في أول عملية مشتركة بين روسيا وأذربيجان، القي في باكو القبض على شيشانيين وصفا بأنهما من "القادة الميدانيين"، فيما أكدت مصادر شيشانية أن موسكو "خدعت" الأذريين. واعترفت روسيا بتحطم قاذفة قنابل من طراز "سوخوي" في القوقاز ووقوع معارك ضارية في مدينة أرغون التي منع الدخول اليها والخروج منها. وفي عملية فريدة، شاركت اجهزة امنية روسية واذربيجانية في اعتقال رسلان أحمدوف في باكو وذكر ناطق باسم الكرملين ان هذا الشيشاني هو واحد من تسعة اخوة قادوا مجموعة مسؤولين عن عشرات من عمليات الاختطاف وقتل ثلاثة رهائن بينهم الجنرال غيتادي شبيغون ممثل وزارة الداخلية الروسية في غروزني، اضافة الى أربعة بريطانيين كانت حزت رؤوسهم لاتهامهم بأنهم "جواسيس". وعرض التلفزيون كلاً من أحمدوف وزميله بدر الدين مرتضايف الذي بدا منهكاً من الضرب وشدد على براءته من الأعمال "الارهابية". إلا أن القنوات التلفزيونية الروسية عرضت شريط فيديو يبدو فيه مرتضايف وهو يشارك في قتل أسير روسي. وأكدت مصادر مختلفة ان القاء القبض على الرجلين تم بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاذربيجاني حيدر علييف الذي قال أمس، ان بلاده ملتزمة تنفيذ اتفاقية التعاون القانوني بين البلدين. وأثنت موسكو على "جهود" باكو، وطالبت "دولاً أخرى" في المنطقة بأن تخطو خطوات مماثلة وذلك في اشارة الى جورجيا التي يتهمها الروس بإيواء مقاتلين شيشانيين. ونقل موقع "صوت القوقاز" الالكتروني عن القائد الميداني عويس أحمدوف انه شخصياً كان المقصود من عملية الاعتقال والتي قال انها أسفرت عن القاء القبض على أخيه الذي كان الوحيد بين اخوته، لم يحمل السلاح خلال الحرب. وأضاف ان موسكو "خدعت" علييف حينما وعدته بأن تعامل باكو بالمثل وتسلمها الرئيس الاذربيجاني السابق اياز مطلبوف الموجود في العاصمة الروسية، ولكنها تراجعت عن وعدها لاحقاً. ومن جهة أخرى، أعلن نائب وزير الداخلية الروسي ايغور زوبوف ان "ماكنة الدولة ستصل الى كل واحد من القادة الميدانيين" واعتبر القاء القبض على أحمدوف خطوة مهمة. وذكر انها تزامنت مع اعتقال قائد ميداني آخر هو فاخا مجيدوف الذي سلم الى السلطات الداغستانية لمحاكمته عن جرائم ارتكبها في هذه الجمهورية. ورأى مراقبون ان اعلان الاعتقالات قد يكون محاولة ل"تخفيف الوقع السيئ" للانباء، منها تحطم طائرة من طراز "سوخوي 24" سقطت قرب مطار موزدوك في اوسيتيا الشمالية. وذكرت قيادة القوات الجوية ان الطائرة كانت تقوم ب"تحليق تدريبي"، لكن وكالة "انترفاكس" نسبت الى مصادر عسكرية قولها انها "لا تستبعد سقوط الطائرة بسبب أعطال فنية وقعت أثناء وجودها في الأجواء الشيشانية". وميدانياً، أكدت اذاعة "الحرية" الاميركية الناطقة بالروسية ان القوات الروسية فرضت حصاراً كاملاً على مدينة أرغون ومنعت الدخول اليها والخروج منها وقامت بعمليات "تمشيط" واسعة داخل المدينة. وأوضح "صوت القوقاز" ان ارغون شهدت معركة ضخمة وسط المدينة استمرت ثلاث ساعات وسقط خلالها عشرات من القتلى والجرحى من القوات الروسية وأحرقت مدرعتان روسيتان. ولم تؤكد موسكو هذه الأنباء لكنها اعترفت بتزايد نشاط الشيشانيين. وذكرت ان مواقع القوات الروسية تعرضت خلال الاسبوع الماضي الى 196 هجوماً منها 100 في غروزني، وتوقعت عمليات أوسع خلال الأيام المقبلة يكون بين اهدافها مطار غروزني الذي أصبح أكبر قاعدة عسكرية روسية والمباني الادارية والسكك الحديد.