تجددت المواجهات الدموية بين "التجمع اليمني للاصلاح" وقوات الأمن المركزي، فيما أظهرت النتائج غير الرسمية لفرز أصوات الذين شاركوا في انتخابات المجالس المحلية البلدية أن "المؤتمر الشعبي العام" احتل المرتبة الأولى، يليه "تجمع الاصلاح" فالحزب الاشتراكي، فيما حل المستقلون في المرتبة الأخيرة. وصعّد "الاصلاح" حملته على "لوبي الفتنة في الحزب الحاكم"، مندداً ب"العناصر الفاسدة في الحكومة". وارتفع عدد ضحايا المواجهات الانتخابية في مديرية الحيمة في محافظة صنعاء الى خمسة قتلى وسبعة جرحى من جنود الأمن المركزي، بالاضافة الى قتيلين وأربعة جرحى من أنصار حزب "التجمع اليمني للاصلاح" حتى ظهر أمس. وعاد الهدوء النسبي الى المنطقة إثر تدخل وحدات من الجيش للسيطرة على الوضع ووقف الاشتباكات التي اندلعت الخميس بين عناصر تنتمي الى "الاصلاح" وقوات تابعة للأمن المركزي كانت تتولى حماية المركز الانتخابي في منطقة "عانز" التابعة لمديرية الحيمة الخارجية 60 كيلومتراً غرب صنعاء. وتعد هذه الاشتباكات أخطر تصعيد للمواجهة بين السلطات والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وبين "تجمع الاصلاح" وأحزاب المعارضة، وذلك في اطار تداعيات الانتخابات المحلية التي اجريت الثلثاء الماضي. وعلمت "الحياة" ان اتصالات رفيعة المستوى جرت بين قادة "التجمع" وفي مقدمهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبين كبار المسؤولين في الحكومة والقادة العسكريين، بهدف احتواء الوضع المتأزم وانهاء المواجهات الدموية بين أنصار "التجمع" وقوات الأمن المركزي في مديرية الحيمة. وتجددت الاشتباكات بين الطرفين ليل الخميس - الجمعة وأسفرت عن سقوط أربعة قتلى بينهم اثنان من جنود الأمن المركزي وآخران من أنصار "التجمع"، كما جرح سبعة من الطرفين. واتهم مصدر مأذون له في "المؤتمر الشعبي العام" عناصر "ارهابية متطرفة" من "تجمع الاصلاح" بقتل خمسة جنود وجرح آخرين في الدائرة الانتخابية 242 في منطقة الحيمة الخارجية، نتيجة "احساسها بالفشل الذريع في الانتخابات المحلية". وحمّل قيادة "التجمع" وكوادره مسؤولية هذه الأحداث. وقتل أمس المرشح المستقل زين الله صالح في اشتباك مع رجال الأمن في محافظة البيضاء، جرح خلاله أيضاً مدني وثلاثة جنود، بحسب مصدر في اللجنة العليا للانتخابات، ليرتفع الى ثلاثة عدد المرشحين الذي قتلوا في صدامات خلال اليومين الماضيين. وبلغ عدد ضحايا المواجهات بين أنصار الحزب الحاكم وقوات الأمن وبين "تجمع الاصلاح" والمعارضة عشرين قتيلاً و45 جريحاً منذ الثلثاء، فيما أكد ل"الحياة" رئيس الدائرة السياسية في "التجمع" محمد قحطان مقتل مدني قرب مقر للحزب في منطقة "موزع" في محافظة تعز، وأشار الى ان المعلومات الأولية تفيد ان الحادث جنائي. واتهم قحطان "لوبي الفتنة" في الحزب الحاكم و"العناصر الفاسدة في الحكومة" ب"تأجيج الصراع والعمل للاستحواذ على نتائج الانتخابات المحلية لمصلحة مرشحيه عبر الخروق والتجاوزات والممارسات الارهابية". وزاد ان "التجمع يدعو الحزب الحاكم والسلطة الى ممارسة التزوير السلمي للانتخابات من دون حاجة الى القتل والعنف وكيل الاتهامات للآخرين". في الوقت ذاته أكدت مصادر في "التجمع" ل"الحياة" ان الهيئة العليا للحزب برئاسة الشيخ عبدالله الأحمر تناقش التطورات واتخاذ موقف من المواجهات مع "المؤتمر الشعبي"، ولم تستبعد المصادر ان يتخذ "تجمع الاصلاح" قراراً بالانسحاب الكامل من الانتخابات المحلية، بما في ذلك سحب مرشحيه الذين فازوا حتى الآن بنسبة 13 في المئة من عضوية المجالس المحلية. وكان الدكتور أبو بكر القربي رئيس الدائرة السياسية في الحزب الحاكم أكد ان مرشحي "المؤتمر" يحققون تقدماً كبيراً، وفقاً للنتائج الأولية لفرز الصناديق. وتوقع حصول "المؤتمر" على 80 في المئة من مقاعد المجالس البلدية، وأشار في تصريحات صحافية الى التزام الحزب العملية الديموقراطية و"ايمانه بأهمية نزاهة الانتخابات"، لافتاً الى "تجاوزات وخروق قانونية ارتكبتها أحزاب المعارضة، عرضت على اللجنة العليا للانتخابات". ولوحظ ان الحزب الاشتراكي المعارض يلتزم الهدوء، ويترقب نتيجة المواجهات الدموية والسياسية والاعلامية بين "المؤتمر" و"التجمع"، ولم يوجه الاشتراكي اي اتهام الى الحزب الحاكم.