البحرين وقطر على موعد تاريخي غداً الجمعة، عندما تعلن محكمة العدل الدولية في لاهاي حكمها في النزاع الحدودي بين الدولتين. ويترأس وزيرا الخارجية، البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والقطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وفدي البلدين الى الجلسة التي يتولى فيها رئيس المحكمة القاضي الفرنسي غيلبرت غيوم النطق بالحكم. وأكدت مصادر متطابقة ان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيوجه خطاباً عبر الإذاعة والتلفزيون الى شعبه فور اعلان الحكم. وتوقعت مصادر مطلعة ان يعلن الأمير التزام قطر تطبيق قرار المحكمة. وكانت الدوحة أعلنت بلسان أكثر من مسؤول انها ستطبق الحكم الذي ترى انه يمثل "حلاً ودياً" يفتح آفاقاً أوسع للعلاقات القطرية - البحرينية في الفترة المقبلة. ولا يستبعد ان يتضمن الخطاب مبادرة تجاه المنامة، خصوصاً ان الدوحة تولي موضوع انشاء جسر بين البلدين اهتماماً ملحوظاً. وعلمت "الحياة" ان أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة دعا أفراد العائلة الحاكمة الى اجتماع في الساعة الثامنة من مساء غد، بعد اعلان الحكم في الثانية بعد ظهر غد الجمعة بتوقيت لاهاي الخامسة بتوقيت قطروالبحرين، كما انه سيترأس بعد غد السبت اجتماعاً مشتركاً لمجلسي الوزراء والشورى بمناسبة صدور الحكم. وسيتزامن خطاب أمير قصر مع مؤتمر صحافي يعقده وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في لاهاي عقب صدور الحكم ايضاً، في اشارة الى الأهمية التي توليها الدوحة لإغلاق ملف الخلاف الحدودي مع المنامة. وعلمت "الحياة" ان وفداً قطرياً توجه الى لاهاي امس يرافقه رؤساء تحرير الصحف القطرية وممثلون لوسائل الاعلام المختلفة. وكان وكيل قطر لدى المحكمة الدكتور عبدالله المسلماني غادر الى لاهاي الاثنين المقبل. ولا توجد مؤشرات الى ان الدوحة ستقيم احتفالات أو مهرجانات بعد صدور الحكم. ويرى مراقبون في ذلك حرصاً على التهدئة مع البحرين، انطلاقاً من رؤية تركز على اعتبار صدور الحكم "أياً يكن" مدخلاً لعلاقات مستقرة وقوية مع البحرين. وبدت ملامح هذا التوجه واضحة في مقالات تنشرها صحيف قطرية هذه الأيام وتتحدث بلغة "التهدئة" وتركز على مستقبل العلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين. وغادر المنامة امس الى لاهاي وزير الخارجية البحريني يرافقه وزير الدولة وكيل دولة البحرين لدى محكمة العدل الدولية السيد جواد سالم العرّيض لسماع الحكم. ويضم الوفد السفير عبدالعزيز بن مبارك آل خليفة. وكان وفد اعلامي بحريني يضم مراسلين لهيئة الاذاعة والتلفزيون الذي سينقل وقائع الحكم مباشرة قد سافر الى لاهاي يوم السبت الماضي مع عدد من المراسلين يمثلون الصحافة البحرينية المكتوبة. والمعروف ان دولة قطر رفعت في 8 تموز يوليو عام 1991 قضية من جانب واحد ضد دولة البحرين تدعي فيها ملكيتها على جزر حوار وفشت الدبل وقطعة جرادة. وتعتبر هذه القضية، حسب مصادر محكمة العدل الدولية، أطول قضية عرضت عليها منذ تأسيسها. رحلة الى حوار وبمناسبة اعلان الحكم أعلنت ادارة الفندق الذي يقع في جزر حوار، انها ستقوم بعرض وقائع اعلان نتيجة الحكم النهائي لمحاكمة العدل الدولية في بهو الفندق عارضة تسهيلات خاصة ابتداء من 15 آذار مارس الحالي وحتى 21 من الشهر نفسه يسمح لجميع الزوار باستخدام كل الأنشطة والمرافق الموجودة في الفندق. وتستغرق الرحلة البحرية من المنامة الى جزر حوار ثلاثين وتسعين دقيقة حسب سرعة المراكب. وعلمت "الحياة" ان هيئة المحكمة تشاورت امس بصدد بعض التقارير الصحافية التي نشرت معلومات تتعلق بقرار المحكمة واتجاهات التصويت فيها. وقالت مصادر المحكمة ان الهيئة اجمعت على التزام الصمت وعدم التعليق في المرحلة الراهنة. الا ان هناك اتجاهاً داخل المحكمة لعقد مؤتمر صحافي بعد اصدار الحكم للرد على الاهتمام الدولي والديبلوماسي الواسع الذي تلقاه قضية النزاع القطري - البحريني. ولم يحسم، في مشاورات امس، امر المؤتمر الصحافي الذي، اذا حصل، سيعدّ سابقة في تاريخ المحكمة. ووفقاً لمعلومات استقتها "الحياة" من مصادر موثوق بها فإن الحكم المرتقب سيضم وثائق وآراء مستقلة عديدة، فضلاً عن مواقف المعترضين من الاعضاء الخمسة عشر لهيئة المحكمة. وقالت المصادر ان البنود المدرجة على التصويت حصلت على نسبة متفاوتة طبقاً لطبيعة الملف المتنازع عليه. وحتى قبل يومين كانت هيئات المحكمة تصب تركيزها على حسم ملف النزاع البحريني - القطري، ثم تسلمت المحكمة امس طلباً من الفيليبين للدخول كطرف في النزاع الذي تنظره المحكمة بين اندونيسيا وماليزيا.