استقبل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بتظاهرات معادية في بلغراد التي زارها أمس. وتزامن ذلك مع رفض المسلحين الألبان جنوب صربيا تسوية اقترحتها بلغراد. وبحث سولانا والوفد المرافق له، المشكلات اليوغوسلافية القائمة في كوسوفو وجنوب صربيا والجبل الأسود، اضافة الى الدعم السياسي والمادي الأوروبي للسلطات الحالية في يوغوسلافيا وصربيا. وأجرى الوفد الأوروبي محادثات مع الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، شارك فيها وزير الخارجية غوران سفيلانوفيتش ومفوض بلغراد لمشكلة الحركة المسلحة الألبانية جنوب صربيا نيبويشا تشوفيتش. وأعلن سولانا في تصريح صحافي، ان الاتحاد الأوروبي "يدعم خطة بلغراد السلمية لجنوب صربيا ويساندها اقتصادياً". وأكد ان الاتحاد "يسعى الى تعاون قوي مع يوغوسلافيا في المجالات المختلفة". تظاهرات احتجاج واستقبل سولانا بتظاهرات احتجاجية، نظمتها الأحزاب اليسارية والقومية المتشددة. وردد المشاركون فيها: "ايها الابليس سولانا، يا قاتل الأطفال، لن نسلم ميلوشيفيتش". وطالب المتظاهرون باعتقال سولانا باعتباره محكوماً عليه بالسجن لمدة 20 سنة، قبل حوالى ستة أشهر من جانب محكمة يوغوسلافية، لدوره في الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا عام 1999، وذلك ضمن لائحة اتهام شملت "المجرمين" الغربيين والأطلسيين "المعتدين" على يوغوسلافيا، وكان سولانا في حينه أميناً عاماً للحلف. وشملت التظاهرات في بلغراد، شارع نيكولا تيسلا المؤدي الى القصر الجمهوري، كما احاط المحتجون على زيارة سولانا بمبنى وزارة الخارجية والسفارة الأميركية، واعتقلت الشرطة عدداً منهم بينهم نيكولا باشيتش القيادي في "الحزب الراديكالي الصربي". جنوب صربيا وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر المسلحين الألبان الذين يقاتلون القوات اليوغوسلافية جنوب صربيا، انهم رفضوا عرض بلغراد إجراء محادثات سلام لإنهاء المواجهات في المنطقة. وكان قادة "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" عقدوا اجتماعاً لهم، درسوا خلاله عرض بلغراد لإنهاء التوتر سلمياً، وذلك بعد اتصالات أجراها السفير الأميركي لدى يوغوسلافيا وليام مونتغمري ومسؤولون اميركيون وأوروبيون مع زعماء ألبان جنوب صربيا. وفي ظل هذا الرفض، فإن مواقع عسكرية يوغوسلافية في بلدتي بويانوفاتس وفرانيي، تعرضت أمس، الى هجوم بمدافع الهاون والأسلحة الرشاشة من جانب "الارهابيين الألبان" بحسبما قال تلفزيون بلغراد الحكومي. وتفيد خطة بلغراد انه لا يزال يتعين تحديد "فريق الوسطاء" في مفاوضات يفترض انجاز التحضيرات لها في غضون اسبوعين، على ان تقنع المجموعة الدولية الالبان بالتخلي عن اي فكرة للحكم الذاتي في جنوب صربيا، او لاقامة وضع خاص للمنطقة او اي تغيير للحدود". وتدعو الخطة ايضا المجموعة الدولية الى "تقليص" او حتى "ازالة" المنطقة الامنية العازلة التي اقيمت في حزيران يونيو 1999. وهددت بلغراد باللجوء الى استخدام القوة في حال فشل او رفض هذه الخطة. من جهة اخرى، اعلن الجنرال الفرنسي جان هينريتش امس، انه كان في الامكان اعتقال المسؤولين الصربيين في البوسنة، رادوفان كاراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش، في 1996، ولكن "الاميركيين لم يشاؤوا ذلك بتاتاً". وكان الجنرال هينريتش قائداً مساعداً خلال العام 1996 في قوة حلف الاطلسي ايفور التي انتشرت في البوسنة بعد اتفاق دايتون للسلام 1995. وجاء كلامه في باريس ا ف ب امس، امام بعثة تقصي المعلومات التابعة للجمعية الوطنية الفرنسية حول المجازر التي وقعت في جيب سريبرينيتسا المسلم صيف 1995.