أوقفت السلطات الاميركية مسؤولاً في مكتب التحقيق الفيديرالي اف بي آي بتهمة التجسس للاتحاد السوفياتي ومن ثم لروسيا، لأكثر من 15 سنة ساعد فيها الاستخبارات بالتعرف على عملاء للولايات المتحدة في روسيا والاتحاد السوفياتي. وعلى رغم ان مدير ال "اف بي آي"، لويس فري، ابلغ الصحافيين ان هذا الجاسوس بدأ نشاطه عام 1985 إلا انه اعتبر كشفه "عملية ناجحة". ويبلغ العميل المزدوج روبرت فيليب هانسن 56 عاماً أمضى 27 منها في صفوف مكتب التحقيق الفيديرالي. وقد اعتقل الاحد الماضي في منزله في فرجينيا بعدما ترك معلومات سرية في حديقة عامة كي يتسلمها عملاء لروسيا. وقالت مصادر وزارة العدل إن "اف بي آي" وضع هانسن تحت المراقبة منذ ستة اشهر. ومثل هانسن امام محكمة في فرجينيا برئاسة القاضية تيريزا بوكانان ووجهت اليه اتهامات بالتجسس لمصلحة روسيا منذ الثمانينات. واعلن محاميه بلاتو كاشاريس، الذي سبق ان مثل الجاسوس الدريتش ايمز ومونيكا لوينسكي، ان هانسن اعلن في هذه المرحلة انه بريء. ووصف حاله بأنه "متأثر جداً وحزين". وفي حال ادانته فإنه قد يحكم بالسجن مدى الحياة او بالاعدام. عمل هانسن في السنوات ال 15 الاخيرة في ادارة عمليات مكافحة التجسس في الولاياتالمتحدة، تحديداً في واشنطنونيويورك. وافادت وسائل الاعلام الاميركية ان هانسن كان مكلفاً مراقبة البعثات الديبلوماسية الروسية في الولاياتالمتحدة خصوصاً في نيويوركوواشنطن. وقالت المصادر ان هانسن ساعد في تأكيد المعلومات للاستخبارات الروسية التي وفرها مسؤول الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي اي" الدريتش أيمز لروسيا وأدت الى مقتل 10 - 12 عميلاً اميركياً مزروعين في روسيا. ويقضي ايمز حالياً عقوبة للسجن مدى الحياة منذ اعتقاله عام 1994. واضافت المصادر ان مهمة هانسن الاخيرة، قبل اعتقاله، كانت في وزارة الخارجية الاميركية. وتعرضت وزارة الخارجية، خلال الصيف الماضي، لنكسات امنية عدة بعدما فقد جهاز كومبيوتر نقال من مبنى وزارة الخارجية يحتوي على معلومات سرية عن انتشار الاسلحة النووية. كما دخل احد الاشخاص واخذ ملفات سرية من مبنى الخارجية من مكتب مجاور لمكتب وزيرة الخارجية آنذاك مادلين اولبرايت. وحتى الآن لم يتم العثور على الكومبيوتر المفقود ولا التعرف الى هوية المتسلل. وكانت الاجهزة الاستخباراتية الاميركية تشك بوجود عميل آخر في صفوفها بعد اعتقال أيمز، خصوصاً بعدما كشفت تقاريرسرية ل "كي جي بي" وحصلت عليها الولاياتالمتحدة، ان بعض التسريبات التي ادت الى ضبط عملاء اميركيين لم يمكن ربطها بنشاط أيمز وحده. وعقد مديرا "اف بي آي" و"سي آي اي" لويس فري وجورج تينيت مؤتمراً صحافياً مشتركاً حضره وزير العدل جون اشكروفت المدير السابق ل "اف بي آي" ويليام ويبستر الذي يرأس لجنة خاصة لتقويم الاضرار التي تسبب بها هانسن للولايات المتحدة. وقال البيت الابيض ان الرئيس بوش كان احيط علماً بالتحقيقات وعزم "اف بي آي" على اعتقاله. واوضح فري ان هانسن اتخذ اسماً سرياً هو "رامون"، وان السلطات الروسية لم تتعرف الى هويته الى اليوم. وقال ان هانسن حصل على 600 الف دولار نقداً وعلى 800 الف دولار في حساب خارج الولاياتالمتحدة وعلى حجار من الماس. وبرر فري التأخر في اكتشاف هانسن بأن الاخير كان يعمل في مكافحة التجسس وكان يتقن اسليب تغطية نشاطاته. وأكد ان الاضرار التي تسبب بها كبيرة جداً ولم تحدد حتى الآن، لكنه أكد ان احدى المعلومات التي نقلها الى السوفيات كشفت هوية عميلين مزدوجين في "كي جي بي" كانا يعملان في السفارة السوفياتية في واشنطن، ما ادى الى اعدامهما فور عودتهما الى موسكو. وقال فري ان هانسن رفض باستمرار السفر للقاء الروس.