} طغت أزمة عملية السلام على أعمال المنتدى البرلماني الأوروبي - المتوسطي، حيث دعا النواب العرب زملاءهم الأوروبيين إلى اليقظة واستعادة المبادرة السياسية بالضغط الفعلي على إسرائيل مثلما فعلوا خلال الانتفاضة الأولى عندما حملوا الدولة العبرية على التراجع بفعل العقوبات الاقتصادية. تغيب نواب سورية ولبنان احتجاجاً على مرونة الموقف الأوروبي من إسرائيل طوال أشهر الانتفاضة، إلا أن المداخلات العربية ومتحدثين اوروبيين أجمعوا على استحالة التعاون الاقليمي في ظل غياب الحل السلمي. وعكست النقاشات قلقاً ملحوظاً في شأن مستقبل العملية السلمية. وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي رئيسة المنتدى نيكول فونتين إن انعدام السلام في الشرق الأوسط أخَّر تنفيذ خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية. معربة عن أملها بأن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مواصلة مفاوضات السلام. وألح رئيس البرلمان المغربي، الرئيس الثاني للمنتدى، عبدالواحد الراضي على ضرورة إحلال السلام كشرط أساسي للشراكة الاقتصادية والسياسية. وشدد عضو المجلس الوطني الفلسطيني عبدالله عبدالله، في مداخلته، على أن السلام "ليس عملاً خيرياً وإنما هو حل يستند إلى قواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن". وخاطب النواب الأوروبيين بأن بلدانهم "عزلت زعيم اليمين المتطرف يورغ هايدر لمجرد مشاركته في حكومة النمسا، لأنه يذكرها بأعمال الإبادة قبل خمسين عاماً، ويجب عليها الضغط الفعلي على حكومة إسرائيل التي تنفذ أعمال الإبادة في مطلع القرن الواحد والعشرين". وحذرت عضو البرلمان الأوروبي رئيسة لجنة العلاقات مع فلسطين لويزا مورغانتيني من خطر إقدام شارون على تنفيذ برنامجه "المناهض للسلام". وذكّرت بلاءات رئيس الوزراء المنتخب ضد الانسحاب من القدسالشرقية والمستوطنات. وقالت إن إسرائيل "ان تكون دولة عادية في المنطقة من دون أن ينال الفلسطينيون حقوقهم الطبيعية". وكانت مروغانتيني عاينت الوضع في المنطقة وشهدت بأن المؤسسات التي تم بناؤها بتمويل أوروبي "يجري تدميرها بوسائل القصف الإسرائيلي". وأبرزت خصوصاً أن السلطة الفلسطينية تعرضت لانتقادات "مجحفة" عندما أعدمت بعض عملاء الاحتلال "إلا أننا نشاهد أيضاً مئات الأطفال يتساقطون برصاص الجنود الإسرائيليين". وقالت نائبة رئيس مجلس الشعب المصري الدكتورة آمال عثمان إن عملية السلام في في المنطقة "ظلت محك التعاون الأورو-متوسطي منذ انطلاق مسيرة برشلونة" عام 1995. وتدعم البلدان العربية الدور الذي يرغب الاتحاد الأوروبي القيام به في منطقة الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد السلام، لكنها تطالبه بالعمل الآن على إلزام إسرائيل احترام مقررات الشرعية الدولية ومرجعية العملية السلمية منها مبدأ الأرض مقابل السلام. ودافعت عثمان عن الحقوق الطبيعية لأطفال الحجارة، وقالت إن الانتفاضة "ليست أعمال عنف، بل رد شرعي على أعمال الاحتلال".