حضرت المرأة بقوة في شريطين عرضهما "مهرجان فجر السينمائي" الإيراني. ولعل شريط "تحت جلد المدينة" لرخشان بني اعتماد يفترق عن شريط "الجانب المخفي" لتهمينه ميلاني، إلا أنهما يلتقيان عند قضية المرأة بغض النظر عن موقعها الاجتماعي والثقافي أو السياسي. ولا يأتي الشريطان بجديد لمن عرف اشتغالات مخرجتيه. وربما يفصح جديدهما عن كونهما يمتلكان الصوت الداخلي للمؤلف السينمائي بجدارة، سواء على صعيد صناعة شريط شخصي أو في لغة التعبير السينمائي. يتابع "تحت جلد المدينة" يوميات عائلة مسحوقة تقيم في إحدى ضواحي طهران الفقيرة. وتلعب الأم توبة، العاملة في مصنع للنسيج، الشخصية المحورية في حياة عائلتها، كون زوجها العجوز مقعداً. في حين يعينها ابنها الكبير عباس، العامل في محل لصناعة الألبسة، في دعم دخلهم الأسري. فيما يواصل الأخ الآخر واخته الصغرى مراحلهما الدراسية. وفي ظل الضائقة وانسداد الافق يحلم عباس بالسفر إلى الخارج. إلا أنه يقع ضحية نصب من قبل مكتب وهمي يعنى بتنظيم الهجرة إلى اليابان. ويسترجع شريط "الجانب المخفي" الماضي الثوري للشابة فروشته نجمة السينما الإيرانية نيكي كريمي، وعلى شكل يوميات دستها في حقيبة زوجها الحاكم لدى رئاسة الجمهورية. أما سبب هذا البوح المتأخر، فهو سماع فروشته باستدعاء زوجها إلى محكمة شيراز للنظر في قضية سجينة سياسية تطلب الرأفة من رئيس الجمهورية. ولا تمكن قراءة هذين الشريطين بعين محايدة، من دون تأويلهما سياسياً وعلى ضوء ما يجري في إيران اليوم.