} اعترض وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال اجتماع مفاجئ عقده مع اعضاء مجلس الامن على الطلب الفلسطيني الى المجلس لارسال قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني من هجمات الجيش الاسرائيلي والحصار الخانق الذي يفرضه على مدنهم وقراهم. وحض بيريز الفلسطينيين الاربعاء على "انهاء العنف" في الضفة الغربية وغزة والعودة الى محادثات السلام. واجتمع اعضاء مجلس الامن بعد استماعهم الى بيريز مع مندوب فلسطين الى الاممالمتحدة ناصر القدوة الذي قال ان ارسال قوة مراقبة يمكن ان تساعد في خفض التوتر "والقمع الاسرائيلي ضد الفلسطينيين" ويمكن ان تساعد في بث الروح من جديد في عملية السلام. وناقش المجلس امس الاقتراح الفلسطيني. الاممالمتحدة - رويترز، أ ب - قال بيريز بعد اجتماع استمر ساعتين مع اعضاء مجلس الامن: "لايمكن ان يطلق المرء الرصاص وان يتفاوض في الوقت نفسه لأن اطلاق الرصاص والحوار مثل النار والماء لا يجتمعان. لكننا لدينا الرغبة والامل في تحقيق السلام". وتحدث بيريز خلال زيارته المفاجئة للأمم المتحدة الى الصحافيين بعد ان حاول اقناع مجلس الامن المؤلف من 15 دولة برفض اقتراح لارسال قوة حماية للامم المتحدة من المفترض ان تكون غير مسلحة لحماية المدنيين الفلسطينيين من الجنود الاسرائيليين. وقال: "إنهم لا يحتاجون الى قوة حماية. في اللحظة التي سيوقفون فيها اطلاق الرصاص فانه لن تكون هناك حاجة الى أي حماية. اسرائيل لم تكن قط البادئة بأي عمل للعنف لكنها ترد عليه فقط". وقرر بيريز الموجود في نيويورك لحضور اجتماعات مع زعماء يهود زيارة الاممالمتحدة بعد ان طلب الفلسطينيون اجتماعاً عاجلاً لمجلس الامن لمناقشة ارسال قوة حماية. وناقش المجلس الاقتراح الفلسطيني امس من دون اجراء اقتراع. وتحدث المندوب الفلسطيني لدى الاممالمتحدة امام المجلس بعد بيريز في جلسة غير رسمية. وكان القدوة قال في رسالة الى المجلس الاثنين الماضي ان "الحملة العسكرية الاسرائيلية الدموية ضد الفلسطينيين ازدادت سوءاً" منذ عدم موافقة المجلس في كانون الاول ديسمبر الماضي على ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية. وحذر بيريز مجلس الامن الاربعاء "من الانحياز الى احد الطرفين" في مناقشته امس الاقتراح الفلسطيني الذي قال انه "ليس ضروياً في هذا الوقت". واضاف: "الشرق الاوسط لا يحتاج الى المزيد من الغضب وزيادة الغضب لا يساعد السلام". ومضى قائلاً إن أي محاولة لفرض قوة حماية من دون موافقة اسرائيل "سترهق في الواقع عملية السلام". وقال ديبلوماسيون بعد الاجتماع ان الاعضاء الاوروبيين في مجلس الامن يأملون في حل وسط يتفادي استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو على ان يسمح للأمم المتحدة بان يكون لها دور في صراع الشرق الاوسط. وقال السفير الاوكراني فولوديمير يلتشنكو رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي ان هناك حاجة للاتفاق على كثير من تفاصيل الاقتراح الفلسطيني. واضاف ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قد يقوم بدور بالتشاور مع الطرفين كليهما لتسوية الخلافات. وما زالت الولاياتالمتحدة تعارض فكرة ارسال قوة للامم المتحدة بدعوى ان الاسرائيليين يرفضونها. وقال السفير الاميركي جيمس كانينغهام: "نحن لا نعتقد ان من الصواب ان نسير في طريق لا يحظى بتأييد الجانبين كليهما". وفي حين اعترض بيريز على تدخل الاممالمتحدة الا انه رحب بلجنة عينتها الولاياتالمتحدة يرأسها السناتور الامريكي السابق جورج ميتشل وقال ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة قررت استئناف التعاون مع التحقيق الذي تجريه اللجنة في اسباب العنف الذي تفجر في اواخر ايلول سبتمبر الماضي. واللجنة شكلها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في منتصف تشرين الاول اكتوبر بموافقة اسرائيل والفلسطينيين. لكن اسرائيل طلبت من اللجنة الشهر الماضي تأجيل القيام بزيارات اخرى الى المنطقة لحين اضطلاع حكومة رئيس الوزراء الجديد ارييل شارون بمسؤولياتها. وقال بيريز: "على عكس الكاميرات التي ترى الوضع من زاوية واحدة فقط فان اللجنة ستراجع الموقف باكمله ولذلك فإنها ستقوم الوضع بشكل اكثر دقة".