حرصت اسرائيل على النأي بنفسها عن القصف الأميركي - البريطاني للعراق، وأعلنت عبر وسائل الاعلام عدم معرفتها بالهجوم، مضيفة انها تتابع التطورات "عن كثب". واستأثرت الأوضاع في العراق بمعظم جلسة الحكومة الاسرائىلية أمس حيث استمع الوزراء الى تقريرين سياسي وعسكري عن التطورات، فيما رأس رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك جلسة "تشاورية" في شأن الملف العراقي، حضرها كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية بمن فيهم رئيس أركان الجيش شاؤول موفاز. وقالت مصادر اسرائيلية ان الحكومة ناقشت امكان تجنيد الاحتياط في الجيش، في ضوء تهديدات الرئيس صدام حسين للدولة العبرية. واضافت انه تم الاتفاق على ان لا ضرورة آنية لمثل هذه الخطوة. ونقل عن باراك قوله خلال الاجتماع ان "ليس هناك ما يستدعي اتخاذ أي اجراء". وكانت الاذاعة الاسرائيلية بثت اول من أمس ان باراك اتخذ قراراً بعدم اتخاذ أي اجراء خاص غداة الغارات على العراق، وذلك بعد محادثات هاتفية مع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد. وحذر نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه مجدداً من مغبة تشكل "محور" محتمل يضم العراق وايران وسورية، وقال للاذاعة الاسرائيلية: "صدام لا يمثل أي خطر مباشر ولكن يجب أخذ تهديداته بجدية. ثبت في الماضي أن التقارب بين سورية والعراق وايران خطر لأنه يمكن ان يتجسد بتصعيد العنف بهدف اثارة رد فعل من جانبنا ومواجهة محدودة مع سورية. هذا أمر خطر، خصوصاً أن العراق قال إن أراضيه تشكل عمقاً استراتيجياً لسورية". وتابع مشيراً إلى الوضع في جنوبلبنان: "ان رداً مكثفاً من جانبنا على هجمات حزب الله وليس محدداً من شأنه ان يوسع اخطار المواجهة خصوصاً مع سورية. لسنا مهتمين بفتح جبهة جديدة علاوة على تلك التي تشغلنا في غزة والضفة الغربية وفي اسرائيل". أما موفاز فاعتبر ان "ليس هناك سبب يدعو الاسرائيليين إلى اتخاذ اجراءات" في ضوء التطورات في العراق. وسارع رئيس الدولة العبرية موشيه كتساف الى تأكيد عدم وجود "علاقة لإسرائيل بما يحدث في العراق". وأشار إلى أنه "كان على واشنطن ان تبلغ اسرائيل بالهجوم قبل وقوعه".