نيويورك الاممالمتحدة - أ ف ب، رويترز -انهى مجلس الامن اجتماعا رسميا مساء الاربعاء بتوقيت نيويورك من دون التوصل الى اتفاق حول احتمال ارسال قوة مراقبين تابعة للامم المتحدة الى الاراضي الفلسطينية. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انه لا يتوقع صدور قرار في هذا الشأن قبل عدة اشهر وان وساطته لم تسفر عن شيء بعد. وصرح انان للصحافيين الاربعاء: "اعتقد انه بالنظر الى مستوى العنف والاسلحة المستخدمة فاننا ازاء موقف اشبه ما يكون بالحرب ان لم تكن هي حالة حرب". وتابع: "لا نريد الحد من العنف ودفع الاطراف الى الابتعاد عن حافة الهاوية وحسب بل ايضا جمعهم حول طاولة التفاوض". ودعا المراقب الفلسطيني في الاممالمتحدة ناصر القدوة المجلس الى التصويت الاسبوع المقبل على مشروع قرار يطلب من الاممالمتحدة نشر 2000 مراقب غير مسلحين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. وقال: "لنكن صريحين. لا يستطيع الافرقاء، بعد كل ما حصل، ان يضعوا وحدهم حدا لاعمال العنف". ورد السفير الاسرائيلي في الاممالمتحدة يهودا لانكري بالقول: "قوة دولية سواء تألفت من جنود سلام او مراقبين ليست ضرورية لوقف العنف". وانعقد الاجتماع بناء على طلب ليبيا التي ترأس مجموعة الدول العربية في الاممالمتحدة. واشار المندوب الليبي لدى الاممالمتحدة ابو زيد عمر دوردة في رسالة الى رئيس مجلس الامن الى ان "تدهور الوضع يشكل تهديدا للاستقرار في المنطقة برمتها". وراى ان الغارات الاسرائيلية الانتقامية الاثنين في قطاع غزة "تظهر تصميم قوات الاحتلال على استخدام القوة العسكرية بطريقة غير مقبولة". وعقد الاجتماع بعد انفجار سيارة مفخخة في الخضيرة في شمال تل ابيب ادى الى مقتل اسرائيليين وجرح 61 آخرين. وشكك السفير الاميركي في الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك في جدوى هذا الاجتماع غير المخول اتخاذ قرار. وقال ان "تاريخ الشرق الاوسط كتب في هذه الغرفة اكرر الغرفة"، معربا عن اسفه "لتراجع دور مجلس الامن الى هذا الحد". لكن السفير البريطاني جيريمي غرينستوك اشار الى ان لمجلس الامن "دوراً جوهرياً" للاضطلاع به. وقال "لم نسمع شيئا بعد ظهر اليوم من الاطراف يتيح القول انهم سيكونون قادرين وحدهم على وقف العنف من دون مساعدة خارجية". وكان امتعاض اسرائيل من مجلس الامن واضحا الاربعاء. واعتبر سفيرها انه لم يحصل "استنكار دولي" لسقوط ضحايا اسرائيليين في النزاع و"تصريحات الادانة الوحيدة الصادرة موجهة ضد اسرائيل". واتهم لانكري في خطابه الفلسطينيين بالعمل على اعادة النظر في اتفاقات اوسلو للعام 1993، معتبرا ان هذه الاتفاقات هي التي اتاحت ل"98 في المئة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة العيش تحت سلطة فلسطينية". ورد القدوة قائلا ان مليون فلسطيني يعيشون على ستين في المئة من قطاع غزة بينما يعيش نحو خمسة الاف مستوطن على الاربعين في المئة الباقية. واضاف: "ان المشكلة هي في الاحتلال، وانهاؤه يحل كل المشاكل".