يجمع دارسو التاريخ العراقي المعاصر على أن كتاب "تاريخ الوزارات العراقية" لمؤلفه المؤرخ الراحل عبد الرزاق الحسني أحد أبرز المراجع وأوثقها في تاريخ العراق المعاصر. وظلت أجزاؤه العشرة مرجعاً لا يستغني عنه المهتمون في تاريخ العراق من باحثين وأساتذة جامعيين ومستعربين وديبلوماسيين شغلتهم احداث البلاد منذ قيام الدولة الوطنية مع الحكم الملكي حتى قيام الجمهورية في 14 تموز يوليو 1958. وبحسب "وكالة الأنباء العراقية" فإن الكتاب الذي يضم 6500 صفحة أعيد طبعه، منذ صدور طبعته الأولى عام 1934، ثماني مرات كانت طبعة وزارة الثقافة والاعلام العراقية في الثمانينات آخرها. وكتاب "تاريخ الوزارات العراقية" الذي يوثق أحداث العراق من خلال تسع وخمسين وزارة حكمت البلاد ما بين 1921 وعام 1958، توفر للمرة الأولى على توثيق محايد في بلاد لم تعرف الكثير من الفكر المهني المحايد بحكم احتراب اتجاهاتها الفكرية والسياسية وانتقال ذلك الاحتراب الى قراءة التاريخ السياسي وتوثيقه. ولولا عمل الحسني طويلاً في دواوين الدولة ودريته في توثيق الاحداث ما أمكن لتاريخ يوصف بأنه الذي اسهم في تحديث فعلي للعراق ان يكتب على درجة لافتة من الدقة والصدقية. وحديثاً صدر الجزء الأول من "تاريخ الوزارات العراقية 1958- 1968" ووضعته "نخبة من خيرة الاساتذة الجامعيين المختصين بتاريخ العراق الحديث" كما يشير الى ذلك تقرير بثته "وكالة الأنباء العراقية" منوّهاً "صدر الجزء الأول من هذا السفر بعد عمل متواصل استمر ست سنوات تولت النخبة اثناءها جمع الوثائق المختصة بتاريخ هذه الحقبة وتبويبها والتعليق عليها". وأقام "بيت الحكمة" حلقة نقاشية شارك فيها عدد من أساتذة التاريخ العراقي المعاصر وباحثيه، وتم فيها تثبيت الجهد الريادي للمؤرخ عبدالرزاق الحسني الى جانب التأكيد على لجنة كتابة تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري ان تتبع ضوء تجربة الحسني لجهة تقديم الأحداث من دون تدخل وتوخي الحياد في التعليق عليها.