} اذا صدقت الوكالات في اخبارها عن اقدام حركة طالبان على تحطيم تماثيل البوذيين واستثناء تماثيل الهندوس والسيخ من القرار الاهوج في كل الحالات تكون الأنباء أكدت الجانب السياسي والاقتصادي وأبطلت الغطاء الديني والثقافي للمسألة. فالتمييز بين التماثيل يدل على ان للحسابات السياسية دورها في تعديل القرار. فالسياسة الى جانب المصالح والمخاوف وردود فعل دولة مجاورة هندوسية أملت على طالبان تغيير موقفها والتمييز بين تماثيل الصين البوذية وتماثيل الهند. فالمسألة اذن في اساسها سياسية وهي التي دفعت طالبان الى اتخاذ خطوة هجومية داخلية ظناً انها تصد، او تخفف، من ثقل الهجوم الخارجي عليها. وأساس القرار في هذا المعنى ليس نتاج الدين ولا الثقافة الاسلامية، كما يحاول البعض تصوير الموقف، بل هو نتاج العزلة الدولية والحصار المضروب على افغانستان منذ قرر الاتحاد السوفياتي سابقاً الانسحاب في العام 1989. فالعزلة السياسية انتجت مع الأيام ثقافة العزلة، والأخيرة أسست آلياتها الخاصة التي تحكمت بعقول قادة طالبان ورسمت سلوكهم وحددت ردود فعلهم في دائرة انفعالية. وما يزيد النار اشتعالاً هو ان افغانستان بالذات بحاجة الى مرونة سياسية لاحتواء تناقضاتها وتوليفها في دولة توافقية مركبة من مجموعات عرقية وقبلية ومذهبية لها امتداداتها الاقليمية. بينما الحاصل هو العكس تماماً الأمر الذي يثير مخاوف من امتداد الحرب الاهلية وتوسعها من دائرة صراع القبائل والاقوام للسيطرة على مناطق وجهات معينة الى صراعات مفتوحة اقليمياً على مختلف الاحتمالات. والسؤال لماذا اتخذت طالبان قرارها السياسي في هذا الوقت، وهل يخدم التوقيت، كما يقول البعض، سلم الأولويات؟ من الصعب قراءة تفكير طالبان. فالحركة مغلقة وشديدة الانكفاء وتعيش حياة غزلة دولية ضخمت هواجسها وحددت سلوكاتها فباتت تحركاتها أسيرة آليات ثقافة العزلة الأمر الذي يفسر خطواتها المتناقضة. فالحصار دفعها أحياناً الى اتخاذ قرارات عشوائية أشبه بردود فعل غير عاقلة ولا تأخذ في الاعتبار مصالح العالم الاسلامي الممتد تاريخياً والموزع جغرافياً على قارات أربع. فالمعزول دولياً يتركز العالم في داخله فيتجه الى تضخيم دوره بمعزل عن موازين القوى وحسابات المصالح. واذا كان من الصعب قراءة تفكير طالبان فمن الممكن وضع مفاتيح للقراءة من خلال معاينة تركيب افغانستان الاجتماعي - السياسي ودور طالبان في خلخلة "المجتمع" وتفكيك "الدولة" بعد ان ظهرت لوهلة وجيزة أنها قوة توحيد صاعدة. تركيب أفغانستان تتألف أفغانستان من 20 مجموعة عرقية أقوام / قبائل لكل منها لغتها الخاصة، وتتشكل ادارياً من 30 ولاية موزعة على جغرافيا غير متجانسة وجهات متباعدة اضافة الى العاصمة ومدن المناطق. أهم المجموعات "الاقوامية" قبيلة البشتون وتشكل 38 في المئة من السكان وتتركز قواها الأساسية في جنوب البلاد وشرقها، بعدها يأتي الطاجيك وتشكل قبيلتهم 25 في المئة وتتركز في شمال البلاد، ثم الأوزبيك وتشكل 12 في المئة من السكان وتتركز أيضاً في الشمال، وأخيراً تأتي قبيلة الهزارة وتشكل 19 في المئة من السكان وتنتشر في مناطق الغرب. الى هذه الأقوام القبائل هناك أقليات وهي عبارة عن مجموعات قبلية عرقية منتشرة في مناطق مختلفة كالايمك، والتركمان، والبلوش تتركز في المناطق الغربية المتاخمة لايران. ويزيد من تنوع افغانستان وجود أكثر من 30 لغة ثانوية أهمها البلوشية والبشعية يتكلمها 4 في المئة من السكان ولغات تركية وأوزبكية وتركمانية يتحدث بها 11 في المئة. يضاف اليها لغات مركزية أهمها الدارية 50 في المئة والبشتو 35 في المئة. في مقابل التنوع القبلي الاقوامي وانتشار اللغات وتركزها جهوياً هناك وحدة دينية ساهمت في تجانس أفغانستان وتماسكها. فالاسلام في تلك الديار شكل تاريخياً قوة التوحيد الأساسية على المستويين الديني والثقافي الهوية الوطنية. ولهذا السبب لعب الاسلام دور ضابط التوازنات نظراً لكونه نقطة لقاء تجمع مختلف القوى في دائرة واحدة. فالمسلمون في أفغانستان يشكلون نسبة 99 في المئة من التعداد السكاني وينتمي واحد في المئة الى ديانات أخرى بينها الهندوسية والسيخية. ويتوزع المسلمون على مذهبين رئيسيين السنة يشكلون 84 في المئة من المسلمين والشيعة 15 في المئة وهناك أقليات مذهبية صغيرة كالاسماعيلية موجودة في مناطق الشمال، اضافة الى طرق صوفية محلية تتبع النقشبندية، والقادرية، والجبشتية. الا ان وحدة الدين لا تعني دائماً، وبالضرورة، وحدة السياسة فهناك خلافات واختلافات ايديولوجية ضمن الهوية الواحدة وحتى في اطار القبيلة القوم الواحدة. فمعظم الأحزاب السياسية الاسلامية والعلمانية والقومية غلَّبت في كثير من الأحيان العناصر المحلية التقسيمية على الوحدة الكبرى، وارفقت "اسلامها" بعوامل قبلية وعرقية ولغوية وجهوية. فاحزاب المعارضة بشقيها الاسلامي والعلماني الوطني مثلاً تتركز في المناطق الشمالية، بينما انشطرت أحزاب الجنوب الى مجموعات حزبية معارضة قبلياً ومناطقياً لطالبان المهيمنة على حوالى 25 ولاية من ولايات أفغانستان. ونظراً لانقسام المعارضة الى احلاف اصطبغت بالألوان المحلية مذهبية، طائفية، قبلية، لغوية وجهوية، نجحت طالبان في تشكيل قوة قائدة سياسياً ونافذة في اكثر من منطقة وقبيلة على رغم أصولها البشتونية وتركز مواقعها في الجنوب الأمر الذي يفسر قدرتها على تكتيف القوى المنافسة عسكرياً وفرض هيبتها السياسية على افغانستان. فالأحزاب الاسلامية على أنواعها كالحزب الاسلامي حكمتيار، والفصيل الاسلامي يونس خالص، وفصيل الوحدة الاسلامي محمد أكبري، والاتحاد الاسلامي عبد رب الرسول سياف الى الاحزاب الاسلامية الوطنية كالجبهة الوطنية صبغة الله مجددي، والجبهة الاسلامية الوطنية أحمد جيلاني، والحركة الاسلامية الوطنية عبدالرشيد دستم، وحزب الوحدة الاسلامي - الشيعي عبدالكريم الخليلي فشلت في تشكيل جبهة متحدة ومتجانسة الأهداف لمواجهة التحديات التي اطلقتها طالبان في سرعة زمنية قياسية. وفشل الأحزاب الاسلامية والوطنية المعارضة يذكر بفشل القوى العلمانية والملحدة كحزب برشم الراية وحزب خلق الشعب في حماية الاحتلال السوفياتي. فالأخيرة انهزمت مع هزيمة السوفيات والأولى انكفأت في جيوب ومناطق ذات تركيب طائفي أو قبلي أو مذهبي معين بعد اقتتالها على السلطة ومحاولاتها السيطرة بعد الانسحاب السوفياتي. ويذكر ان الغزو السوفياتي الذي بدأ في العام 1979 وانتهى بنهاية "الحرب الباردة" في العام 1989، وتسليم موسكو "الملف الافغاني" الى واشنطن ترك البلاد في حال انهيار شامل طالت كل البنى الاقتصادية والاجتماعية، وشلت الدولة ووزعتها على مراكز قوى سياسية قبلية، جهوية منتشرة في الجنوب والشمال والغرب وهو أمر دفع الميليشيات الى الاصطدام لتعبئة الفراغ بعد هزيمة الكرملين. وأدى صراع الميليشيات الاسلامية الى التفكيك وعزل المناطق عن بعضها فحصل ما يشبه الحرب الأهلية منذ العام 1989 الى العام 1992 لحظة ظهور حركة طالبان الاسلامية. تأسست طالبان في فترة حكم رئيسة الحكومة الباكستانية بنظير بوتو باشراف وزير داخليتها انذاك نصرالله يابر. وكان القصد من رعاية طالبان ضرب قوة المهندس حكمتيار البشتوني الذي يسيطر على مناطق جنوبافغانستان وشرقها والقريب من منافسها السياسي الباكستاني نواز شريف. بدأت نواة طالبان الأولى من اللاجئين الافغان الى باكستان وهم في غالبيتهم ينتمون الى البشتون، فادخلوا في معاهد تعليم الشريعة 366 مدرسة في مقاطعة بيشاور ودربوا عسكرياً باشراف جنرالات الجيش الباكستاني اضافة الى ضباط النظام السابق الذين هربوا بعد الانسحاب السوفياتي. جاء تأسيس طالبان متوافقاً مع نظرية ابن خلدون عن العصبية والدولة. فالعصبية الأقوى قبيلة البشتون الى جانب الدعوة تطبيق الشريعة شكلتا روح القوة الجديدة الشوكة فانطلقت بقوة من جنوبأفغانستان وشرقها واندفعت الى الوسط مستفيدة من تمزق البلاد وحاجة العباد الى فسحة زمنية للاستقرار. وخلال أسابيع اطاحت طالبان بقوة حكمتيار البشتوني واستولت على مواقعه، وأطاحت بقوة رباني الطاجيكي واندفعت شمالاً أحمد شاه مسعود الطاجيكي، وعبدالرشيد دستم الأوزبكي فواجهت صعوبات عسكرية انتهت بسيطرتها على مناطق دستم وتراجعها عن مناطق الطاجيك مسعود. وبعدها انتقلت الى الغرب لمواجهة قوات حزب الوحدة الشيعي والهزارة فاندلعت معارك قبلية - مذهبية اتسمت بالشراسة والقتل الجماعي المتبادل الى ان توقفت عند حدود سياسية مائعة ومتقلبة. فتارة تسيطرة الهزارة وحزب الوحدة على مواقع فترد طالبان بهجوم معاكس لتستعيد تلك المناطق المفقودة. وبين كر وفر من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب والشرق، الى الشمال والغرب. تفككت الدولة الى مزيد من الدويلات والامارات السياسية وتعطلت كل المرافق والمؤسسات المشتركة. فمنذ العام 1993 لا توجد هيئة شرعية تمثل البلاد، في وقت تعطلت الهيئة القضائية منذ العام 1995 الأمر الذي كسر كل المحرومات وباتت البلاد مفتوحة أمام مختلف الخروق الأمنية والخلقية. وازداد اضطراب البلاد حين اقدمت طالبان في العام 1996 على عزل الحكومة الشرعية برئاسة الطاجيكي رباني المعترف بها دولياً والمتحالفة سياسياً مع حكمتيار البشتوني. واستغلت الأممالمتحدة المسألة فقررت منع طالبان من اخذ موقع افغانستان في الهيئة الدولية لأنها لا تزال تعترف بحكومة رباني، كذلك ترك "المؤتمر الاسلامي" مقعد افغانستان شاغراً حتى تتم التسوية بين القبائل والاقوام وهو أمر لم يتم حتى الآن. أفغانستان الحديثة استقلت أفغانستان حديثاً ونظرياً في العام 1919، وبعد خمس سنوات تأسس متحفها الوطني في العام 1924. فالاستقلال الحديث ارتبط الى حد ما زمنياً بتأسيس المتحف الوطني الذي جمع التحف والرسوم والمخطوطات والتماثيل على مختلف مراحل التاريخ الافغاني وأطيافه. فأفغانستان التي أعيد فتحها في العصر العباسي القرن الحادي عشر الميلادي بقيادة محمد الغزنوي ضمت الى جانب تضاريسها الطبيعية المعقدة تضاريس اجتماعية لم تتوحد يوماً الا تحت راية الاسلام الذي دخلها في عهد الفتوحات الكبرى. ويقال مثلاً ان البشتون قبيلة من أصل عرقي آري تصاهرت مع طلائع الفتح العربي بقيادة الصحابة وشكلت وحدة عصبية موسعة تداخلت فيها الجماعات العربية الفاتحة بالقبيلة المحلية. وهذا يؤكد ان زمن افغانستان الاسلامي يعود الى البدايات الأولى للفتوحات وهو أمر يضفي عليها أهمية خاصة لأنها شكلت قاعدة امامية لحماية دولة الخلافة وقلعة محصنة تنطلق منها المواجهات العسكرية الى شرق آسيا ووسطها. أضاف التاريخ الى افغانستان تضاعيف زمنية زادت من تنوع تعقيداتها الاجتماعية وتضاريسها الطبيعية وضاعفت من غنى متحفها الحديث الذي ضم أكثر من 16 الف تحفة فنية لا مثيل لها، الى رسوم أكثر من 2000 مخطوطة كتاب ومجلة ناردة وبعضها لا شبيه له في متاحف أخرى. وعلى رغم تعرض هذا التراث لنهب منظم بعد انقلاب الجنرالات في العام 1973 وازدادت السرقات بعد الغزو السوفياتي في العام 1979 الا ان الكارثة الكبرى حلت بالمتحف والتحف والمخطوطات بعد ازدياد الاقتتال الأهلي القبلي - العرقي في العام 1993 حين اصيب بضربات مباشرة ودمر جزئياً بفعل القذائف والصواريخ المتبادلة التي طالت عشرات المساجد بينها تلك التي تعود الى تاريخ الفتح الثاني في العهد العباسي. وتقول معلومات غير مؤكدة رسمياً ان 70 في المئة من آثار المتحف ضاعت أو دمرت أو اختفت منذ العام 1993. وهناك معلومات غير موثقة تقول انه نهب اكثر من 10 آلاف تحفة. وان معظم الرسوم والنقوش الاسلامية والزخارف التي لا تقدر بثمن اختفت أو هربت الى متاحف روسيا وأوروبا وأميركا أو منازل بعض المسؤولين الباكستانيين وزراء وجنرالات مقابل اسعار زهيدة. فالمافيات تجار السلاح والمخدرات والتحف أشرفت على تهريب أو بيع أو شراء واعادة بيع اندر المخطوطات والتحف مستفيدة من الحصار الدولي على طالبان وحال الفوضى التي اشاعتها الفصائل المتنافسة، وحاجة أهل افغانستان الى موارد مالية للعيش. يتشابه تأسيس المتحف الافغاني ونموه وتطوره وصولاً الى تدميره ونهب تحفه مع حال الدولة الافغانية منذ تأسيسها الحديث الى انقلاباتها العسكرية واحتلال السوفيات البلاد وتفكك الوطن الاسلامي الى أوطان قبلية عرقية، وجهوية. فتاريخ الدولة هو جزء لا يتجزأ من تاريخ المتحف وما حصل للمتحف حصل للمجتمع الذي تمزق وأعيد تمزيقه مراراً. وحال طالبان اليوم كحال المتحف: قوة ثابتة في المكان محاطة بالخصوم والحصار الدولي والاقليمي. والمحاصر عادة اشبه بالمتحف فهو اكثر انشداداً الى الوراء. فالنص عنده يعوض الحاجة الى الدولة الدستور، والقضاء ويزيد من تطرفه اللفظي ظناً منه انه يردم الهوة بين تفكك المجتمع والعزلة عن العالم. فالحال الطالبانية هي حال متحفية في قراراتها وسلوكاتها. فالعزلة تنتج ثقافة شديدة الانغلاق على قدر المساحة الجغرافية المسيطر عليها بالقوة أو المحافظ على حدودها بالتوتر والاستنفار الدائم. وبسبب ثقافة العزلة انتجت طالبان قرارات آليات متوترة وغير مفهومة أو مقبولة للرد على الحصار الظالم. فقرار تدمير التماثيل ثم صدور قرار التمييز بين التماثيل يشير الى الارتباك العام والقلق من ضعف المناعة الداخلية. فقرار تحطيم التماثيل سبقه نهب منظم لتحف ورسوم ومخطوطات اسلامية كذلك تدمير آثارات وعمارات مساجد لا تعوض بقيمتها التاريخية. المسألة اذاً ليست دينية وثقافة اسلامية بل أساسها يضرب في السياسة والاقتصاد والحصار الدولي الذي انتج عزلة خانقة وثقافة معزولة لا تستمر الا بالمشاكسة. ان افغانستان المعقدة في تضاريسها الاجتماعية والطبيعية بحاجة الى سياسة مرنة ودولة توافقية بينما التطرف يزيد من عزلتها الدولية وتمزقها الداخلي في بلد يبلغ متوسط العمر فيه بين 45 و47 سنة وهناك 150 حال وفاة لكل الف طفل من أعلى المعدلات في العالم تقريباً ونسبة المتعلمين فيه لا تزيد عن 5.31 في المئة. فالخطاب المعتدل هو أساس التسويات المطلوبة لاعادة بناء دولة توافقية موحدة على هوية تاريخية، الاسلام هو صانعها الوحيد. الى ذلك ليس من حق طالبان ان تتخذ قرارات عشوائية وغير عاقلة تورط فيها العالم الاسلامي في أزمات مستعصية وغير محسوبة مع شرق آسيا، في وقت لم تتوقف فيه هجمات غرب أوروبا على الاسلام وثقافته. فطالبان لا تعيش وحدها في هذا العالم الاسلامي ولا يعود لها تقرير مصير مجموعات اسلامية تعد بالملايين تعيش في الصينوالهند وبلاد أوروبا. ان ثقافة العزلة التي تعبر عنها طالبان بعصبية سياسية يجب قراءة عواملها وترسباتها حتى تطوّق وتعالج بروية وواقعية. فالأزمة تبدأ بالعزلة وعصابها ونهاية العزلة تبدأ بفك الحصار الدولي عن افغانستان وفتح حوار اقليمي تقوده هيئات اسلامية تملك القدرات والمعلومات والاستعداد للمغامرة من اجل انقاذ شعب اكتوى بنار الحروب. ولعل الكارثة الافغانية تكون فاتحة لمبادرات عامة تدفع باتجاه تأسيس هيئة اسلامية ثقافية دولية مؤلفة من مجلس منتخب أو معين يضم مئة عالم مسلم يمثلون مختلف الدول الاسلامية ويكون من صلاحياته، أولاً: حماية الآثار والرسوم والمساجد الاسلامية. وثانياً، ضبط التفلت الايديولوجي الأهوج لمنع العالم الاسلامي من الانزلاق نحو معارك أو مواجهات جانبية تؤدي الى تطويقه غرباً وشرقاً. الهيئة المجلس باتت ضرورة سياسية - ثقافية لأنه في النهاية لا بد من مرجعية عامة ومركزية للمسلمين تفتي بالقضايا الحساسة والمستجدة التي تعرض حياة المسلمين وأرزاقهم الى مصير لا نحسد عليه. * كاتب من أسرة "الحياة".