طوكيو - رويترز - ليست الإختلافات الثقافية وحدها ما يميز بين المصريين واليابانيين، فللبيئة أيضاً دور مهم في هذا المجال، وفيما تتنوع مظاهر استقبال عيد "شم النسيم" في مصر احتفاء بعودة الربيع، يستقبل اليابانيون هذا الفصل بارتداء الكمامات. فبداية الربيع في اليابان هي موسم الحساسية من لقاح الاشجار، ويصيب العطس والصداع والإرهاق اكثر من مليوني ياباني. وتعتبر غابات أشجار الأرز التي تغطي 12 في المئة من أرض اليابان السبب الرئيسي لهذه الظاهرة. إذ تتعاظم المشكلة مع نضج الاشجار وانتاجها لحبوب اللقاح لتؤثر على واحد من بين كل عشرة يابانيين. ويمكن رؤية حبوب اللقاح تتصاعد كالدخان من غابات الارز في المناطق الريفية لكن الحساسية أكثر شيوعاً في العاصمة المحاطة بالخرسانة المسلحة. بسبب ارتفاع نسبة التلوث فيها. ومع تصاعد الشكاوى من هذه الحساسية، ومن ارتفاع أسعار أدوية معالجتها، قال متحدث باسم وكالة الغابات اليابانية انه كان لدى الحكومة باعث قوي لزراعة غابات اشجار الارز، إذ دمر الكثير من الاراضي بعد الحرب العالمية الثانية، وقطع عدد كبير من الاشجار للحصول على خامات لبناء بيوت جديدة. وأضاف أن خشب الأرز كان مادة بناء قيمة، لكن الاستخدام المتزايد للخرسانة المسلحة، وإدخال الاخشاب الرخيصة المستوردة ادى الى تناقص قيمته.