يزدحم مهرجان مسقط بالزوار الذين يتوافدون زرافات ووحداناً الى مركز عمان للمعارض، لزيارة معرض الكتاب الذي ازداد هذا العام مساحة ولكن غابت عنه بعض دور النشر المعروفة وهي اكتفت بوكلاء عنها. والسؤال الدائم الذي يطرحه زوار المعرض المثقفون هو عن الكتب التي تتابعها عين الرقيب "الحمراء" في الوطن العربي. ولكن يبدو ان عين الرقيب العماني كانت أقل "حمرة" إذ عرضت معظم الكتب التي صودرت في معرض القاهرة ولا سيما كتب نوال السعداوي التي أثارت سجالاً بينها وبين سمير سرحان. يقول عصام حمدان من دار الساقي إن الرقيب العماني اكثر تساهلاً وتسامحاً مع الكتب المثيرة للجدل، مشيراً الى إصدارات السعداوي وكذلك الى "الخبز الحاف" لمحمد شكري، وهذا الكتاب كان صودر في معرض القاهرة. ويؤكد مسؤول في جهاز الرقابة في وزارة الإعلام العمانية انه تم السماح لعدد كبير من الكتب. ويخرج من جيبه ورقة تضم عناوين صادرتها الرقابة في أكثر من بلد عربي. وحين سألناه عن "وردة" رواية صنع الله ابراهيم أكد وجودها وربما نفادها لدى مكتبة مدبولي. ويشير ضاحكاً الى أن النسخ التي دخلت عمان قبل المعرض هي أضعاف ما أحضره الناشر الذي أتى ب500 نسخة لبيعها بضعف الثمن عن القاهرة. ورواية "وردة" تعرض تاريخ الفكر الشيوعي على المستوى العالمي انطلاقاً من جبال ظفار العمانية وتحكي عن الثورة التي تاهت تحت ضربات العهد الجديد الذي بدأ في السبعينات مع تولي السلطان قابوس الحكم وتحت قصف طائرات أو مدافع الحكومة العمانية وأصدقائها. وما زاد الرواية إثارة اقترابها من زمن عماني اندثر ولا تعرف عنه الغالبية من الأجيال الجديدة شيئاً. ولكن هل يبقى الرقيب على هذه الصورة الجميلة التي تسمح ولا تمنع؟ ولعل من المفاوقات ان تصادر مجموعة قصصية عمانية من دار الانتشار العربي. المسؤول العماني عاد يقول إن كتاب "حد الشوف" لسالم آل توبة قمة في "قلة الأدب" والسماح بها "سيفتح علينا باباً نحن في غنى عنه". ويشير الى الروايات الثلاث التي منعت في القاهرة قائلاً إنها "محتشمة" نظراً الى "حد الشوف".