} انتعشت اسهم شركات التكنولوجيا في سوق "ناسداك" الاميركية في اواخر التعامل في نهاية الاسبوع الماضي بعد ان توقع اقتصادي بارز خفض اسعار الفائدة الاميركية، وسط تشاؤم وقلق في الاسواق من اداء الاقتصاد الاميركي ونتائج الشركات الكبرى في العالم وخصوصاً الاميركية. وانتهى التعامل في الاسواق الدولية يوم الجمعة بهبوط معظم مؤشرات الاسهم الرئيسية الى مستويات دنيا لم تشهدها منذ اواخر عام 1999. لندن - "الحياة"، رويترز - قال واين انجيل كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة "بير ستيرنز" العضو السابق في مجلس الاتحاد الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي ان هناك فرصة بنسبة 60 في المئة لان يخفض مجلس الاحتياط الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية عند اجتماع لجنة مجلس الاحتياط المعنية بتحديد اسعار الفائدة في العشرين من آذار مارس المقبل. وكان انجيل يتحدث في أواخر اسبوع شهد انخفاض مؤشرات البورصات الدولية الى مستويات اواخر عام 1999. وكانت نقطة البريق الوحيدة في هذه الصورة القاتمة ارتفاع مؤشر "ناسداك" المجمع في اواخر التعامل في نيويورك بنسبة 0.78 في المئة، أي بزيادة مقدارها 17.55 نقطة ليسجل في اواخر التعامل 2262.51 نقطة، وهو مستوى يقل بأكثر من 50 في المئة عن المستوى القياسي الذي سجله قبل نحو عام. وكانت اسهم التكنولوجيا الاميركية هبطت الاسبوع الماضي الى مستويات لم تشهدها منذ كانون الاول ديسمبر عام 1998 وسط تكهنات متزايدة بان مجلس الاحتياط الفيديرالي سيخفض اسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. وشهد مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة تحولاً مفاجئاً الى الانتعاش في اواخر التعاملات على رغم هبوطه باكثر من ثلاثة في المئة في وقت سابق من اليوم عندما حذرت شركات اخرى للتكنولوجيا من ان تباطؤ الاقتصاد سيؤثر سلباً على ايراداتها. لكن مؤشر "داو جونز" للاسهم الاميركية الممتازة لم يستطع ان ينفض عن نفسه جميع خسائره، وسجل في نهاية التعامل 10441.9 نقطة، بخسارة مقدارها 84.91 نقطة ونسبتها 0.81 في المئة. الاسواق الاوروبية وانهت اسواق الاسهم الاوروبية اسبوعاً بائساً عند ادنى مستوياتها في 16 شهراً أول من أمس وسط تحذيرات جديدة لشركات كبرى في قطاع التكنولوجيا من انخفاض الارباح وهو ما دفع المستثمرين الى بيع الاسهم مع عدم رؤيتهم نهاية في الافق لتلك الانباء السيئة. وهبط مؤشر "يورو توب" المؤلف من 300 سهم ممتاز في اوروبا بنسبة 1.7 في المئة الى1423 نقطة وهو ادنى مستوى له منذ تشرين الثاني نوفمبر عام 1999. والمؤشر الان منخفض سبعة في المئة عن مستواه في بداية العام ومني باكثر من نصف تلك الخسائر في اسبوع التعامل الاخير وحده. ونزفت اسهم قطاع التكنولوجيا الاوروبية المثخنة بالجروح بالفعل دماء جديدة أول من أمس بعد ان قالت شركة "موتورولا" الاميركية العملاقة لمعدات الاتصالات اللاسلكية ان هبوطاً حاداً في نشاطها قد يؤدي الى اول خسائر تشغيل فصلية في اكثر من 15 عاماً. وخفضت الشركة في وقت لاحق توقعاتها الخاصة بمبيعاتها الصناعية من النقالة هذه السنة الى اقل من 500 مليون انخفاضاً من تقديرات سابقة رواحت بين 525 و575 مليوناً. وزاد هذا التحذير من الضغوط على اسهم "نوكيا" الفنلندية اكبر شركة لصناعة اجهزة الهاتف النقال في العالم لتغلق منخفضة سبعة في المئة ولتنهي الاسبوع على خسائر قدرها 20 في المئة. وقال خبير في الاسهم الاوروبية: "انه بيان قاتم ذلك الذي اصدروه موتورولا هذا شيء لا شك فيه" وقال خبير اخر: "فوجئت باصدار موتورولا لتحذير اخر من تراجع ارباحها، إلا أنه كان يتعين على المرء ان يضعه في الحسبان". ومضى قائلاً ان انباء "موتورولا" تثير علامة استفهام في شأن التوقعات الحالية لارباح "نوكيا". وهيمنت اسهم معدات الاتصالات على قائمة الاسهم الخاسرة، إذ هبطت اسهم كل من "الكاتل" الفرنسية و"نوكيا" و"ماركوني" البريطانية و"سيمنز" الالمانية بنحو سبعة في المئة. وهبط مؤشر "يورو ستوكس" لاسهم شركات التكنولوجيا الاوروبية 5.6 في المئة الى ادنى مستوى له منذ تشرين الاول أكتوبر عام 1999 مع معاناة هذا القطاع من الآثار الكاملة لتباطؤ الاقتصاد في الولاياتالمتحدة. وهبط مؤشر اسهم شركات الاتصالات الاوروبية 2.4 في المئة الى ادنى مستوياته منذ كانون الاول ديسمبر عام 1998. ومرة اخرى كانت اسهم شركات الاغذية والمشاريع المستفيد من مبيعات اسهم شركات التكنولوجيات والاتصالات. وكانت سوق طوكيو الوحيدة بين البورصات الكبرى التي سجلت زيادة في نهاية الاسبوع الماضي، ارتفعت اسعار الاسهم متجاهلة تخفيض مؤسسة "ستاندارد اند بورز" تصنيفها لليابان وذلك بفضل اداء قوي لأسهم البنوك مثل "بنك ميزوهو هولدنغز" وسط أمل بأن اجراءات حكومية لمساعدة القطاع المالي المتعثر باتت وشيكة.