اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان بلاده لا تستطيع ان تسمح لحلم السلام بأن يزول في الشرق الاوسط، لوجود مصالح حيوية لها في المنطقة. ودعا الى وقف العنف، منتقداً الاردن ومصر لعدم ارسالهما سفيريهما الى تل أبيب. وتجنب الاشارة الى القدس على رغم محاولات رئيس لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية ايباك الزامه ب"زلة لسانه" قبل اسبوعين عندما وصف هذه المدينة بأنها عاصمة اسرائيل. تحدث باول امام المؤتمر السنوي ل"ايباك"، اللوبي الاقوى نفوذاً في الولاياتالمتحدة بين المنظمات المؤيدة لاسرائيل، والذي يشارك فيه رئيس الوزراء آرييل شارون. وقدمه توم وولغر رئيس "ايباك"، شاكراً له أنه اول وزير خارجية اميركي يعلن ان القدس عاصمة لاسرائيل. لكن وزير الخارجية لم يأتِ على ذكر القدس، وكانت وزارته سارعت الى توضيح كلامه واعلنت ان لا تغيير في السياسة الاميركية وان موقف واشنطن هو ان مستقبل المدينة يحدده الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي في المفاوضات. وكرر باول اللازمة التي يرددها المسؤولون الاميركيون سنوياً في هذا المؤتمر وهي ان دعم الولاياتالمتحدة أمن اسرائيل واستقرارها صلب "كالصخر". ووصف الروابط بين بلاده والدولة العبرية بأنها غير مشروطة وعميقة وواسعة. واشار الى ان واشنطن "تدرك ان اسرائيل موجودة في محيط خطر، لذا سنعمل من أجل ايجاد طرق لتعزيز التعاون الاستراتيجي معها على نحو نستطيع به الحفاظ على التفوق النوعي العسكري وضمانه". واعطى مثالاً على ذلك التعاون في مجال تطوير الدفاع ضد الصواريخ، مشيراً الى دعم الولاياتالمتحدة تطوير اسرائيل صاروخ "ارو" المضاد للصواريخ. وقال: "إن الحقيقة الواضحة أننا نؤمن بأن اسرائيل آمنة ضمن حدود معترف بها دولياً تبقى حجر الزاوية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولا بديل من ذلك". وبعدما عدّد الانجازات في ملف الصراع العربي - الاسرائيلي منذ مؤتمر مدريد وما حققته اسرائيل لفك عزلتها الديبلوماسية في العالم ،انتقل باول لشرح توجهات الادارة الجديدة في ما يتعلق بالنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل. وقال ان فشل محادثات كمب ديفيد واعمال العنف التي تلت كان لها وقع مأسوي على الاسرائيليين. ولم تفته الإشارة إلى الواقع المأسوي للفلسطينيين من خلال إصابة آلاف ومقتل مئات منهم، اضافة الى الوضع الاقتصادي المنهار وارتفاع البطالة وغياب النمو. ورأى ان الحصار الداخلي والخارجي للمناطق الفلسطينية يسبب اعاقة الحركة الطبيعية. واضاف : "لا نستطيع ان نسمح لحلم السلام بأن يزول. سيكون ذلك كارثة على المنطقة". واعترف بأن "ليس لدي وصفة سحرية. لا استطيع أن أفرك أصابعي وأن أغير الوضع الحالي". وأكد باول: "قبل كل شيئ يجب وقف العنف... العنف يثير ردود فعل عسكرية ولا يؤدي الى تنازلات. على القادة مسؤولية ان يدينوا العنف ويجردوه من شرعيته ويوقفوه. العنف طريق مسدود". واشار الى أن "الوضع الحالي مكلف، واذا سُمح باستمرار فسيؤدي الى مأساة أكبر. ان الوضع الحالي لا يخدم الفلسطينيين ولا الاسرائيليين. على الطرفين بدء حوار يؤدي الى ترتيبات اقتصادية وسياسية وأمنية مقبولة لديهما، سواء كانت هذه الترتيبات انتقالية ام دائمة، جزئية أم كاملة".