صديقنا السيد الحسني شاب في مقتبل العمر. ولوع بالبحث والتنقيب عن المواضع العلمية والتاريخية. وتشهد له بذلك مقالاته الممتعة التي لا يزال ينشرها بين آونة وأخرى في المجلات المصرية والسورية والعراقية. وقد ألف ونشر حتى الآن ثلاثة كتب، صادفت رواجاً واستحساناً، وهذه الكتب: "المعلومات المدنية" و"تحت ظلال المشانق" و"مباحث في العراق". هذا ما كتبته مجلة "لغة العرب" عن شباب المؤرخ الحسني في العام 1928. قد يلفت النظر، في عشرينات العراق، ان يكون لشاب في مقتبل العمر ثلاثة مؤلفات، منها رواية في ثلاثة اجزاء "تحت ظلال المشانق"، ويصدر جريدتين هما: "الفضيلة" بغداد و"الفيحاء" الحلة، وقبل ذلك كان مديراً ادارياً لجريدة "الاستقلال" النجفية خلال ثورة العشرين، ومعلماً للانكليزية في المدرسة الأميرية، المدرسة الحكومية الوحيدة في النجف آنذاك، وحصل على تلك الوظيفة بأمر من علي مظلوم قائم مقام النجف، ومدرسه السابق في المدرسة الجعفرية في بغداد. عاصر الحسني الدولة العراقية الحديثة منذ النشوء وحتى الخراب الحالي. لم تكن معاصرته للأحداث عابرة، كانت حياته عملاً متواصلاً في البحث عن الوثائق واقتنائها. وقد خصصت المكتبة الوطنية في بغداد خزانة خاصة لرسائله ووثائقه. ومثل هذا المؤرخ يستحق لقب شاهد على التاريخ بجدارة، فهو الراوية الذي لم يترك شاردة ولا واردة في تاريخ الحقبة الملكية الا سجلها في كتاب. بدأ الحسني عمله الوثائقي برصد أحداث ثورة العشرين العراقية في النجف، يتنقل مع الثوار من مكان الى آخر، بحثاً عن منشور أو رسالة أو خطاب حماسي. وبما ان هذا الفن لم يكن مألوفاً بين الناس، آنذاك، فقد ارتاب البعض في أمره، وأستفسره الشاعر محمد باقر الشبيبي صاحب البيت المشهور "المستشار هو الذي شرب الطلاء فعلام يا هذا الوزير تعربد"، كذلك استفسر عنه الشيخ عبدالكريم الجزائري، وهو يراه منهمكاً بالتدوين في زاوية من زوايا مكان اجتماع الثوار، قاده اليه زميله جعفر الخليلي بقوله: "ما الخبر؟" اجاب الحسني: "خبر الاجتماع للجريدة"1. كتب الحسني مقالاته في النجف، وهو ابن سبع عشرة سنة، بأسماء مستعارة منها "ابن اللبون" و"عبدالرزاق البغدادي". وبعد التمرين في صحف محدودة كتب مقالاته في مجلات وصحف عراقية وعربية واسعة الانتشار، منها: مجلة الأب الكرملي "لغة العرب"، ومجلة "العرفان" اللبنانية وغيرهما. تعرف مؤرخنا عن طريق العمل الصحافي والكتابة التاريخية على شخصيات مهمة في الدولة العراقية، منهم رؤساء وزارة: جعفر العسكري وياسين الهاشمي وحكمت سليمان ورشيد عالي الكيلاني، اضافة الى عدد من الوزراء وشيوخ العشائر المهمين. وعن طريق زمالته المدرسية مع الأمير عبدالاله أصبحت له علاقة مميزة مع والده الملك علي، وقد سهل له الأخير الحصول على وثائق رسمية من البلاط الملكي والبرلمان. كذلك أعانته هذه العلاقة على تسهيل أموره مع الدولة، فقد عمل جعفر العسكري على الغاء مصادرة مطبعته وجريدته "الفيحاء" بعد اهتمام مكتب المندوب السامي البريطاني بنشاط الحسني الصحافي. كذلك حصل عن طريق ياسين الهاشمي على وظيفة مساعد محاسب في ديوان وزارة المالية، ثم مراسل جريدة "الاهرام" المصرية في بغداد، لفترة طويلة. استغل الحسني عمله في مدن العراق المختلفة في تأليف كتاب "البلدان العراقية" أو "رحلة في العراق"، ثم نشره مع بعض الاضافات بعنوان "العراق قديماً وحديثاً". كان ذلك خلال وظيفته مديراً للحسابات في عدد من المحافظاتالعراقية، ثم تكليفه من قبل رئيس الوزراء ياسين الهاشمي بمهمة سرية الى المحافظات الشمالية، يصفها الحسني بقوله: "ان أجوس خلال المنطقة الشمالية مع اللجنة الأممية، وان أعمل على ما فيه خدمة الوطن، على ان أتظاهر بالتجوال لأغراض صحفية"2. وعلى رغم بساطة هذا الكتاب، وبعض معلوماته غير الدقيقة، الا انه كان مفيداً وممتعاً، في ظرف كانت الحاجة ماسة للتعريف بالتقسيمات الادارية الجديدة، وقد نشر هذا الكتاب على حلقات في مجلة "لغة العرب" مع تصويبات مهمة من هيئة تحرير المجلة. عمل الحسني مديراً بديوان مجلس الوزراء 1949 - 1964، وبهذه الوظيفة أصبح قريباً من وثائق خطيرة لم تكن في متناول الآخرين، استكمل فيها مؤلفه الرئيسي "تاريخ الوزارات العراقية" والذي شرع بالتفكير بتأليفه العام 1926 اثر ازمة سياسية "حينما رشح عبدالمحسن السعدون حكمت سليمان الى رئاسة مجلس النواب"3. ولعل استقالة السعدون بسبب فشل مرشحه الى رئاسة مجلس النواب مقابل مرشح المعارضة رشيد عالي الكيلاني دفعت الحسني الى رصد الأحداث المثيرة في تاريخ العراق، في وقت لم يكن مثل هذا التأليف ممنوعاً. وعندما عرض الحسني فكرة المشروع على وزير الداخلية رشيد عالي الكيلاني طابت الفكرة له وعبر عن فرحته بمعانقة الحسني، ومنذ ذلك الوقت قامت بين الوزير والمؤرخ علاقة حميمة. ففي أيام انقلاب 1941 كلف رشيد عالي الكيلاني الحسني بمهمة السفارة الى الألوية العراقية، ثم الى سورية ولبنان. وأسفرت هذه العلاقة بعد فشل الانقلاب عن أربع سنوات سجن للحسني في البصرة ثم في العمارة، استغلها في تأليف كتابه "تاريخ العراق السياسي الحديث" وكان صديقه الحميم في السجن: الشاب آنذاك، صديق شنشل. ظل الحسني يرصد الكبيرة والصغيرة في تشكيل وحل الوزارات، من خلال القرارات الرسمية وأضابير البرلمان واللقاء بالمسؤولين والصحف الصادرة آنذاك. توقف ملياً في عنوان الكتاب بين ان يكون "تاريخ الدولة العراقية" أو "أعمال الوزارات العراقية" أو "تكوين الوزارات العراقية"، وأخيراً استقر رأيه على عنوان "تاريخ الوزارات العراقية". وأصدر الحسني، الى جانب كتاب "تاريخ الوزارات"، كتاباً مساعداً بعنوان "الأصول الرسمية لتاريخ الوزارات العراقية" العام 1964، ذكر فيه الأوامر الملكية بتشكيل وقبول استقالات الوزارات، وإسناد المناصب الوزارية. ويفخر مؤرخنا بأنه كان مبتكراً مثل هذا النوع من التأليف، وان كتاب وزارة الثقافة المصرية "النظارات والوزارات" العام 1969 "كان تقليداً لكتابه المذكور"4. يذكر الحسني في الطبعة الأولى من كتابه "تاريخ الوزارات" انه استلم بتاريخ 5 آب اغسطس 1935 رداً على رسالة بعثها الى نوري السعيد، يطلب فيها معونة وثائقية، جاء فيه: "فإني أخالك تتفق معي على ان المعونة التي تطلبها مني لا تفي بالمرام، لأنها تعبر عن أفكار شخص واحد، بينما الذوات الذين يقتضي استطلاع آرائهم لهذا الاعتبار عنه كثيرون. وما دامت المنابع التي يقتضي ان تستقي منها محتويات كتابك غير متيسرة في الوقت الحاضر، فإنه يتعذر علي إسداء المعونة المقتضية…"5. ويبدو من الرد ان نوري السعيد كان ضد فكرة اصدار مثل هذا الكتاب لأسباب قد تتعلق بخطورة المعلومات، وتأثير نشرها على مجرى السياسة يومذاك، وما يخص منها نوري السعيد نفسه. كذلك اعتذر له ناجي شوكت عن البوح بأسباب استقالته من الوزارة، بقوله: "ولا يسعني الآن ان أنشر الأسباب الحقيقية لأسباب وعوامل عديدة، أهمها حرصي على عدم نبش الماضي، وما فيه من أخلاق ودسائس، وأني أرجح كل ما يقال علي من ان أبوح بأشياء، نحن في غنى عن نشرها في الوقت الحاضر"6. ومن اللافت للنظر ان شخصاً محسوباً على التيار الوطني والديموقراطي، مثل حسين الجميل، يطلب من الحسني تبديل والغاء فقرات من كتابه تخص رسائل ومطالب جعفر أبو التمن ضد الحركات العسكرية بالديوانية، والتي سماها حسين جميل بپ"التأديبية"، أوان وزارة الهاشمي. يقول الحسني في ذلك الأمر: "تلفن لنا الاستاذ حسين جميل مدير المطبوعات، يطلب حضورنا الى بغداد للمذاكرة معه، فلما حضرنا قال: انه اطلع على ملزمات هذا الكتاب، وانه يرى وجوب تبديل وحذف بعض الفصول، فقلنا للاستاذ ليس في الكتاب غير مستندات ووثائق، فكيف يمكن ابدالها بغيرها؟ فأجاب ان في الكتاب بعض الاحتجاجات لمعالي وزير المالية الحاج جعفر أبو التمن، كان رفعها ضد حركات الجيش التأديبية في الديوانية، يوم كان معارضاً لوزارة السيد الهاشمي، وهو لا يرى من المصلحة نشرها، ونشر فصول أخرى في الوقت الحاضر"7. وبعد رفض الحسني للتبديل والحذف، مصراً على الأمانة في التوثيق، أصدر حسين جميل باعتباره مديراً للمطبوعات أمراً يقضي بمنع دخول كتاب "تاريخ الوزارات" الى العراق بعد طبعه في لبنان، ثم وضعت مراسلات الحسني تحت المراقبة. ويقول الحسني عن مصير كتابه المذكور: "عبثاً حاولنا ان نقنع معالي السيد مصطفى العمري وزير الداخلية في الوزارة التي أعقبت الوزارة الحكمتية حكمة سليمان بعدم وجود ما يلزم استمرار نفاذ الأمر المذكور، وأخيراً تم الاتفاق على تسليم نسخ الكتاب مقابل اجور الطبع والورق الى مقام الوزارة، ونحن لا ندري متى يسر الله تعالى تجديد طبع هذا الكتاب، وهو المستعان على كل حال، ومنه المعونة والتوفيق" بغداد أول اذار/ مارس 1939. بعد تعاقب طبعات كتاب "تاريخ الوزارات العراقية"، وإفادة الباحثين في الشأن العراقي منه، لفت الحسني أنظار المستشرقين والمؤرخين، فقد دعي الى حضور مؤتمر الاستشراق المنعقد في موسكو 1960، ومنح جائزة تقديرية من جامعة السوربون، ووسام المؤرخ العربي، وفي العراق، منح العام 1952 وسام الرافدين من الدرجة الثانية، ووسام الرافدين من النوع المدني بمناسبة تتويج الملك فيصل الثاني. وبمناسبة صدور طبعة 1979 أصدرت الحكومة العراقية أمراً الى المكتبات كافة تحثها على شراء كتاب "تاريخ الوزارات" الذي استقر على عشرة مجلدات. ومن كتب الحسني السياسية الأخرى: "تاريخ العراق السياسي" 1948، "العراق في دوري الاحتلال والانتداب" 1938، "الثورة العراقية الكبرى" 1952، "العراق في ظل المعاهدات" 1948، "أسرار الانقلاب" 1937 و"الصحافة العراقية في ربع قرن 1908 - 1933" 1969 وغيرها. بعد نجاحه الكبير في التأليف والتوثيق السياسي، فشل الحسني فشلاً ذريعاً في مجال التأليف بالأديان والعقائد. والسبب انه كان الصحافي والموثق الناجح في رصد الأحداث السياسية، لكن الموضوعات النادرة أغرته في ولوج مجالات تحتاج الى علم ودراية أخرى. في العقائد والأديان ألف الحسني في أكثر من ملة ودين، وللأسف بمعلومات تنقصها الدقة وسلامة الموقف، من كتبه في هذا المجال "اليزيديون في حاضرهم وماضيهم" بغداد 1929، ثم أصدر هذا الكتاب تحت اسم "عبدة الشيطان بالعراق" صيدا 1931. وبلغت طبعات هذا الكتاب، المغلوط على تلك الديانة القديمة والموحدة، أكثر من عشر طبعات. ومن الجدير ذكره ان الصحف والمجلات التي كتبت عن "عبادة الشيطان" في الأشهر الماضية اعتمدت على كتاب الحسني المذكور، ومن هذه المجلات "أخبار الأدب" المصرية، والتي لم تكترث بالتوضيحات التي كتبناها لهيئة التحرير بقصة ذلك الكتاب وأصول الديانة الأيزيدية. ومن كتب الحسني أيضاً كتاب "الخوارج في الاسلام" و"البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم" 1957، وتعريف الشيعة، ثم "الصابئة قديماً وحديثاً" القاهرة 1931، الذي صدر لاحقاً تحت اسم "الصابئيون في حاضرهم وماضيهم" صيدا 1955، وطبع هذا الكتاب عشر طبعات. لم يسكت الصابئيون عن مغالطات الحسني تجاه ديانتهم، مثلما سكت أهل العقائد الأخرى لعدم تمكنهم من الرد آنذاك، فقد قدم الشيخ الكنزفرا دخيل بن الشيخ عيدان، الى بغداد لمناظرة الحسني امام المحاكم البغدادية، ليثبت حقيقة أصول ديانته الموحدة، والتي لا علاقة لها بعبادة النجوم والكواكب حسب ادعاء الحسني الذي فهم اهتمام الصابئة بدراسة الفلك كدين يدينون به. واشترط الشيخ دخيل "ان يؤتى بحكم ضليع باللغة الآرامية، ووقع الاختيار على أثقف شخصية آنذاك في علوم اللغات، هو الأب انستاس الكرملي، دخل الشيخ دخيل ومعه كتاب "الكنزاربا" كتاب الصابئة المقدس وهو يقرأ والأب الكرملي يترجم، ولجنة كبيرة من الشخصيات الحكومية تنصت"8. كسب الصائبة القضية ضد الحسني، واعتذر لهم في الصحف العراقية، لكنه لم يسحب كتابه من المكتبات، وظل يجدد طبعاته ويستل منه مقالات ينشرها هنا وهناك. وبعد أربعين عاماً على تلك المناظرة، في أروقة المحاكم البغدادية، كتب المثقف الصابئي غضبان الرومي مقالاً رد فيه على مقال نشره الحسني في مجلة "التراث الشعبي" 1974، مستلاً من كتابه المذكور. كتب الرومي معاتباً: "الاستاذ عبدالرزاق الحسني صديق عزيز، وزميل قديم، لقد كنا أبناء صف واحد في دار المعلمين الابتدائية 1921 - 1923 ، وقد تؤلف الحياة المدرسية صداقة متينة، وبعد تخرجنا زار الحسني مدينة العمارة، وقلعة صالح وغيرهما من مواطن الصابئة. وقد علمت بأن الاستاذ في سبيل وضع كتاب عن الصابئة، ولكن كيف يتمكن الاستاذ الحسني من وضع هذا الكتاب؟ وهو لا يعرف كلمة واحدة من اللغة الآرامية المندائية، ثم ان الاستاذ يعيش في بلد بعيد عن مراكز وجود الصابئة، ومراكز معابدهم، وعلماء دينهم، فكيف يتسنى له اذن ان يكتب عن تقاليدهم وعقائدهم وأساطيرهم وطقوسهم… فقد جاء كتاب الأستاذ المسمى بپ"الصابئة في حاضرهم وماضيهم"، جاء وهو يعكس جواً قاتماً على أبناء هذه الطائفة… ومع ذلك فقد احتمل اخوانه أبناء الصابئة أخطاءه بهدوء ورزانة وحاكموه على بعض ما صدر منه… وقد عاتبته أنا كصديق وزميل ان يكف عن نشر المقالات والبحوث عن الصابئة"9. الذي يقرأ أو يسمع الحسني المؤرخ والمحقق يحزن لاصراره على الخطأ أكثر من خمسين عاماً، وعدم ملله من تكرار معلومات كتابه المذكور في العشرات من المقالات. أصر وكأنه استحسن شهادة أحمد زكي باشا البعيد عن معرفة عقائد أهل العراق، فقد كتب أحمد باشا في تقديمه للطبعة الأولى من ذلك الكتاب: "هذا الكتاب الذي توفر مؤلفه البارع على درس الصابئة، أو القوم الألى يسمون انفسهم بالصابئة في بطائح البصرة، وفي سهول الموصل. وقد أجاد فيه واستوفى شروط البراعة التي أشرت اليها في صدر هذه الكلمة"10. أشاد أحمد باشا بالكتاب المذكور، وهو نفسه لا يميز بين الصابئة في جنوبالعراق والأيزيديين القاطنين في سهول الموصل، بينما كان أحمد تيمور باشا أصدر كتاباً في الديانة الأيزيدية، اضافة الى البحوث العديدة التي نشرتها مجلة "المقتطف" المصرية، وكل هذا كان في حياة الباشا المذكور. ولعل الغاء وزير المعارف العراقية، خليل كنو، قرار مديرية العلاقات الثقافية في الوزارة القاضي بشراء 205 نسخ من طبعة الكتاب 1955، له علاقة ما بعدم علمية هذا الكتاب. ما أوردناه من قوة ووهن في تركة الحسني العلمية ما هو الا مراجعة نقدية متواضعة نضعها أمام من يهمه امر البحث في الأديان والعقائد العراقية. ويبقى للمؤرخ الحسني الباع الطويل في مؤلفه المميز "تاريخ الوزارات العراقية" وارشيفه الغني الذي يغطي فترة قرن من تاريخ العراق الحديث. وعلى خلاف ما مارسه في كتبه الخاصة بالأديان والعقائد من تزمت بالرأي واصرار على الخطأ، يبدو الحسني متفهماً للملاحظات التي تقدم له من قبل أهل الشأن، متواضعاً، كثيراً ما يعمد الى تسمية الاقبال على مؤلفاته السياسية بالمثل الشائع بالعراق "من قلة الخيل شدوا على الكلاب سروج". رحل الحسني بعد ان أقعده المرض في بيته ثلاثة عشر عاماً، وترك خلفه ثلاثين كتاباً في التاريخ السياسي والبلداني، وتاريخ الأديان والعقائد. الهوامش 1 - حميد المطبعي، الجذور في تاريخ العراق السياسي المؤرخ عبدالرزاق الحسني، جريدة "الثورة" العراقية 17 تشرين الثاني نوفمبر 1986. 2 - عبدالرزاق الحسني، العراق قديماً وحديثاً، مقدمة الكتاب، الطبعة الأولى 1367ه. 3 - الجذور في تاريخ العراق السياسي، جريدة "الثورة"، 8 كانون الأول ديسمبر 1986. 4 - المصدر نفسه. 5 - الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، الطبعة الأولى، ج3 ص3. 6 - المصدر نفسه، ص4. 7 - المصدر نفسه. 8 - لميعة عباس عمارة، شخصية العدد الشيخ دخيل، مجلة المندائي، العدد صفر 1990. 9 - غضبان الرومي، اذا مات الصبي الصابئي، مجلة التراث الشعبي العراقي، العدد 12، 1974. 10 - عبدالرزاق الحسني، الصابئون في حاضرهم وماضيهم، الطبعة السادسة، بيروت 1980 ص7، الطبعة الأولى 1931..