لوس أنجليس، لندن - "الحياة، اب - بدأت أمس في لوس انجليس محاكمة الجزائري أحمد رسّام 33 سنة المتهم بالإرهاب، بعد 15 شهراً على اعتقاله في الولاياتالمتحدة عشية احتفالات الألفية. ويُتوقع ان تُلقي محاكمته مزيداً من الأضواء على تفاصيل عمل الحركات الإسلامية المتشددة المرتبطة بأسامة بن لادن. وقال ريتشارد كلارك، مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي المكلّف ملف مكافحة الإرهاب في الفترة التي اعتُقل فيها رسّام، ان إبن لادن كان يُخطط لعمليات تفجير تستهدف أهدافاً أميركية حول العالم في اليوم الأول من السنة 2000، مما كان سيؤدي الى مقتل ألف أميركي. وتزعم الولاياتالمتحدة ان الجزائري خرّيج من معسكرات التدريب التابعة لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان. وستكون محاكمته الثانية التي تشمل أنصاراً لزعيم التنظيم بعد المحاكمة الجارية حالياً في نيويورك لأربعة متهمين بالتورط في مؤامرة عالمية لقتل الأميركيين وتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق أفريقيا سنة 1998. ويُتهم رسّام بأنه دخل ولاية واشنطن الأميركية في سيارة مُحمّلة بمواد متفجرة جاءت في عبّارة من كندا الى ميناء أنجليس الساحل الغربي للولايات المتحدة. ويقول الإدعاء انه كان في مهمة لتنفيذ انفجار يقتل المئات في خلال احتفالات الألفية. وكان اعتقاله الذي جاء مصادفة خلال عبوره الحدود، أدى الى الغاء مدينة سياتل ولاية واشنطن احتفالات الألفية. ونقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن كلارك قوله: "ماذا لو بدأ كانون الثاني/يناير من العام الماضي بألف قتيل أميركي في ستة مواقع أو سبعة حول العالم؟ ... كنّا قريبين جداً من حصول ذلك". واعتبر ان اعتقال رسّام في بورت انجليس في 14 كانون الأول ديسمبر 1999 أحبط جزءاً من مخططات التفجير. وكانت السلطات الأردنية أعلنت أنها أحبطت بدورها خططاً للقيام بتفجيرات خلال احتفالات الألفية، في حين ذُكر ان سفينة حربية أميركية نجت من محاولة لتفجيرها في ميناء عدن في الشهر الأول من السنة 2000 بعدما غرق قارب محمّل بالمتفجرات كان في "مهمة انتحارية" ضدها. ونُفّذت عملية التفجير لاحقاً في العام الماضي عندما صدم زورق مفخخ البارجة "كول" في ميناء عدن مما أدى الى مقتل 17 من "المارينز". وقدّم الأسبوع الماضي عضو مُفترض في "خلية" رسّام يُدعى عبدالغني مسكيني نيجيري الأصل، 33 سنة إقراراً بذنبه أمام محكمة في نيويورك ووافق على الشهادة ضد رفيقه. ولكن لا يُعرف تأثير شهادته، إذ لوحظ ان القاضي في محكمة مانهاتن جون كينان سأله الأسبوع الماضي عن ملابسات وجود أوراق هوية مزوّرة وبطاقات إئتمان مسروقة في منزله وهل هذا يعني "أنك عموماً رجل غير نزيه"، فرد مسكيني بأن ذلك صحيح. كذلك يُنتظر ان يُحاكم عضو آخر في "الخلية" يُدعى مُختار هوّاري بعدما رحّلته كندا الى الولاياتالمتحدة. وتردد ان السلطات البريطانية اعتقلت الشهر الماضي عُضواً آخر من المرتبطين بالجزائري المتهم يُدعى مصطفى العبسي الذي وُجّهت اليه اتهامات تتعلق بالإرهاب. وفر عضو آخر أيضاً في "خلية تفجيرات الألفية" يُدعى عبدالمجيد دحوماني. وتقول السلطات الأميركية انه مُعتقل حالياً في الجزائر، لكن ذلك لم يؤكد رسمياً. علماً أن رسّام يحاكم غيابياً في فرنسا في إطار "نشاطات إرهابية".