} اعلنت اوروبا حال التأهب امس الاثنين تحسباً لاحتمال ان يكون مرض "الحمى القلاعية" المتفشي في بريطانيا قد انتقل عبر القناة الانكليزية. لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - حذر وزير الزراعة البريطاني نك براون المفوضية الاوروبية من هذا الاحتمال بعد اكتشاف حالة جديدة من هذا المرض اول من امس الاحد بين الماشية في مزرعة في جنوب غرب انكلترا تصدّر في العادة اغناماً الى اوروبا. واشار مسؤولون بريطانيون الى انهم دعوا الى فحص الاغنام في تلك المزرعة للتأكد مما اذا كانت تحمل المرض الشديد العدوى والذي يهدد بانهيار القطاع الزراعي البريطاني الذي يعاني اصلاً من مشاكل. وقال براون "انه تطور خطير لا جدال في ذلك". وتوجه الوزير البريطاني بعد ظهر امس الى بروكسيل لاجراء محادثات عاجلة مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي، بعدما ألقى بياناً في مجلس العموم عن تطورات الازمة. وكانت ألسنة اللهب أضاءت السماء ليل اول من امس فوق احدى المزارع في شمال انكلترا، بعدما بدأت السلطات في حرق المئات من الحيوانات التي تم ذبحها في اطار الجهود المكثفة لاحتواء تفشي مرض "الحمى القلاعية" الذي يمكن ان ينتشر بسرعة عن طريق الرياح او اطارات السيارات او حتى الملابس البشرية. وذكر مسؤولون انه حتى الآن تم ذبح نحو 500 رأس ماشية وألفي خنزير و250 رأساً من الاغنام التي اشُتبه انها كانت مصابة ب"الحمى القلاعية". وقالت مصادر في الاجهزة الصحية البريطانية انه تم خلال ليل الاحد - الاثنين احراق جثث ما يزيد على 800 خنزير قرب مزرعة برنسايد في هيدن اون ذي وول شمال التي تشتبه السلطات في انها البؤرة التي انتشر منها المرض. وُصفت الجثث على طول 100 متر ورُشّت بالبنزين ثم وضعت على مقربة من خط للسكك الحديد مغطاة بالفحم والقش. وستستمر عملية الحرق يومين ثم يدفن الرماد في برنسايد. وفي مزرعة اولد انغلند في ليتل وارلي اسيكس/ جنوب-شرق، احدى البؤر الست الاخرى المعلنة رسمياً حتى الآن، بدأت عملية حرق نحو 1500 حيوان شملت نحو 150 بقرة و40 خنزيراً بالاضافة الى 1200 حيوان آخر. وشوهدت سحابة دخان على كيلومترات عدة فيما انتشرت رائحة نتنة في الريف المجاور. وكان يتوقع ان تبدأ مزرعتان اخريان في اسيكس طاولهما المرض بدورهما عملية حرق مساء امس. وتعليقاً على ذلك قالت صحيفة "غارديان" ان "آمال المزارعين ذهبت ادراج الرياح"، معبرة بذلك عن موقف الصحافة البريطانية عموماً. وينتظر ان تعلن في الساعات القليلة المقبلة التحاليل التي اجريت على خراف ظهرت عليها اعراض المرض. واذا ثبت ان الامر يتعلق بحالة جديدة ل"الحمى القلاعية" فإنها ستكون البؤرة الثامنة للمرض في بريطانيا. وتشمل اعراض هذا المرض ظهور بثور في أفواه واقدام الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة. ويعتقد عدد كبير من الخبراء ان التفشي الحالي للمرض مصدره آسيا وان الوباء دخل بريطانيا عن طريق لحم ملوث تغذّت عليه الحيوانات. "جنون البقر" من جهة اخرى اعلنت الشرطة البلجيكية ان ما يزيد على الف مزارع بلجيكي توجهوا صباح امس بجراراتهم الى وسط بروكسيل، حيث عقد بعد الظهر اجتماع لوزراء الزراعة الاوروبيين خصص للبحث في ازمة "جنون البقر". وتوقفت نحو 900 من هذه الجرارات في شمال العاصمة وتوجه المزارعون الذين يقودونها سيراً على الاقدام الى مبنى المفوضية حيث عقد الاجتماع. وقال ناطق امني ان حركة السير صباح امس على الحدود الفرنسية البلجيكية بين ليل شمال فرنسا وتورني وموسكرون جنوببلجيكا لم تشهد اي اضطرابات على رغم التهديد بقطع المرور هناك. وكان اتحاد نقابات المزارعين في شمال فرنسا والاتحاد الزراعي في فالونيا منطقة جنوبية فرنكوفونية في بلجيكا دعوا الى تنظيم تظاهرة مشتركة لمربي الماشية البلجيكيين والفرنسيين امس بهدف عرقلة حركة السير في خمسة مراكز حدودية. ويطالب مربو الماشية البلجيكيون والفرنسيون بالحصول على مساعدات مباشرة من الاتحاد الاوروبي لمواجهة الانعكاسات الاقتصادية لأزمة "جنون البقر".