بيروت - "الحياة" بعد احتجاب 15 سنة على صدورها الشهري الأول 1982-1985 أعاد الزميل الشاعر هنري زغيب إصدار مجلة "الأوديسيه" الشعرية، فصلية هذه المرة، متخصصة بنشر قصائد ونصوصٍ شعريةٍ وأبحاثٍ عن الشعر والشعراء. في العدد الجديد رقم 37 - شتاء 2001 مسرحية شعرية كلاسيكية بالفصحى للأخوين رحباني، كتباها عام 1950 وقام بتمثيلها على مسرح "جونيور كولدج" كل من هشام نشابة، ناهدة فضلي الدجاني، عاصي الرحباني وآخرون. وفي العدد قصائد ونصوص من: سعيد عقل قصيدتان بالفرنسية، محمد الفيتوري ثلاث قصائد، باسمة بطولي، منصور الرحباني أربع قصائد باللبنانية، لميعة عباس عمارة، الدكتور غالب غانم دراسة في شعر ميشال طراد، عصام العبدالله قصيدة مرفوعة الى ميشال طراد، عائشة الخواجا الرازم الأردن، ندى الحاج، الياس لحود قصيةد الى ميشال سليمان، مي الريحاني ست مقطوعات بالعربية مع ترجمتها الانكليزية للدكتورة نجوى نصر، محمد علي شمس الدين، جوزف أبي ضاهر، هيفاء اليافي السعودية، موسى معلوف، محمد ماضي بحث في شعر تاميراس فاخوري، محمد توفيق صادق، روضة الحاج السودان، علي محمد هاشم، ابراهيم سمعان، رودي رحمه، فيوليت ابو الجلد، نبيل خوري، أمثل اسماعيل، رفيق روحانا، وليم حسواني، مسرحية "غابة الضوء" للأخوين رحباني. وكتب رئيس التحرير افتتاحية للعدد حدَّد فيها توجهات المجلة. ومما جاء فيها: "بعد توقفها خمس عشرة سنة 1985-2000 عادت. وكما كانت في صدروها الشهري الأول أيار 1982 - نيسان 1985: 36 عدداً ها هي ذي في صدورها الجديد الفصلي تعتمد المزيتين: البساطة والأناقة، بهما تدخل مكتبات قرائها حاملةً اليهم، كلَّ عددٍ، باقةً من اجمل الشعر. حين علم الأصدقاء بنيتي اعادة اصدار "الأوديسيه"، سألني اكثر من واحدٍ بينهم: "كيف تقدم على هذه المغامرة، فتصدر مجلة شعر في هذا الزمن الصعب؟ وهل الزمن اليوم زمن شعر؟". كُلُّ زمنٍ صعبٌ أو سائغ، حسبما ننظر اليه بأملٍ أو بسوداوية. وكلُّ زمنٍ زمنُ الشعر، كما كلُّ زمنٍ زمنُ الحب. الشعر كالحب ثابت في كل مكان وزمان. الزمن يتخطى المتحول لا الثابت. بهذا الايمان تعود "الأوديسيه" الى الصدور، خادمة في هيكل الشعر، ومنبراً نقياً لأحبابي واخوتي الشعراء على مختلف الوانهم الشعرية، لا تتعصب الا للشعر الشعر، أياً يكن شكله، وتحترم كتابة الشعراء قصائدهم: كلاسيكية أو نيوكلاسيكية، مسترسلة منسابة أو موزونةً مقفاة، نصوصاً نثريةً وجدانيةً أو مقاطع دائرية تربطها تفعيلة. هل هذا يعني أن "الأوديسيه" تنشر ولا تتخيَّر؟ طبعاً لا. لكن معيارها في النشر ألاَّ يكون اختيارها فئوياً ذا وجه واحدٍ دون الآخر، لأنها تعتبر أن لكل فنٍّ شعري أو شكلٍ شعريٍّ قراءه، ولا يحقُّ لها ان تتخذ موقفاً مع فئة من القراء من دون الفئة الأخرى. المقياس هو الجمال والصدق في تجربة شعرية تواصل تقليداً أصيلاً، أو تجدد انطلاقاً من الإرث، أو تتوغل في تجربة تسعى الى بلوغ جديد. ليست مهمةُ "الأوديسيه" ان تمدرس الشعر أو تمذهب القصائد أو تعلن معارك أدبية ثبت مع الايام عقمها وعقم منظريها، ولم يبق من غبار تلك المعارك الكلامية النقدية ظاهراً إلاَّ ما هو جديرٌ ابداعياً ان يكون بلغنا وما زلنا نحسنا في تواصلٍ معه.