بيروت، عمان، القدسالمحتلة - "الحياة"، ا ف ب ، رويترز - تعرضت منطقة الشرق الاوسط لعواصف ثلجية وامطار كثيرة ورياح قوية. وادت هذه العواصف، خصوصا في لبنان، الى اقطاع التيار الكهربائي واقتلاع الاشجار واقفال المدارس. كما خلفت اضرارا مادية كبيرة وضحايا بشرية. ففي لبنان لم يمضِ الطقس العاصف من دون أن يخلف وراءه آثاراً في كل المناطق، بعضها مؤلم اذ بلغ حدّ القتل من دون ان يكتفي بالاضرار في ممتلكات ومزروعات وخيمها، وأعمدة كهرباء وانهيار جدران وتحطم سيارات وحصار اناس على الطرق الجبلية التي انقطع معظمها، اذ تساقطت الثلوج بدءاً من ارتفاع 700 متر، وتعطيل الملاحة الجوية والبحرية واغراق مراكب صيادين. ورياح شهر شباط فبراير الذي له في ذاكرة اللبنانيين أمثلة كثيرة لناحية شدة مطره وثلجه، بلغت سرعتها نحو 110 كيلومترات في الساعة في معدل لم تبلغه منذ الستينات، وبلغت درجات الحرارة 7 درجات مئوية تحت الصفر في الأرز، أما على السواحل فبلغت سبعاً. وتسببت الرياح بقتل العاملين السوريين جمال عبدالله العيس وغازي فيصل عبود إثر انهيار حائط مسكنهما في بلدة العامرية قرب مدينة زحلة شرق لبنان، والطفلة ثريا أنور شيخو عامان التي سحبتها مياه نهر الغدير. وحاصرت العاصفة عشرات السيارات بركابها على الطرق الجبلية ما استدعى تدخل الصليب الأحمر الذي أفاد انه انقذ 31 شخصاً في ضهر البيدر. وذكرت وزارة الداخلية ان نحو 500 سائق حوصروا في مختلف الطرق الجبلية. وكان مطار بيروت الدولي حوّل ثلاث طائرات لم تستطع الهبوط فيه، الى مطار قبرص. أما الاضرار البحرية فأكد المدير العام للنقل عبدالحفيظ القيسي ان "الكبيرة منها سجلت في ضبية في السلسول والارصفة اضافة الى غرق 6 مراكب، اما بقية المرافئ فلا اضرار فيها إلا غرق بعض مراكب الصيد وبخاصة في الاوزاعي 20 مركباً". كذلك تعرض الاردن منذ اول من لموجة برد عاصفة مصحوبة بامطار غزيرة وتساقط الثلوج في بعض المناطق المرتفعة ادت الى اغلاق بعض الطرق وغالبية المدارس، وكذلك الى بعض الانقطاعات للتيار الكهربائي والى حوادث سير متفرقة. ولا يخفي الاردنيون، على رغم تلك الموجة الباردة سعادتهم بهطول الامطار الغزيرة التي تعد المصدر الاساسي للمياه في بلدهم. وذكرت مصادر الدفاع المدني الاردني ان نحو عشرين شخصا اصيبوا في حوادث للطرق في مختلف انحاء البلاد، مشيرة الى ان اغلب الاصابات كانت بسيطة ووقعت بصورة خاصة في عجلون وفي اربد شمال وكذلك في معان والطفيلة. وعلى طريق صحراوي قرب منطقة البتراء الاثرية 260 كم جنوبعمان، حيث هبت عاصفة رملية، اصيب عشرة اردنيين ومثلهم من السائحين لم تحدد جنسيتهم باختناقات بسيطة وتلقوا على الفور الاسعافات اللازمة. وتسببت تلك العاصفة وسرعة الرياح التي تجاوزت 110 كيلومترات في الساعة في اقتلاع العديد من الاشجار في جنوب وشرق المملكة. وادى تساقط الثلوج في بعض المناطق المرتفعة مثل السلط وعجلون الى اغلاق بعض الطرق الفرعية حيث كان مدى الرؤية ضعيفا. واغلقت غالبية المدارس بناء على توجيهات وزارة التربية والتعليم. وفي فلسطينالمحتلة اصيب الاسرائيليون والفلسطينيون الذين اعتادوا ايام الشتاء المشمسة ودرجات الحرارة المعتدلة بموجة من الرياح العاتية والامطار الغزيرة بدأت اول من امس. واصيب ستة اسرائيليين على الاقل بجروح طفيفة جراء تطاير بعض الاجزاء المعدنية وفروع الاشجار. وفي مدينة ناتانيا الساحلية اصيب شخص عندما اطاحت به الرياح القوية التي بلغت سرعتها 60 كيلومترا في الساعة من فوق دراجته النارية. وادى سقوط بعض الاشجار على اسلاك واعمدة الكهرباء الى قطع التيار عن بعض المناطق الفلسطينية والاسرائيلية.