} على رغم دعوات الرئيس الأندونيسي عبدالرحمن وحيد الى التهدئة في بورينو والتلويح بالتشدد عسكرياً لانهاء أعمال العنف فيها، واصل عناصر قبائل الداياك حملتهم على المهاجرين المادوريين، لليوم الثامن على التوالي، ما يهدد باتساع المواجهات خصوصاً ان جاكرتا غارقة في مشكلات سياسية لا حل قريباً لها. بلانغكارايا اندونيسيا - أ ف ب، رويترز، أ ب - فشلت القوات الاندونيسية الحكومية المعززة ب650جندياً من وحدات النخبة في فرض الهدوء على اقليم كاليمانتان،الجزء الاندونيسي من جزيرة بورنيو، حيث قتل أكثر من270 شخصاً على مدى اسبوع، وواصل عناصر من قبائل الداياك مسلحين بالسيوف والسواطير نهب منازل ومتاجر مهجورة لمادوريين في بلانغكارايا، عاصمة الاقليم. وارتفعت سحب خفيفة من الدخان من منازل محروقة فوق بلانغكارايا التي يعيش فيها 160 ألف شخص. وراح عناصر الداياك الذين حزموا رؤوسهم بشرائط حمراء للدلالة ينهبون المنازل التي هجرها السكان المتحدرون من جزيرة مادورا، وراحوا يبحثون عمن بقي منهم في المدينة بعد فرار الآلاف منهم خلال عطلة نهاية الاسبوع. وقال شرطي في زي مدني: "الوضع خرج عن سيطرتنا، لا استطيع ان أفعل شيئاً". وأفادت حصيلة اعلنها مسؤول محلي عن وقوع 270 قتيلاً على الأقل خلال أسبوع من المجازر في منطقة سامبيت على بعد 200 كيلومتر من بلانغكارايا. وانتشرت الجثث المتحللة في بعض البلدات وعلى حافة الطرقات. وتحدث مقيمون في سامبيت عن وقوع آلاف القتلى في منطقة كاليمنتان الوسطى حول سامبيت. ولا تزال جثث أخرى ملقاة في الغابات وبالامكان مشاهدتها على طول الطرقات. وقتل الضحايا بالسلاح الابيض وبعضهم قطع رأسه وقتل البعض الآخر بالأسهم المسممة. وقال المسؤول عن الاجهزة الطبية في سامبيت الطبيب قمر الدين سوخامي: "اركز كل جهودي على الاحياء الآن ولم اعد احصي عدد القتلى"، مضيفاً: "باشرنا لتونا انتشال الجثث". وأضاف: "المشكلة ان الكثير من الجثث رميت في النهر". وأوضح الطبيب "انها حرب اهلية وبالنسبة للداياك، كل من يمت بصلة الى مادورا يجب طرده من بورنيو". وقال: "لن نعرف أبداً العدد الحقيقي" لضحايا هذه المجازر التي اندلعت في 18 شباط فبراير الماضي. وأعلن وزير الأمن سوسيلو بامبانغ يودهويونو ان قرار ارسال تعزيزات اتخذ لأن "النزاع امتد الى مناطق عدة". وقال للصحافيين في بلانغكاريا: "نأمل ان نتمكن في الأيام المقبلة من السيطرة على الوضع". وقد وصلت كتيبة من 650 عسكرياً من قوات النخبة في القيادة الاستراتيجية الى بلانغكارايا وستنتشر هذه التعزيزات في العاصمة الاقليمية وكذلك في بانغكلانبون 440 كيلومتراً الى الغرب. وقال ناطق عسكري: "نتحسب للوضع في بانغكلانبون لأن خطر وقوع اعمال عنف محتمل جداً" في هذه المدينة. وكان الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد قد أعلن اول من أمس ان جاكرتا سترسل قوات خاصة لاخماد الاضطرابات التي اشتعلت قبل اكثر من اسبوع عندما شنت عصابات من الدياك المحليين هجمات على المهاجرين المادوريين. الا ان يودهويونو لم يشر الى خطة ارسال القوات الخاصة. ونقلت طائرة عسكرية اندونيسية أمس، اول حمولة من المساعدات زنتها 14 طناً الى بلانغكارايا لتوزع على الضحايا. وتشمل المساعدات أدوية وبطانيات وأغذية للبالغين والاطفال. ومن بلانغكارايا، ستنقل هذه المساعدات بالشاحنات الى أبعد من 200 كيلومتر لتصل الى مدينة سامبيت. وجزيرة بورنيو مقسمة بين اندونيسيا كاليمنتان ومساحتها ثلثا الجزيرة وبين ماليزيا التي تخشى من تدفق اللاجئين الاندونيسيين، وبروناي. على صعيد آخر، رفع الأمين العام لمجلس الشعب الاستشاري امين رئيس المعارض لوحيد، دعوى على مجلة "غاما" الفنية التي لمحت الى وجود علاقة تربطه بممثلة مشهورة اسمها زارينا ميرافسور. واعتبر رئيس ان وحيد لفق الاتهامات له ليتخلص من معارضظظته. يذكر ان وحيد يواجه مساءلة في البرلمان عن احتمال تورطه في فضيحتين ماليتين، ما يدفع انصاره الى التظاهر يومياً، تقريباً، تأييظداً له.