للأعراس في مجتمعاتنا طقوس تختلف أو تتشابه، وقد تصبح نسخاً متكررة حين تدخل دائرة الاستهلاك فتغلب عليها مظاهر تغرينا، لكنها لا تشبهنا, إنما نستسلم لها لأنها دليل الى اقتدار وارتقاء اجتماعي حتى لو كلف ذلك العروسين ثروة لن تبقى منها سوى ذكرى مسجلة على شريط فيديو يدخل مع السنين خزائن النسيان. لمثل هذه الأعراس المستنسخة تقاليدها أيضاً. وثمة معارض تقام في لبنان للترويج لها. فقبل أيام افتتح في فندق "البستان" بيت مري معرض "أفراح" برعاية ملكة جمال لبنان كلمانس أشقر التي ارتدت "تايوراً" أبيض من وحي المناسبة، وجالت على أجنحة المعرض مع حضور جله من سيدات المجتمع وبعض الشبان والشابات من المقبلين على الزواج. تبدأ الخطوة الأولى ب"كارت" الدعوة الى الفرح بعد حجز القاعة المناسبة لذلك، أما في فنادق وأما في قاعات مخصصة لمثل هذه المناسبات، ويغلب على هذا "الكارت" اللون الأبيض ويتخذ أشكالاً وأحجاماً مختلفة، وقد يدخله اللون الفضي أو الذهبي الى جانب الأشرطة الحرير وقماش "الدانتيل". ويرافق كل عرس مصوّران أحدهما فوتوغرافي والثاني تلفزيوني. والخيارات في هذا المجال متعددة تحددها مهارة المصوّر في ابراز الحدث بأبهى صورة ولا بأس في استخدام تقنيات الكومبيوتر لإخفاء عيوب أو التحايل من خلال المونتاج في تقديم لقطة معينة دون غيرها، واضافة الموسيقى وخلفيات أخرى تحيل المناسبة على شريط الفيديو الى ما يشبه الأحلام. ومن مستلزمات الأفراح الأسهم النارية التي يتبارى اللبنانيون في مدة ابقائها مشتعلة في السماء، وباتت تستخدم أيضاً في انارة قالب الحلوى، وفي المعرض جناح خاص لفرق "الزفة" التي تمزج بين ما هو مصري ولبناني، فأفرادها يرتدون الزي اللبناني فيما طبولهم وحناجرهم ودفوفهم مصرية اللحن والأغنية. وتترافق "الزفة" عادة مع مؤدين للعبة السيف والترس وهي عادة جبلية لبنانية. وقبل كل هذه التحضيرات هناك ثوب العروس وبزة العريس، والأخيرة لم تخصص لها أجنحة كثيرة في المعرض، وهي بزة رسمية قد تكون سوداء أو رصاصية وربطة العنق تتفاوت بين ما هو تقليدي أو تتخذ شكل عقدة الفراشة بابيون وقد تستوحي موضة الثلاثينات والأربعينات بأن تكون على شكل ربطة شال قصير وتترافق عادة مع الصدرية لإخفاء أطرافه داخلها. أما فستان العرس فقد أخرجته "الموضة" من لونه الأبيض التقليدي وأدخلته في لعبة الألوان المتدرجة من الأبيض الى الكريم. وهناك الفستان الفضي أو الذهبي وقد أدخل "كريستيان لاكروا"، بحسب إحدى المسؤولات عن أجنحة المعرض، "قماش الحرير الأخضر، والموضة هذه الأيام استخدام الأورغانزا والدانتيل بكثرة واعتماد التطريز بالخرز واللؤلؤ. أما موضة الثوب فهي ديكولتيه للقسم العلوي والايفازي للقسم السفلي، ولا بديل من الطرحة والكواف المصنوعة من اللؤلؤ والخرز أيضاً". أما حذاء العروس فمصنوع في أغلبه من قماش الساتان وقد يكون أيضاً من الدانتيل. ولا تكتمل زينتها إلا مع المجوهرات، وهي إما من اللؤلؤ وإما الألماس، وقد تدخلها الأحجار الكريمة. وفي المعرض جناح خاص بموسيقى الأعراس، وعادة يختارها العروسان غربية كلاسيكية، وقد تكون شرقية صاخبة. وبعض الأجنحة خصص ل"لانجري" العروس من ثياب النوم الى الثياب الداخلية من الحرير والمخرمة بالدانتيل. ويكثر استخدام الدانتيل أيضاً في بياضات غرفة النوم، لكن الشراشف وأغطية الأسرة ليست بالضرورة بيضاً، فقد تكون مزهّرة بألوان ال"باستيل". والأزهار لا بد من أن تزين مائدة الحفلة، الى جانب أدوات الطعام المصنوعة من الفضة. ولم ينسَ المعرض طيور الحمام الزاجل لإطلاقه أثناء عملية قطع قالب الحلوى، فحل السيف محل السكين، ولا الهدايا التي تقدم الى المدعوين من علب فضة أو بورسلين مليئة بالشوكولا والملبس والمزينة بالشرائط والدانتيل وباقات زهر اصطناعية صغيرة. والعرس لا ينتهي إلا بسيارة "المرسيدس" المزينة بالأزهار، وبجناح مخصص لرحلات شهر العسل، وأكثر الأماكن المفضلة باريس، تليها اسبانيا، فالشاطىء التركي ودول الشرق الأقصى حديثاً. تصوير علي سلطان