها "الغموض" الذي يحيط بهذه الممارسة الغربية المنشأ، والتي يصل حجم أدويتها الى عدة ملايين من الدولارات في الولاياتالمتحدة. وُلد الطب التماثلي من قصة طريفة حدثت للطبيب الألماني صموئيل هاينمان 1755-1843 الذي تحدى أطباء عصره. كانوا يقولون ان الكينا تشفي الملاريا لأنها تحتوي على مواد مرّة، فشرع هاينمان في تناول الكينا حتى سممته وظهرت عليه حمى ورعشة تشبه الملاريا. واستنتج هانيمان ان الكينا تشفي الملاريا لأنها تقدر على احداث مرض يشبه الملاريا. واستخلص هاينمان ان الشفاء يحدث ب"أشياء" من جنس الداء، وأن المثيل يشفي من المثيل. من هنا جاءت تسمية "الطب التماثلي" التجانسي للاشارة الى هذا المبدأ. ويعتقد أطباء التماثل ان الأطعمة والنباتات والحيوانات هي مصدر الغذاء والداء في الوقت نفسه، لذا يهتمون بملاحظة خصائص الأطعمة والأعشاب وعلاقتها مع الأمراض. وعلى سبيل المثال، يرى هؤلاء ان شفاء المغص يأتي من أعشاب ومستحضرات تقدر هي نفسها على احداث المغص. ولإعداد دواء شفاء من خلاصات تلك الأعشاب، يجب ان تخفف حيث تشفي ولا تسبب مرضاً. ويستخدم الطب التماثلي أدوية الطب الغربي، مع تخفيف جرعاتها الى حد كبير اذ تُعطى على فترات طويلة. وتعترض معظم مرجعيات الطب الغربي على هذه الطريقة، فمن يضمن ان الجرعات المخففة جداً لها أي فاعلية أصلاً؟ وتشيع ممارسة الطب التماثلي في اوروبا وكذلك في الولاياتالمتحدة وأميركا اللاتينية.