مجلة جديدة منوّعة اسمها "الكشكول" باشرت صدورها في بيروت وحملت تعريفاً إضافياً: "مختارات معاصرة للأسرة العصرية". غير أن مواضيعها المختلفة الى حدّ التناقض لم تبدُ ملائمة كلها للأسرة. فالعدد الأول ضم مواضيع لا علاقة لها بعضها ببعض. كأن تقرأ مقالة للصادق النيهوم عنوانها "ركاب الدرجة الأولى" ثم تقرأ موضوعاً عن أقراص التنحيف ومضارها أو عن العلاقات الزوجية أو عن العسل. ثم تقرأ مقالة لجهاد فاضل عن "منشورات المتنبي" أو لصالح نيازي عن "الشعراء الشماطيط"... أما أطرف ما في العدد فهو "الفسحة الحرة" وفيها مارس بعض الشعراء والفنانين ما يشبه اللعب السوريالي المجنون رسماً وشعراً وكولاجاً وبتراً وسخرية سوداء... والمجلّة شهرية تصدر عن مؤسسة "الانتشار العربي"، رئيس تحريرها عبدالغني مروّة ومديرها العام نبيل مروّة، وينبغي انتظار العدد الثاني لتبيان هديّتها. وقدّم رئيس التحرير العدد الأول قائلاً: "لم يعد منظر "الكشكول" مألوفاً في هذه الأيام. فقد تغيرت الأحوال وصار الشحاذون اكثر تطلباً في عصر التقنيات الحديثة وأصبح "كشكولهم" من العاديات النادرة في أسواق العالم. ولمن يجهل ما هو الكشكول او "الكشكولة" فإن منجد اللغة العربية يقول إنه وعاء الشحاذ يملأ به قوته ولذلك عرف باللغة الإنكليزية بكلمة Begger's bowl. وكان لكل شحاذ في السنين الغابرة كشكول يبدع في اتقانه وزخرفته وكان يحمله على كتفه ويدور من منزل الى آخر أو ربما على الأصح من خيمة الى أخرى ويجمع به ما يطعمه ويقيت عياله. وانقرض الشحاذون بالكشكول وصاروا أكثر تطوراً واختفى هذا الوعاء من الأزقة والطرقات ليعود بارزاً في كتابين اتخذا اسمه واستوحيا من طبيعته هما "كشكول" العلامة المعروف بهاء الدين العاملي، وكشكول البحريني وهذان الكتابان يجمعان بين دفتيهما أطيب النوادر والأخبار والأشعار والمفارقات الحلوة والمرة وقد ذاع صيتهما ولا يزالان الى يومنا هذا بين اكثر الكتب رواجاً ومبيعاً في عالم اللغة العربية. وهكذا تحول اسم الكشكول من وعاء يختلط فيه الطعام على أشكاله وأنواعه الى كتاب رائج وممتع وشيق ومسل للقراءة يخلد إليه الإنسان ليغرف من معارفه الواسعة المجموعة من كل حدب وصوب".