طرابلس، لندن - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - تظاهر آلاف الليبيين امس امام مقر الاممالمتحدة في طرابلس احتجاجاً على الحكم الصادر في حق مواطنهم عبدالباسط المقرحي في قضية لوكربي بالسجن مدى الحياة. وفيما طالب المتظاهرون بتعويضات عن الغارات الاميركية على العاصمة الليبية وبنغازي في 1986، قام ثلاثة منهم بحزّ رقابهم بالشفر، في ما بدا محاولة انتحار احتجاجاً على الحكم الذي اصدرته محكمة اسكتلندية على المقرحي وتبرئة زميله الامين خليفة فحيمة. وشاهد مراسل ل"رويترز" شاباً يسقط ارضاً والدم يسيل من رقبته. وحمل الشاب الى داخل عربة اسعاف ونقل بسرعة الى المستشفى. وقال شهود عيان ان متظاهرين اثنين آخرين حزّا رقبتيهما بالطريقة نفسها اظهاراً للغضب مما يصفه المحتجون بأنه حكم ادانة بايعاز من الولاياتالمتحدة. ولم يصدر اي تعليق من المسؤولين عن حال الرجال الثلاثة. وقال احد المتظاهرين، واسمه علي العريف 63 عاماً ان الرجال الثلاثة حزّوا رقابهم ليظهروا للعالم "ان الدم الليبي يبذل رخيصاً في سبيل الدفاع عن البلاد وكرامة الشعب". وقال آخرون في التظاهرة "ان الناس ينزلون الى الشوارع بسبب فشل وزارة الخارجية والحكومة في ليبيا في التعامل مع القضية كما كان يتوقع الشعب". وحمل المتظاهرون، ومعظمهم من الشبان، لافتات كتبت عليها عبارات تفيد بأن الحكم ليس عادلاً وان المقرحي سيعود الى الوطن كما وعد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ودعت احدى اللافتات القاضي الاسكتلندي الذي اصدر الحكم الى "الانتحار" لأن حكمه "عار". ثم تحرك المتظاهرون لاحقاً الى السفارة السعودية التي تبعد حوالي 100 متر عن مبنى مقر الاممالمتحدة مطالبين من السعودية الضغط على واشنطنولندن لاستجابة مطالبتهم برفع العقوبات عن بلدهم. وقال محمد راشد المقرحي 41 عاماً، ابن عم عبد الباسط: "لم يساورنا الشك قط في براءته. كنا نتوقع عودته بعد ان تبرئه المحكمة الاسكتلندية. نشعر بخيبة أمل شديدة ونشعر بالألم لهذا الظلم". وندد المتظاهرون، في بيان، بالولاياتالمتحدة وبريطانيا اللتين اختارتا، مباشرة بعد اصدار الحكم "سياسة الابتزاز الرخيص لمطالبتهما بتعويضات" لعائلات ضحايا اعتداء لوكربي العام 1988. وقال البيان: "لن نركع ولن نخضع للسياسة الاميركية ونرفض الابتزاز ... ونتمسك بمطالبتنا بكل مستحقاتنا عن جريمة العدوان العام 1986" في اشارة الى الغارات الاميركية على طرابلس وبنغازي والتي اسفرت عن مقتل 37 شخصا بمن فيهم فتاة تبناها القذافي. كما طالب المتظاهرون بتعويضات عن معاناة الشعب الليبي والخسائر الاقتصادية من جراء العقوبات التي فرضت على طرابلس العام 1992 لاتهامها بدعم الارهاب. وقال المتظاهرون ايضاً "نطالب بالانسحاب الفوري لليبيا من الاممالمتحدة لان هذه الاخيرة رهينة لدولة تستغلها لفرض عقوبات جائرة على الشعوب". وقد اغلقت اليوم السبت المدارس والمعاهد حتى يتمكن الشباب من المشاركة في التظاهرة.