بعدما لامست قدما الإنسان سطح القمر، قبل ثلاثة عقود، وسارت خطى الإنسان الآلي روبوت على المريخ قبل ثلاث سنوات، توشك "وكالة الفضاء والطيران الأميركي" ناسا إنجاز حدث تاريخي. إذ تخطط لهبوط إحدى مركباتها الفضائية على سطح... كويكب! ويذكّر الأمر بمخيلة الفيلم الهوليوودي "ارماجدون" التي صاغت وضعاً كارثياً يوشك فيه نيزك ضخم الارتطام بالأرض، ما يهدد بفنائها. ولا تجد "ناسا"، في الشريط السينمائي، حلاً سوى إرسال حفنة رواد فضاء للهبوط على سطح النيزك وتفجيره، درءاً لخطره الداهم. ولا تزمع المركبة "نيير ايرث استرويد رانديفو شومايكر" Near Earth Rendevous Shoemaker، واختصاراً NEAR، تفجير الكويكب "ايروس 433" Eros 433 ولا تفتيته، ليس الآن على الأقل... على رغم خطورته المفترضة. ويعتبر "ايروس"، المسمى على اسم الشهوة الساخنة، من أخطر الأجسام الفضائية، ويبلغ طوله 33 كيلومتراً، ما يوازي مدينة كبرى حديثة! ويعتقد العلماء ان الارتطام بنيزك اصغر بكثير من "ايروس" أدى الى دخول الأرض عصراً جليدياً قارساً ومفاجئاً، وأهلك الديناصورات التي كانت ترتع في الأرض، قبل نحو 65 مليون سنة! وتشير حسابات علماء الفلك راهناً، الى أن احتمال ارتطام الأرض ب"ايروس"، لا يكاد يذكر. وتكتفي المركبة الفضائية بأخذ عينات من صخور "ايروس" الذي يعتقد انه تشكّل قبل 5،4 بليون سنة، أي في زمن غير بعيد من أوان تشكّل الكرة الأرضية. وتمارس "نيير" مع "ايروس" رقعة فضائية عنيفة، وتتم دورة حوله كل 5 ساعات و17 دقيقة. وأطلقت المركبة في العام 1996، وتبعد راهناً نحو 432 مليون كيلومتر عن الأرض، ويحمل سجلها الحافل أنها أول من دار حول جرم فضائي صغير، وأول مركبة تعمل كلياً بالأشعة الشمسية، وأول من... درس أعماق كويكب. ويعرف العلماء وجود خط من أجرام سماوية صغرى، هو "حزام الكويكبات" Astroid Belt، ويقع بين المريخ والمشتري، وهو مصدر لعدد من النيازك والمذنّبات والأجرام. وعند نهاية مهمتها، ينتظر ان يصل عدد الصور التي بثتها "نيير" الى 160 ألفاً إضافة الى ملايين القياسات. ومن المؤمل أن تجيب عن عدد كبير من الأسئلة، وأن تفتح الباب أمام المزيد منها.