هالة فاخر فنانة لها تاريخ طويل في السينما والمسرح والاذاعة والتلفزيون. قدمت الأدوار الكوميدية ببساطة شديدة وانتزعت الضحكة من القلوب، وقدمت، خلال 10 سنوات مسلسل "بوجي وطمطم" الذي نال شهرة واسعة لدى الطفل العربي. وأخيراً تحولت الى الأدوار التراجيدية معتبرة ان "الممثل يجب أن يقدم كل شيء، ولا أرى ان علي أن أكتفي باللون الكوميدي دائماً، خصوصاً أن بدايتي كانت من خلال المسرح القومي. لذا لا أحب تصنيف الفنانين، فضلاً عن عدم توافر النصوص الكوميدية الجيدة وبالتالي يجب التنويع والتجديد في الأدوار". "الحياة" التقتها، وكان هذا الحوار: اشتركت في فيلم "الواد بلية ودماغه العالية" مع محمد هنيدي. فما رأيك في من يهاجمون الأفلام الجديدة التي يقدمها الشباب؟ - أنا أختلف مع من يهاجم أفلام الشباب، لأنني أرى ان هذا الجيل قدم أفلاماً أمتعت الجماهير وأضفت البسمة على وجوههم، لذلك نجحت وحققت ايرادات عالية. وقبل كل شيء نقول: إذا كان هدف فيلم مثل "بلية..." أو غيره الاضحاك، فالضحك في حد ذاته هدف. وصعب جداً أن تضحك الجماهير هذه الأيام. البعض انتقد دورك لصغر مساحته، ما رأيك؟ - قد يعود هذا الى واقع ان بعض المخرجين يركز على إبراز النجم الأساسي أكثر من إبراز الأدوار الأخرى. فعندما اشتركت في الفيلم مع الفنان سعيد صالح، لم أنظر الى حجم الدور، لأن ما كان يهمني أن أقف الى جانب هنيدي. فأنا وهنيدي وعلاء ولي الدين وأشرف عبدالباقي وغيرهم من شباب السينما... أصدقاء. قد نكون منتمين الى الجيل الذي سبقهم، لكن علينا دوراً، وهو مساندتهم في خطواتهم، وأعتقد من الأفضل أن يؤدي الممثل مشهداً في فيلم كبير ويبرز، من أن يؤدي مشاهد كثيرة في فيلم آخر، ولا تحس به. المهم في النهاية هو التأثير. إذاً، كان هدفك من الاشتراك في فيلم "بلية..." مساندة هنيدي؟ - هذا أمر من ضمن أمور كثيرة، منها انني قدمت شخصية جديدة شبهوني فيها بالراحلة زينات صدقي وطريقة أدائها البسيطة المضحكة. والحمد لله انني نجحت في لون لم أجربه من قبل. ما أسباب ابتعادك شبه الدائم عن السينما؟ - تعرض عليّ أعمال كثيرة، ولكن لم أجد نفسي في أي من الأدوار، لذلك أعتذر. وبصدق شديد هذا لا يمت بصلة الى طول الدور، أو قصره. فأنا اشتركت مع الفنان أشرف عبدالباقي في أول انتاج له وهو فيلمه الجديد من اخراج سعيد حامد، ضيفة شرف في مشهد واحد. لم يهمني وقتها إلا أن أشترك معه من منطلق المحبة والصداقة والمساندة. هذا ما ينبغي أن يسود. وسبق لهذه الروح أن سادت في "فيلم ثقافي"، من انتاج سامي العدل، إذ اشتركت يسرا ضيفة شرف فيه. هل اتجاهك الى التلفزيون يعود الى عدم توافر الدور المناسب لك في السينما؟ - أنا أتجه الى الدور لا الى التلفزيون أو السينما. لا أجد فرقاً بين هذا وذاك. وأنا ضد فكرة ألا يعمل نجوم السينما في التلفزيون أو العكس. فالناس عندما يحبون فناناً يرغبون في مشاهدته، في السينما أو المسرح أو التلفزيون. المهم أن يعرف كيف ينتقي أدواره التي تؤثر في الجمهور ويختار الكم المناسب الذي يجعله يشتاق اليه، في استمرار، فلا يبالغ في الظهور في أكثر من عمل حتى لا يصيبه بالتخمة. لك تجربة مع الانتاج... ماذا عنها؟ - كوّنت شركة انتاج قبل نحو عامين، وهدفي الأساس أن أنتج أفلاماً سينمائية للأطفال. قد يكون دافعي إحساسي بالمسؤولية بعدما كرمتني السيدة سوزان مبارك عن مسلسل "بوجي وطمطم"، خلال مهرجان الأغنية الثالث للطفل. أحسست اننا نحتاج الى أن نقدم الى أطفالنا انتاجاً سينمائياً يهتم بهم ويخصص لهم. هل ترين أن في الانتاج السينمائي للطفل مغامرة؟ - بالتأكيد، مغامرة كبيرة، ولكن أنا لا أبحث في هذه الأفلام عن النجاح الجماهيري، وما تتطلبه من مقومات. أبحث عن هدف أكبر هو الطفل وكل شيء في يد الله. ولأن المسألة جديدة، قد تكون غير مألوفة. ولكن تدريجاً يصبح الأمر عادياً. فكثيرة هي الأفلام التي توافرت لها كل مقومات النجاح ولم تنجح والعكس صحيح. هل اتخذت خطوات لانتاج فيلم للطفل؟ - نعم بدأت. والرقابة تجيز الفيلم الآن، وسيقوم ببطولته طفلان صغيران وأشاركهما في دور فيه. وهو من تأليف محمود سالم وإخراج أشرف سالم. وأتمنى أن يتحقق أملي بأن يكون فيلماً للأسرة، إذ سأقدم من خلاله فكراً جديداً عن قضايا أطفال الشوارع والحرمان العاطفي الذي يعانيه الأطفال في غياب حنان الأب لانشغاله. فعندما نقدم لمسة حنان الى طفل نحوله إنساناً صالحاً. ما جديدك غير فيلم الأطفال؟ - أصور الآن المشاهد الأخيرة من مسلسل "الماضي يعود"، وهو من بطولة حسين فهمي، وعن قصة لأنيس منصور، وسيناريو وحوار لرؤوف حلمي ومن اخراج محمد النقلي. وهو حلقات منفصلة متصلة، تتناول مشكلات عدة بقالب كوميدي من خلال الأستاذة، التي أؤدي دورها، والطبيب النفسي الذي يجسده حسين فهمي. كان لك في رمضان الماضي برنامج على قناة "اي آر تي" هل تؤيدين تقديم الفنانين البرامج؟ - هذا هو جزء من عمل الممثل. فمجال عملنا كل ما يقدم على الشاشة. أنا أقدم برامج فنية في هذه القناة منذ أكثر من أربع سنوات في رمضان من كل عام. والاعلانات؟ - لا مانع لدي من خوض تجربتها. وقريباً سأقدم إعلاناً. المهم كيف يظهر الفنان في صورة تناسبه، وعما يُعلن.