أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع الكويت، وشدد خلال استقباله أمس رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي، على أهمية "تجاوز الماضي بكل سلبياته وعثراته والتطلع نحو المستقبل واقامة علاقات عربية - عربية قوية ترتكز الى المصالح المشتركة والمصالحة المبنية على الصراحة والتسامح والوضوح وتبادل المنافع، وتعزيز العلاقات وحمايتها من أي تقلبات سياسية". وقال الخرافي ان الكويت "ليست مستعمرة لأحد"، داعياً العراق الى الاعتراف بخطأ الغزو. وعلمت "الحياة" ان المحادثات تطرقت الى موضوع الأسرى الكويتيين والجهود التي يبذلها اليمن في هذا المجال، وأكدت مصادر مطلعة ان علي صالح وعد بطرح القضية خلال القمة العربية في عمان، ومضاعفة الجهود مع الجانب العراقي. وأكد رئيس مجلس الأمة الكويتي في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته صنعاء امس ان المحادثات مع الرئيس اليمني "تميزت بالوضوح والصراحة والحرص على تعزيز العلاقات بين البلدين وجميع الأشقاء، بما من شأنه ان يساعد في لم الشمل". ورداً على سؤال عن المساعي اليمنية لدى العراق للافراج عن الأسرى الكويتيين، قال الخرافي: "نحن مع كل من يسعى الى الافراج عن أسرانا، فهذه قضيتنا ونعتقد انها انسانية بعيدة كل البعد عن المساومة السياسية، وبالتالي يجب ألا تكون هناك أي مساومة عليها". وذكر الخرافي ان "استقرار المنطقة وضمان أمنها هو ما يهم الكويت، لكن العراق لم يكف منذ عشر سنين عن التهديدات المباشرة وغير المباشرة". ووصف قضية الأسرى بأنها من أهم القضايا المعلقة مع العراق "فإذا كانوا أحياء يجب الافراج عنهم وان كانوا شهداء يجب أن نعلم. ان استقرار المنطقة لن يتحقق الا بعد أن يكف العراق عن ايذاء جيرانه، وليست الكويت وحدها هي التي شعرت بذلك الأذى فالتصريحات العراقية شملت المملكة العربية السعودية". ولفت الى أهمية اعتراف العراق بخطأ غزوه الكويت، وقال: "من المهم أن يعترف كل من اخطأ بخطأه، ونحن اصحاب حق نطالب بالاستقرار والسلام في المنطقة". وأكد رداً على سؤال ان "الكويت متمسكة بالانفتاح العربي، وما زالت ترى ان قوة العرب في وحدتهم وتضامنهم، ولن تنفصل الكويت عن قضية العرب". واستدرك "لا نستطيع ان نغير جلدتنا على رغم الآلام التي اصابتنا". وتحدث عن الانتفاضة الفلسطينية و"العربدة الاسرائيلية"، معرباً عن أمله بأن تكون القمة العربية المقبلة "قمة للصراحة والحوار الواضح". وشدد الخرافي على أهمية اتفاق دول المنطقة من أجل "ضمان أمنها واستقرارها وازالة التوتر واستعجال ربط مصالحها"، وأضاف: "كفانا تشرذماً وتفككاً فخيرات هذه المنطقة تذهب من دون استغلالها الاستغلال الأمثل". وعن وجود القوات الأجنبية في الكويت، قال الخرافي: "هي ليست موجودة برغبة الطرفين، بل نتيجة اتفاقات وقعت بعد الغزو العراقي الغاشم". ورأى ان "ليس هناك أي عاقل أو أي منصف يلوم الكويت في أخذ احتياطات أمنية بعد الذي حصل من جار شقيق"، وختم بأن الكويت "ليست مستعمرة لأحد وليست مجالاً للاستغلال من أحد، ولا تقبل أن تكون مكاناً للاساءة الى أي كان".