} قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد ان الكويت تنظر الى علاقاتها المستقبلية مع العراق "بأمل وتفاؤل" على ان تنطلق هذه العلاقة "من الأسس والثوابت التي قامت عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمعالجة الآثار المترتبة على كارثة الغزو"، في حين دعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى "مبادرة اقليمية تنهي الأزمة العراقية"، واعتبر تطبيع العلاقات بين الكويتوالعراق مدخلاً لهذه المبادرة. وجاءت هذه التعليقات في ندوة "مستقبل العلاقات الكويتية - العراقية" التي تنظمها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة البرلمان الكويتي. افتتح رئيس المجلس بالنيابة مشاري العنجري الندوة، ثم تحدث الشيخ صباح الأحمد فقال ان كارثة الغزو العراقي اوقفت مسيرة التواصل التاريخي بين الكويتوالعراق، وان استئناف العلاقات "يجب ان ينطلق من الأسس والثوابت التي قامت عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمعالجة الآثار المترتبة على كارثة الغزو اذ ان تلك القرارات هي الأساس في التعامل المستقبلي مع العراق، وان تنفيذ بغداد الكامل لها يمثل اللبنة الأولى لأي تصور مستقبلي لإقامة علاقات صحيحة وراسخة ومتينة معها". وشدد على أهمية حل قضية الأسرى الكويتيين لدى العراق "ومن دون تجاوب جاد من النظام العراقي لحلها يصعب بالتأكيد وضع تصور لمستقبل هذه العلاقات على المدى القريب". وخلت كلمة وزير الخارجية الكويتي من أي اشارة الى تغيير النظام في العراق كأحد متطلبات عودة العلاقات، ما دفع معارضين عراقيين في الجلسة الأولى للندوة الى مطالبة الكويتيين بالتعبير بشكل جريء على عدم قبولهم النظام الحالي ومطالبتهم برحيله، وهو ما أشار اليه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي النائب محمد الصقر الذي قال ان الندوة "يجب ألا توحي لأحد على الإطلاق بأنها دعوة الى بناء أي نوع من الجسور مع النظام الحالي الحاكم في بغداد". ورأى ان مستقبل العلاقات الكويتية - العراقية "مثله مثل مستقبل العلاقات العربية بمجموعها لا يجوز ان يرسم ويقرر الا من خلال أنظمة ومؤسسات ديموقراطية تملك حرية الحوار، واعتبر ان "الفشل في بناء سلام داخلي في العراق كان ولا يزال السبب الأول في فشل النظام العراقي في بناء سلام خارجي". لذا فإن الأمن الخارجي لدولة الكويت لا بد ان يتأثر الى حد بعيد بالأمن الداخلي للعراق". مبادرة اقليمية من جانبه دعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى "مبادرة اقليمية تهدف الى انهاء الأزمة العراقية واعادة الوضع في منطقة الخليج العربي الى طبيعته"، وحض "دول الخليج العربية المجاورة للعراق ان تأخذ بزمام المبادرة وتعمل على تحريك الوضع الراهن واخراجه من جموده والإفلات من قبضة المأزق الذي تعاني منه المنطقة منذ ما يقارب عقد من الزمن". واعرب عن اعتقاده بأنه "لم يعد جائزاً ان تكتفي دول الخليج بإبداء الحرص على تنفيذ القرارات الدولية ثم الجلوس والانتظار، ريثما تحدث معجزة تأتي لتخليصنا من هذه الورطة". وقال ان الحاجة "باتت ملحة لإعادة تطبيع العلاقات الكويتية - العراقية باعتبار ذلك مدخلاً نحو اعادة العراق تطبيع علاقاته العربية والاقليمية والدولية"، وتابع: "لا يمكن السماح للوضع الراهن بالاستمرار الى ما لا نهاية لأن الوضع في المنطقة لا يمكن ان يكون طبيعياً قبل ان يعود العراق الى موقعه الطبيعي فيها". ودعا الشيخ حمد بغداد "لأن تصحح خطأها وتزيل الآثار والانعكاسات التي لا تزال ناجمة عنه". واعرب عن "تفهمه الكامل لجرح الكويت العميق وآلامه وصعوبة نسيانه أو تجاوزه". وطالب الكويتيين في المقابل بضرورة "عدم الوقوع في أسر ذلك الجرح" بل "الإنطلاق منه نحو وضع جديد يكون أفضل بالنسبة الى الجميع في المنطقة مستقبلاً". وعقدت الندوة أمس جلستين خلف ابواب مغلقة تحدث فيهما كل من وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية سليمان ماجد الشاهين ووزير التخطيط الكويتي السابق الدكتور علي الزميع والاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور خلدون النقيب وفالح عبدالجبار وعبدالعزيز باقر الحكيم ومصطفى العاني. وتغيب عن الندوة بعض المدعوين العراقيين مثل رئيس الحزب الاسلامي الدكتور اسامة التكريتي وجلال طالباني الذي بعث مندوباً عنه.