إن من المؤسف حقاً ان تجد من يتكلم عن أمور لا يفهمها، ولا سيما اذا كان ذلك عبر نافذة الصحافة. هؤلاء تعرفهم عندما يكون كلامهم بوجه الخصوص عن ايران الإسلام، لأنهم لا يفهمون حقيقة ما هو قائم في ايران. فقد كتب أخيراً الكاتب الأستاذ حسن المصطفى، في "الحياة" العدد 13817، الجمعة الموافق 17 شوال 1431ه في صفحة "أفكار" مقالاً عن ايران، ولا أظنه من الذين لا يفهمون عن ايران شيئا. إلا أنني رأيت من الواجب أن أهمس في اذنه، ان سمح لي بذلك طبعاً، أن قارئ مقالته يجده فيها جعل من مثقفه الدكتور عطاء الله مهاجراني قبلة يجب الحج اليها وصوَّره أنه الفارق بين الحق والباطل في ايران. والذي أود قوله له: "إننا يا أستاذ، لكي نفهم أي مبدأ، لا بد أن يكون عبر منهاجه، وانطلاقاً من قواعده الفكرية ومنطلقاته الفلسفية. ولا يمكن أن ندرس فلسفةً ما بمنهج علمي تطرحه فلسفة أخرى. والإسلام، لا بد أن يعرف بمنهجه، ويفهم الإطار العام الذي يطرحه للحياة، ولا يمكننا أن ندرك نظر الإسلام الى "الثورة" من دون ذلك. إذ أن الثورة هي التي على أساسها قائمٌ ما هو مبني في إيران. وحتى نتعرف على ماهية الثورة الإسلامية، وشروطها الذاتية والموضوعية، لا بد لنا من استنطاق المصادر الأصلية، واستقاء أفكارنا من منابعها الصافية. وعلى رغم ان نص كلمة الثورة لم يرد صراحة في الآيات القرآنية والأحاديث المأثورة، إلا أنها تتضمن "مضمون" هذه الكلمة، مثلها تماماً مثل كلمة المثقف أو الثقافة. فالثورة في الإسلام تعني تغيير حياة الناس القائمة على أساس الظلم والجور والفساد والانحراف، واعادتها الى فطرتها المستقيمة. فالثورة نابعة من صميم الإسلام، وهي مبرمجة ذاتياً منذ بدايتها ببرامج الإسلام العزيز. فالثورة الإسلامية لا تدعو الناس الى شيء مجهول وغير معقول، فهي تدعوهم الى برامج منذ اللحظة الأولى، وهي مشروع الإصلاح الإسلامي للحياة. سعيد آل عمير - القطيف